أحبكِ كما لو أنّني لستُ شاعرًا 2
"حين تصمتُ الصور"
حاولتُ أن أُشبّهكِ اليوم،
فوقفت الصور في الطابور
كأنها تعرف مسبقًا
أن دورها لن يأتي.
قلتُ:
قمر؟
فانطفأ الليل خجلًا.
قلتُ:
بحر؟
فانسحب الملح من الكلام.
قلتُ:
أسطورة؟
فبدوتِ أقرب
من أن تُحتملي خيالًا.
كلّ صورةٍ أمدّها نحوكِ
تعود إليّ مكسورة،
كأنكِ تقولين لها بهدوء:
لا تتقدّمي…
هو لا يحتاجكِ.
أدركتُ متأخرًا
أن التشبيه نوعٌ من التقليل،
وأنني كلّما حاولتُ أن أرفعكِ بالكلمات
أنزلتُكِ درجةً
دون قصد.
أنا شاعر، نعم،
لكنني اليوم
أكتبكِ
كما يُمسك الماء بيديه:
يعرف أنه سيفلت
ومع ذلك
يحاول.
صرتِ جملةً
لا تقبل النعت،
ولا تُكملها الصفة،
ولا تحتمل «كأنّ».
لهذا
أسقطتُ الصور واحدةً واحدة،
وجلستُ قبالتكِ
بلا مجاز،
بلا حيلة لغوية،
أنظر إليكِ
كما ينظر الخطأ
إلى صوابه الوحيد.
★★★
وفي الجزء القادم
سيتكلّم بما لا يعرف اللغة…
وسأكتشف أن الجسد
أفصح من القصيدة.
✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق