رواية
أبواب لاتوصد
الجزء الحادي عشر
بعد ان دخل الأستاذ محمد الكافتريا
قررت حنان ان تذهب إليه وتحدثه بشأن غيابه ، حاولت زميلتها بالعمل سلمى منعها لكنها كانت مصرة على ذلك .
تقدمت حنان بإتجاه طاولة الأستاذ محمد المنزوية والقريبة من تلك النافذة المطلة على باحة الدائرة وبابها الرئيسي والطريق العام .
صباح الخير أستاذي الفاضل
صباح الخير أستاذة
بعد ان رد التحية تردد كثيرآ وتلعثم لسانه لكنه بادر بضيافتها ، تفضلي أستاذة .
جلست حنان بكل ثقة ، ولاحظت إرتباك الأستاذ محمد ، عفوآ أستاذ قد يكون وجودي سبب لحضرتك بعض من الإحراج
لا لا بالعكس أنا أتشرف بوجودك أستاذة ،
أستاذ محمد قد أكون جريئة بعض الشيء ومتهورة ، انا بصراحة صديقة وفية لكل أصدقائي ، أسأل عنهم إن غابوا او مرضوا اشاركهم أفراحهم وأحزانهم ، وأعتقد هذا من صفات الصديق الوفي ، وكما تعلم منذ اول لحظة لي بهذه الدائرة ، أوصاك السيد المدير العام بي خيرآ ، هذه الوصية تجعلك ملزمآ بي ، كما تجعلنا ملزمة تجاهك .
إبتسم محمد وقال لها أكيد ، بعد غيابك بعدة أيام ذهبت لمنزلك للسؤال عليك لكنني قرعت الجرص عدة مرات ولم يفتح الباب وبالصدفة خرج جارك الطيب واكرمي .
نعم بالأمس حدثني عنك بعد خروجنا من المسجد بعد ان أدينا صلاة العشاء .
أنا اسف أستاذة حنان نسيت ان اضيفك ماذا تشربين ، شكرآ جزيلآ أستاذ محمد ،
لا لايمكن لابد ان اضيفك قريبك المدير العام أوصاني بك خيرآ ، ضحكا معنا وكان الود حاضر بينهما ، أشار لعامل الخدمة بالإقتراب ، وطلبت حنان فنجان من القهوة
سلمى تنظر لهما بعين الإستغراب ، هل هذا حقا هو الأستاذ محمد لاأصدق .. ؟
بعد ان تناولت حنان فنجانها ، وبعد ان إنتهت من حديثها مع الأستاذ محمد ،
عادت حنان لزميلتها المنبهرة من شجاعتها وتمكنها من ان تخترق كل اسوار الاستاذ محمد ، ياملعونة كيف تمكنتي من فعل ذلك ، كل من في هذه الدائرة لم يتمكن من التقرب منه والحديث الا بأمور العمل كيف فعلت ذلك ، عزيزتي الثقة بالنفس والإصرار على تحقيق هدف معين يخلق المستحيل ،
هيا هيا لنعد لقسمنا قال الثقة بالنفس والإصرار ، وهو صندوق مقفل لامفتاح له ،
ضحكت حنان مفتاحه بات بيجيبي صديقني ياعزيزتي ، سأربح المعركة وسترين ، هيا وكفاك أحلام قد يجوز سمح لكن الآن بالحديث معه لكنك لاتعرفيه جيدآ وسترين ، سنرى من يفوز ياسلمى ،
والد حنان ووالدتها ومعهم شقيقها زهير يتباحثون بشأن زواج حنان من سرمد ، ياخولة ان أبنتك لاتعرف مصلحتها هي فتاة مندفعة ، سرمد شاب رائع وفرصة جيدة لاتتكرر ، يجب ان لاتضيع هذه الفرصة من يدها ، تحدثي معها وحاولي إقناعها والا سأسلط عليها شقيقها زهير ليجعل حياتها جحيم ، لا ارجوك دعني أحاول معها ياأحمد
زهير لايعرف غير الأسلوب الهجومي والعنف ، ولااريد لأبنتي ان تتأذى ، الزواج يجب ان يكون بالإقناع والتراضي ، وزهير لايعرف التعامل بهذه الطريقة ، لكن ياامي خالتي ألمحت بأن كل مطالبنا مجابة ، والمال اليوم هو كل شيء ، وزواج حنان من سرمد فرصة لاتعوض ، اود ان افتح محل تجاري وأنا بحاجة للمال ، وهذا المشروع سيكون لنا جميعآ كأسرة ، وزواجها لابد ان يتم شاءت ام أبت ، والا والله ستدفع ثمن تمردها غالي ، مابك ياأحمد هل موافق على ماقاله زهير ، لا ليس بهذه الطريقة ، ولكني أتفق معه على حتمية زواجها من سرمد ،
أتركا الامر لي رجاء .
ياسلمى أين الأستاذ قيس ، بصراحة حدثت مشادة كلامية بين الأستاذ قيس وزميلتنا
حنان ، وتطور الأمر بينهما وإرتفع صوتهما ،
ووصل الامر للسيد المدير العام ، وبعد إجراء الفحص الطبي على الأستاذ قيس ، إتضح بأن أثار الكحول من الليلة التي سبقت دوامه كانت ماتزال تؤثر على تصرفاته ، ولذلك وجهت له عقوبة إدارية وتم نقله لأحد فرعنا بالاقضية والنواحي .
ماأسخفك ياقيس كنت قد نبهته عدة مرات
بأن يبتعد عن هذه الأمور ، لكنه إنسان غير منضبط ، هدم كل حياته بمعول الشهوات ،
طلق زوجته ودمر حياة اولاده وكل راتبه يبدده على المشروب وبنات الليل والقمار مع الأسف .
سأذهب للسيد المدير لينقل لنا احد الموظفين ليسد النقص الحاصل بكادر القسم ، لأننا على اعتاب نهاية سنة مالية ويحب علينا الإنتهاء من عمل الميزانية العامة لهذا العام وغلق كل الحسابات ، والعمل على إعداد ميزانية للعام القادم ، هذا الأمر يحتاج لكادر كبير ومختص ،
نعم أستاذ نحن بحاجة لموظف ليحل محل الأستاذ قيس .
بعد ان خرج الأستاذ محمد من الغرفة .
ياسلمى هل لك بمرافقتي للسوق القريب من دائرتنا بعد إنتهاء الدوام ، لا ياعزيزتي
علي العودة مباشرة لمنزل عمتي ، ارجوك ياسلمى أود ان أشتري ملابس جديدة واود ان تكون بصمتك حاضرة ، أنت أنقية واريد ان تساعديني بعملية الشراء ، ارجوك ياحنان إعذريني ، أنا أعاني من عدة مشاكل
في بيت عمتي أحلام ، زوجها بدء يتضايق من وجودي ويبحث عن عن اي زلة من قبلي ليحدث مشكلة كبيرة لعمتي المسكينة ، ولما يفعل ذلك ياسلمى .. ؟
لأنه يريد الغرفة التي أسكن فيها ليزوج إبنه سعد .
أنا اسفة ياصديقتي ، لا لاتتأسفي انا من يعتذر منك ، إقتربت حنان من سلمى وهمست بإذنها ، ماموقف ليث الذي يبادلك
الشعور ، قيس يحبني لكنه إنسان مهزوز ويخاف من إبن عمي فتحي ، ولذلك يقف مكتوف الأيدي وعاجز ، لكنه يحبني لولا خوفه لتزوجته وتحديت العالم بإسره ، ياسلمى الرجل الضعيف في هذه الحياة لايعتمد عليه ، لأنه هو من يحتاج لحماية ،
نعم ولذلك ستبقى علاقتنا عقيمة ياحنان .
بعد إنتهاء الدوام خرج الجميع ، الا الاستاذ محمد تأخر بالخروج ، ياحنان هل أوصلك معي ، لا ياسلمى إذهبي لمنزل عمتك تجنبآ للمشاكل ، ساستقل التكسي ، لكن غدآ عليك ان تأتي معي للسوق أخبري عمتك بذلك ، حسنآ اوعدك بأني سأذهب معك غدآ للسوق وداعآ ، إنتظرت حنان عند بوابة الدائرة خروج الأستاذ محمد ، العديد من سيارات الأجرة قد مرت من أمامها لكنها لم تشير لهم ، وبعد ربع ساعة خرج محمد ولم يبقى امام باب الدائرة غير حنان مما جعله يتوقف أدبيآ لها ، أهلآ أستاذة حنان مازلتي هنا ، نعم استاذ الجميع رحل ولم أجد سيارة أجرة ، نظر لها الأستاذ محمد بنظرة فهمت من خلالها بأ