السبت، 6 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{اعْتِراف}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"اعْتِراف"

تَعترفُ الخيمةُ أنها لم تُخلق للسماء،
بل لقلوبٍ تبحث عن ظلٍّ لا يخون.

قمتُها المعلّقةُ
مِسمارُ صبرٍ يشدّ ما تبقّى من الحكاية.

جدارُها ورقةُ قدرٍ
نكتب عليها ظلالَنا ثم نمحوها بلا أثر.

الأرضُ تتلعثمُ كرملٍ خائف،
والأسئلةُ تهتزّ بلا جرأة.

العمرُ حبلٌ مرتخٍ،
نشدّه كي لا نفلت من أنفسنا
ونمشي في العتمة بلا يقين.

لم تعُد خيمةً،
بل مرآةٌ تُظهر أكاذيبَ تلمع كأنها حقائق
وتُرفَع فوق رؤوس أنهكها الطريق.

حين يسقط الليل،
تشتعل لأجل دفءِ الجائعين،
لا لجدرانٍ تعلّمت التشقّق.

قوتُها تنبثق من قلبٍ
يمنحها اسمًا قبل المأوى.

وفي أعمق ليلها
تعترف بحقيقةٍ لا ظلَّ لها.

لذلك، حين تهتزّ الخيمة
نهتزّ نحن أيضًا،
لأن ظهورَنا تستند إلى ظلالٍ
كانت — منذ البدء — أصدقَ من الضوء.

وسرُّها الأخير يقول:
ليس القماشُ ما يصنع الوطن،
بل من يقفُ داخله
ويصرّ على النهوض
ولو أحاطه الجحيم.

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: