الخميس، 18 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{طَرِيدَةُ الفِرْدَوْسِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{مُحَمَّد تَوْفِيق}}


طَرِيدَةُ الفِرْدَوْسِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دونَ شِعْرِي
سَوْفَ يَلْفِظُكِ الوُجُودُ
فَلَقَدْ نَفَخْتُ الرُّوحَ فِيكِ
إذَنْ
فَعَلَيْكِ السُّجُودُ
فَأَنَا بِمِدَادِ حِبْرِي
أَطْلَقْتُ اسْمَكِ لِلْخُلُودِ
وَأَنَا بِسِنَانِ قَلَمِي
حَطَّمْتُ جَمِيعَ القُيُودِ
فَكَيْفَ تَبْغِينَ التَّمَرُّدَ؟!
بَلْ كَيْفَ تَبْغِينَ الخُرُوجَ؟!
فَلَقَدْ صَنَعْتُكِ مِنْ خَيَالِي
وَالوَهْمُ حَتْمًا سَيَمُوتُ
فَأَنْتِ شَيْءٌ
قَدْ خَلَقْتُهُ مِنْ عَدَمٍ
وَأَنْتِ طَيْفٌ
قَدْ نَسَجْتُهُ مِنْ وَهَنٍ
فَكَمَا صَنَعْتُكِ
فَبِوُسْعِي أَنْ أَصْنَعَ أُلُوفًا
مَا دُمْتُ أَمْلِكُ الدَّفَاتِرَ وَالقَلَمَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
دونَ شِعْرِي
سَوْفَ تَزْهَدُكِ الحَيَاةُ
فَلَقَدْ وَلَجْتِ لِدِيوَانِي
وَكُنْتِ مِنْ ضِمْنِ الرُّعَاةِ
وَتَسَوَّرْتِ الحَوَاجِزَ
فَوَصَلْتِ مُنْتَهَاهُ
وَالآنَ تَبْغِينَ الرَّحِيلَ
وَتَظُنِّينَ النَّجَاةَ
فَكَمَا تُوِّجْتُكِ مَلِكَةً
سَأُعِيدُكِ لِلْفَلَاةِ
فَلَسَوْفَ أَهْجُوكِ بِشِعْرِي
وَلَسَوْفَ أَنْزِعُكِ الحَيَاةَ
وَلَنْ يَنْفَعَكِ تَضَرُّعٌ
أَوْ شَفَاعَةٌ أَوْ صَلَاةٌ
فَأَنْتِ كَالشَّيْطَانِ كُنْتِ
فِي التَّمَرُّدِ عَلَى الإِلَهِ
فَلَسْتُ بِالآسِفِ عَلَيْكِ
فَأَنْتِ مِنْ ضِمْنِ الخُطَاةِ
وَلَسَوْفَ أَصْنَعَ أَلْفَ غَيْرِكِ
مَا دُمْتُ أَمْلِكُ الفَصَاحَةَ وَالدَّوَاةَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قَبْلَ شِعْرِي
كُنْتِ فِي المَاضِي هَبَاءً
كُنْتِ نُقْطَةً فِي بَحَارٍ
كُنْتِ جُرْمًا فِي السَّمَاءِ
وَأَنَا بِعَصِي شِعْرِي
أَضْحَتِ النُّقْطَةُ جَدَاوِلَ
وَأَنَا بِمِدَادِ قَلَمِي
أَسْكَنْتُ بِالجُرْمِ الضِّيَاءَ
فَهَجْرِي فِرْدَوْسَ عِشْقِي
فَلَنْ يَطَأَهُ الأَغْبِيَاءُ
اِرْحَلِي بِاللهِ عَلَيْكِ
فَلَسْتُ مَرْتَعًا لِلرِّيَاءِ
اِرْحَلِي بِسُمُومِ عِشْقِكِ
فَأَنْتِ دَاءٌ لَا دَوَاءَ
وَلَسَوْفَ أَصْنَعَ مَلَايِينَ غَيْرَكِ
مَا دُمْتُ أَمْلِكُ المَهَارَةَ وَالذَّكَاءَ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 شِعْرٌ / مُحَمَّد تَوْفِيق

مِصْر – بُورْسَعِيد 

قصيدة تحت عنوان{{ لا تواسيني}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{خليل شحادة}}


 لا تواسيني

أيها العرّاف المتشح
بدجى حِداد الليل 
كلّمني
بخورك سُحب جن
رقصات أقدام خيل 
تسحرُني
تهدُج صوتك زوبعة ريح 
بقُلّة ماء سخرية زمن
تضحكني
لا تواسيني يا قارئ كف 
من عهر مرايا النفاق
لا تواسيني

لستُ لك أرجوحة
أهزوجة نشيد قافلة
تُسلّيني
أنا للحرية باب فجر
صلاته بلسم جراح
يداويني
قصيده قِبلة حبيب
حكاية عمر أشواقه
تناديني
دمعه خمر عشق
مداده يروي اليراع عشقاً
ويسقيني

بقلمي : خليل شحادة لبنان

قصيدة تحت عنوان{{أروني}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


 أروني 


حذار أن تفكّرَ في السّفرْ
فأمرُ الــقمْعِ في وطني صَـــــدرْ
سَتقعدُ عاطلاً إنْ شئــتَ أمْ لا
لأنّ الرّزقَ في وطني قــــــدرْ
تعلّــــــــمْ أن تكونَ منَ الرّعايا
تفكّرُ في الرّغيفِ وفي الـمطرْ
فأنتَ مواطنٌ إنْ كــــنتَ راضٍ
بعيشِكَ في المزارعِ كالبــــقرْ
وأمّا إنْ أردتَ العيـــــــشَ حرّاً
فأنتَ مُشاغبٌ فقدَ البصــــــرْ

يُحاصرُنا التّخلّفُ والكـــــسادُ
ويقمَعُنا التّحــــــــــجّرُ والعنادُ
أريدُ سماعَ أهلي بانضـــــباطٍ
ولكنّ الجُــــــــحودَ هو العـتادُ
تراهُمْ في النّقاشِ بلا لِسانٍ
ولا فقْهٍ يؤطّــــرهُ الرّشـــــادُ
وفي مَجْرى الحوارِ ترى شِجاراً
وقد هَربَ التّـــفاهمُ والسّـــدادُ
فَينْقـــــلبُ النّقاشُ إلى عِراكٍ
وهذا في الحياةِ هو الفـــــسادُ

أروني كيف طَلّقَنا القلـــمْ
فجهــــــــلُ النّاسِ يقطرُ بالألمْ
تعلّمَ جُـــــلّنا من دونِ فهمٍ
فصِرنا في المدارسِ كالغنــــــــمْ
وصار الويلُ مُشـــــتمِلاً علينا
كأنّ الجـهلَ منْ وطنــي انتقمْ
تعطّلَ فقْهُـــــنا في كلّ علمٍ
ولمْ ينفــعْ ضـــــــــمائرَنا النّـدمْ
وهذا حالُنا منـــــــذُ انهزَمنا
ومن فقـــدَ الهُدى أضـــــحى قزمْ

أروني كيف ينهضُ هؤلاءِ
وهمْ رفضوا التّـــفوّقَ في الذّكاءِ
رأيتُ من الغرائبِ ما دَهاني
وأذهلني التّحرّشُ بالنّـــــــــساءِ
وهذا أخبثُ الأفعالِ رجْساً
 واكثرُها انغماساً في البـــــــــلاءِ
أساءَ لنا وجرّعَنا المآسي
وأقْنعنا بمــــــــــــــــــــــرتبةِ الوراءِ
وأبشعُ ما احْتملنا في الرّزايا
مُقايضةُ التّعـــــــــــــقّلِ بالغباءِ

بكيتُ دماً على موْت الرّفيقِ
كأنّي في الأسى مثلَ الغــــريقِ
أصابتْـــــنا من الأعــــــداءِ نارٌ
فأحرقتِ الزّفيرَ مع الشّـــهيقِ
تجرّعْنا العذابَ بغـــــــيرِ حقٍّ
وصار صُراخُنا مثل النّــــــهيقِ
وجُثّةُ من بضَربِ النّار تُــــلقى
بلا رأسٍ بقارعــــةِ الـــطّريقِ
فما ولدٌ يعودُ إلى أبــــــيهِ
وقد هرب الصّديق على الصّــديقِ

تعبتُ من الكتابةِ في الظّلامِ
وضقتُ من السّـــماعِ إلى اللّئامِ
يئنُّ الـصّدرُ من وجَع اللّيالي
بأحْرُفِ مِحْنةٍ سكــنتْ عِظامي
وفي نـــــفسي أراجعُ كلّ يومٍ
قُبيلَ توجّـــهي صوْب المــنامِ
فما في العيش أقبحُ من نظامٍ
بسوْطِ القمع يضربُ في الأنامِ
وحظّي كان سلسلةً وقيْداً
وحبساً في السّــوادِ من الظّـــلامِ

تُرِكْـــنا في الوراءِ الأوّلينا
قطيــــــــــــعاً من ضباعِ الجاهلينا
نكيدُ لبعـــضنا ليلاً نهاراً
وفي الظّـــــــــلماءِ نرتكبُ المُــشينا
ونشـــــهدُ بيننا كذباً وزوراً
ونحنُ من العبادِ المُسلــــــــــمينا
أليس القهرُ للإنسانِ شرّاً
وكيـــــف نراهُ طبـــــعاً سادَ فينا
ألا يا أمّة الإسلامِ قومـــــي
فنومُ النّاسِ أفْـــــــــقَدنا اليقينا

محمد الدبلي الفاطمي

قصيدة تحت عنوان{{و كان اللقاء}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة{{ملفينا توفيق ابومراد}}


و كان اللقاء
**
لقاءات تمر كأنها لم تكون 
و لقاءات ترصد بالمكنون
ما هذا الفكر الذي لا ينام
مهما حاولت تلك الجفون
يذكر يتذكر ينسى يتناسى
يحنو و يأسى ب الشجون
اما تلك المضخة لا تهدأ 
قلب يحيى بمن به مسكون
اما قلب العقل به حافل 
بعدم ذكره بسره مرهون
اسارير قد تكون فاضحة 
ناطقة بما  تخفيه العيون
البسمة ظاهرة  كزهرة 
 يانعة بمن بالعقل مفتون

ملفينا توفيق ابومراد 
عضو إتحاد الكتاب اللبنانين 

٢٠٢٥/٩/١٧ 

قصيدة تحت عنوان{{الشغف رماني}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد ختان}}


" الشغف رماني "

وجودك يا ملهمتي هو فرحي

يا فرحا قابعا عمق أرجائي

و في غمار جوف الصدر أشعلني

و القلب يبهج أسارير اللواعج

عبر عوالم المحبة المنبثقة أرصادي

أفراحي كالصدى تتردد أهازيج أحوالي

عبر ربوع أثير الشغف رماني

يا هياما أشعل فتيل الموقد بداخلي

ليشعل مدفئة الكيان وهجا مضيئا

و تتلألأ أرصاد طقوس أجوافي

و تشع كالبدر ساطعا في سمائي

لم أقدر أن أتحاشى بالنظرات

التي تطلع إليك وحشتا

نحن يا بصر لم يشبع فينا النهم

بل يتلاقى من حنيننا العواطف

كتلاقي النجوم في أعالي السماء

و أطياف النفوس مرتفعة السمو

ولم تنتهي تعلقا غراما غامرا

إلا مبتهجة بأنفاسك الحاضرة

رمزا معطاءا دون توقف

سلب منا النبض ولوعة التوق

ويحيا ولاء الحب مزهوا

ليشع الفؤاد نبضات مغروم

و نسير من حيث لا ندري

عاشقين يتصارع فينا الشوق

لا نهاية له ولا حدود تفصله

سوى اَمال و رجاء و أمنيات النفوس بلم الشمل

تمت بقلم محمد ختان 

نص نثري تحت عنوان{{نارونور}} بقلم الكاتبة اللبنانية القديرة الأستاذة{{سهى زهرالدين}}


(نارونور)

ما بين الباطن والظاهر 
رحلة ضوء 
نمضي ..هكذا نمضي 
نتغلغل داخل ظلام المعرفة 
لنعتلي غيمة فكر شاردة
نغوص داخل رحم سنبلة قمح
ونتهاوى مع سنابلها برفقة ريح حنون
أحيانا" تسحرنا قهقات الفجر الأبدي
وأحيانا" نخفي أعيننا داخل رحم الوجود
فولادتنا قيصرية 
تبدأ بصرخة لتتلوها ضحكة 
ثم 
نبدأ بالحصاد الخصيب
تكبر أجسادنا لتهرم 
وتزداد أحلامنا لتنضب 
هي ذاتنا 
تدور في فلك من نار ونور 
لا شيء يشعل بركاننا الخامد منذ عصور 
لا شيء
في قلوبنا 
أوردة أمل تبث الصبر في رحلة الصمود
صور وصور علقت في جدران ذاكرتنا
فجر باسم 
غروب عمر 
وليل ناسك يتعبد الحلم بشرود 
من نحن
غدا" ستندثر أجسادنا العارية 
وستبق أرواحنا تهيم بسحر المكنون
حملت أقلامي اليانعة 
لأكتب وصيتي
في البدء كلمة 
والخاتمة كلمة 
سامحوني .

                        سهى زهرالدين 

مقال تحت عنوان{{الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِي}} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة الأستاذة{{ماريا غازي}}


الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِي

الْمُتَكَلِّمُ بِكُلِّ شَيْءٍ دُونَ عِلْمٍ حَقِيقِيٍّ ظَاهِرَةٌ شَائِعَةٌ فِي مُجْتَمَعَاتِنَا، حَيْثُ نَجِدُ أَشْخَاصًا يَتَحَدَّثُونَ عَنْ أُمُورٍ لَا يَعْرِفُونَ عَنْهَا الْكَثِيرَ، وَيَتَكَلَّمُونَ بِثِقَةٍ وَاقْتِنَاعٍ دُونَ أَنْ يَكُونَ لَدَيْهِمُ الْمَعْرِفَةُ الْكَافِيَةُ.

الأَسْبَابُ الَّتِي قد تَدْفَعُ النَّاسَ إِلَى التَّحَدُّثِ عَنْ أُمُورٍ لَا يَعْرِفُونَهَا قَدْ تَكُونُ مُتَعَدِّدَةً، مِنْهَا:

- الرَّغْبَةُ فِي الظُّهُورِ: بَعْضُ النَّاسِ يَرْغَبُونَ فِي الظُّهُورِ بِمَظْهَرِ الْخُبَرَاءِ أَوْ الْمُتَخَصِّصِينَ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُونُوا كَذَلِكَ.
- الْجَهْلُ بِالْحُدُودِ: بَعْضُ النَّاسِ لَا يَعْرِفُونَ حُدُودَ مَعْرِفَتِهِمْ، وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّهُمْ يَعْرِفُونَ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْرِفُونَ فِي الْوَاقِعِ.
- الرَّغْبَةُ فِي الْمُشَارَكَةِ: بَعْضُ النَّاسِ يَرْغَبُونَ فِي الْمُشَارَكَةِ فِي النِّقَاشَاتِ وَالْحَوَارَاتِ، حَتَّى لَوْ لَمْ يَكُونُوا عَلَى دِرَايَةٍ كَافِيَةٍ بِالْمَوْضُوعِ.

التَّعَامُلُ مَعَ هَؤُلَاءِ الْأَشْخَاصِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ صَعْبًا، وَلَكِنَّ هُنَاكَ بَعْضَ الِاسْتِرَاتِيجِيَّاتِ الَّتِي يُمْكِنُ أَنْ تُسَاعِدَ:
- الِاسْتِمَاعُ الْفَعَّالُ: حَاوِلْ أَنْ تَسْتَمِعَ بِفَاعِلِيَّةٍ إِلَى مَا يَقُولُهُ الشَّخْصُ، وَحَاوِلْ أَنْ تَفْهَمَ وَجْهَةَ نَظَرِهِ.
- الْأَسْئِلَةُ الذَّكِيَّةُ: اطْرَحْ أَسْئِلَةً ذَكِيَّةً تُسَاعِدُ فِي تَوْضِيحِ الْأُمُورِ وَتُسَاعِدُ الشَّخْصَ عَلَى التَّفْكِيرِ بِشَكْلٍ أَعْمَقَ.
- التَّحَقُّقُ مِنْ الْحَقَائِقِ: حَاوِلْ أَنْ تَتَحَقَّقَ مِنْ الْحَقَائِقِ وَالْمَعْلُومَاتِ الَّتِي يُقَدِّمُهَا الشَّخْصُ، وَلَا تَأْخُذْ كُلَّ شَيْءٍ عَلَى مَحْمَلِ الْجِدِّ.

مِثَالٌ عَلَى كَيْفِيَّةِ الرَّدِ عَلَى شَخْصٍ يَتَحَدَّثُ عَنْ مَوْضُوعٍ لَا يَعْرِفُهُ : يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ "أَنَا لَا أَعْرِفُ الْكَثِيرَ عَنْ هَذَا الْمَوْضُوعِ، وَلَكِنِّي أَسْتَطِيعُ أَنْ أَبْحَثَ عَنْهُ وَأُخْبِرَكَ فِيمَا بَعْدُ".

- مِثَالٌ عَلَى كَيْفِيَّةِ تَحْوِيلِ النِّقَاشِ إِلَى مَوْضُوعٍ آخَرَ : يُمْكِنُنَا أَنْ نَقُولَ "هَذَا مَوْضُوعٌ مُثِيرٌ لِلِاهْتِمَامِ، وَلَكِنِّي أَوَدُّ أَنْ أَتَحَدَّثَ عَنْ مَوْضُوعٍ آخَرَ أَكْثَرَ أَهَمِيَّةً".

ماريا غازي 

الجزائر 2025/09/17 

الأربعاء، 17 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{أنا كالقيامة ذات يوم آت}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{ دنيا محمد}}


"أنا كالقيامة ذات يوم آت"

أنا النداءُ
الذي لم يُسمع بعد،
لكنهُ يسكنُ أذنَ الأبدية.

أنا الظلُّ
الذي لا ينفصلُ عن جسدِ الغياب،
لكنّهُ يطاردُ الشمس
حتى في صميمِ عتمتِها.

أنا القيامةُ
أصيرُ وجهاً للوقت
حين يتلعثمُ الزمنُ
ويعترفُ أنَّهُ لم يكن إلّا قناعاً.

أنا الشظيةُ
التي انتظرتْ
ملايينَ السنينِ
لتصيرَ كوكباً يُضيءُ.

أنا السؤالُ
الذي لا يملكُ جواباً،
لكنَّ الأجوبةَ كلّها
تخافُ أن تُولدَ منه.

أنا القيامةُ
المؤجَّلةُ في صدورِ الغيم،
التي تنهمرُ
حين تُدركُ الأرضُ
أنها كانت عطشى منذ البدءِ.

أنا الممرُّ
بينَ الهلاكِ والنجاة،
أنا الفاصلُ
الذي لا يُرى
لكنَّهُ يمسكُ كفّ الروح
حين تسقطُ في الفراغ.

أنا القيامةُ
ذاتُ يومٍ آتٍ،
لا لأُطفئ النورَ
ولا لأُشعلَ الظلام،
بل لأكشفَ أن كليهما
لم يكن سوى ستارةٍ على عينِ الحقيقة.

بقلم دنيا محمد 

قصيدة تحت عنوان{{إلزاماتٌ وأسئلةٌ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع حسون}}


إلزاماتٌ وأسئلةٌ

إذا الكلُّ يَمضي ثُمَّ ليسَ يجيءُ
وأهلُ الخَنا  في ذَنْبِهِم  سَيَبوؤا 

واعمارنا  مهما  تطول  سَيتنْتَهي
فما   بالُنا    للعالمينَ    نُسيءُ؟

إذا  كانتِ اللّذاتُ تْمْضي سَريعَةً
وصاحبها  عندَ  الحِسابِ  قميء

فماذا دهانا  والإمور  ستننْقَضي
فنذْهَبُ   فيها   كُلُّنا    وَنجيءُ؟

إذا كانتِ الأرزاقُ في الغيبِ قُسِّمَتْ
وَكُلٌّ   له   زادٌ    أتاهُ    مَريءُ

فما بالُنا  نَرنوا  إلى  غيرِ  حَقِّنا
وأكْثرُنا   صَلْفٌ   عليهِ   جريءُ؟

وما   بالُنا    نسعى  نريدُ  زيادةً
وليسَ  بنا  من  كانَ  منهُ  بريءُ.

إذا لَمْ تكُنْ تَرْضى  بِعِرْضِكَ  ثُلْمَةً
وَعندكَ  وَجْهٌ  في الحياةِ  وضيءُ

فَلِما  تَرى  عِرْضُ   العبادِ  غَنيمةً؟
ومَتى إلى  النهجِ  القويمِ   تَفيءُ؟

ونحنُ ضيوفٌ  في  الحياةِ  لمدةٍ
فعَلا مَ    بَعْضُ  العاقلينَ  يسيءُ؟

بقلمي

عباس كاطع حسون /العراق 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{آه من النميمة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{عادل عقل}}


آه من النميمة 

                من يوميات مصري في تونس 

آه من النميمة 
آه آه وكمان آه  
ومليون آه
 من بلاويها
ومن قاعدة النسوان 
وحكاويها
ماسيبين حد إلا
 ومقطعينه ودبحينه
وبكلامهم كمان سلخينه 
وعنيهم قناصة وبصاصه
ما يعدي حد وأي أي حد
إلا بيتكلموا عليه
أخييه عليهم أخيه
وبوريه منهم بوريه
يا ولاد الإيه
ربنا يهديهم 
ويبطلوا غيبة
وتلاقيهم ساعة العصاري
بيتدوا الحكاوي
وبيسبوا بيوتهم
ويعملوا عمايلهم
وبينسوا ربهم
أنه سبحانه سامعم 
ويا يا ويلهم 
لما يوم القيامةيجلهم 
ولابد لابد هيحاسبهم 

عادل عقل عضو اتحاد كتاب مصر 

من كتابي مصري في تونس شخابيط عقل 

قصيدة تحت عنوان{{ضجيج روح على أرصفة الشتات}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


ضجيج روح على أرصفة الشتات 

عللّاني وامنحاني بعض صبرٍ
عللّاني واسترا منّي هواني
عللّاني واتركا لي بعض طيفٍ
وبعض بعض ٍ من أماني 
عللّاني وامنحاني بعض وقتٍ
او بعض بعضٍ وامهلاني  
عللّاني فما نسيتُ بيومٍ
ضفة النهرِ أو دفنتُ حناني   
عللّاني قد بدا ليليَّ دهرٌ  
 وسبا عمري وقلبي ورماني
عللّاني وخذاني ومُهجتي   
وانثرا جسمي رماداً وذَراني     
عللّاني بسمة القلب ورائي 
قد رمتني لوحدتي وارتهاني                                       عللّاني قد مضى دمعي هتوناً
يّمطِرُ القلبَ ابتهالاً ولساني..
عللّاني وخُذا مجرى دموعي 
واسكباهُ واسقيا منه جَناني..
عللّاني فهل مضيتُ لعيشِ
كي تنامَ جوارحي وكياني..

عللّاني عللّا روحي عساها
تُبصِرُ النهرَ عساها وعساني..
عللّاني هزّني الشوقُ اليهم
وامنحاني رؤية القلب امنحاني..
عللّاني ففداهم نبض قلبي 
أرتجي الوصلَ اليهم فاكفياني..

نجم درويش ..صاحبة المقام العالي 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{يُوْم مِيْلاَدَك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{أحمد شاهين}}


يُوْم مِيْلاَدَك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وِفْي يُوْم مِيْلاَدَك يَا نَبِيْنَا
جَايِّيْن نِسَجِّل أَسَامِيْنَا
جَايِّيْن نِصَلِّي وِنِتْنَفَّح
نُطُوْف بِرُوْضَه وِمَدِيْنَه

فِي يُوْم مِيْلاَدَك يَا هَادِي
جَايِّيْن نِزُوْر الْمَرَّادِي
فِي مَكَّه وِشْعَابْهَا هَنِمْشِي
مَطْرَح مَاعَاش النَّبِي فِيْنَا

لاَجْل النَّبِي طَاعَه مَحَبَّه
هَنْصَلِّي جَنْبِك يَا كَعْبَه
الوَحْي نَازِل فِي رْحَابِك
نَازِل فِي مَكَّه وِمَدِيْنَه

فِي يُوْم مِيْلاَدُه الشَّام نَوَّر
وِكِسْرَى طِفْيِت أَنْوَارُه
سَاوَه وِجَفِّت يَا فَارِس
نَبِيْنَا جَيّ بِأَسْرَارُه

أَصْنَام وِوَاقْعَه بِتِتْكَسَّر
رَاهِب بِيْتَابِع أَصْدَاءُه
خَاتْم النُّبُوَّه وِمْنَوَّر
بِالصِّدْق يِشْهَدْلُه اَعْدَاءُه

جَايِّيْن نِسَلِّم وِنْبَارِك
الكُلّ مُشْتَاق لِسَلاَمُه
جَايِّيْن نِصَلِّي وِنْشَارِك
وِنْزِيْد صَلاَتْنَا فِي مَقَامُه

بِيْن الْمَدِيْنَه وِبِيْن مَكَّه
الكُلّ رَدِّد فِي كَلاَمُه
نَبِيْنَا نَوَّر فِي السِّكَّه
يَا مَحْلاَ نُوْرُه وِجَمَالُه

فِي يُوْم مِيْلاَدُه وْصَلِّيْنَا
هُوَّ الْحَبِيْب هُوَّ الغَالِي
فِي يُوْم مِيْلاَدُه أَهُو جِيْنَا
دَه طَهَ أَغْلَى مِ الغَالِي

وِفْي يُوْم مِيْلاَدَك يَا نَبِيْنَا
جَايِّيْن نِسَجِّل أَسَامِيْنَا
جَايِّيْن نِصَلِّي وِنِتْنَفَّح
نُطُوْف بِرُوْضَه وِمَدِيْنَه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كلمات الشاعر أحمد شاهين

------ مصر -- أسيوط ------ 

قصيدة تحت عنوان{{حُمّى الوقت}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


حُمّى الوقت..

ياامراةً تغتسلُ بحُمّى الوقت 
ارتحلَ الليلُ وغادرَ ضوءُ القمر الأرض..
مازِلنا نتأرجحُ في أسواقِ العرض..
مازِلنا نحلمُ بالأنثى..او قطرة ماء ..
مازِلنا نلتمسُ العذرَ ليحفظَ ماء الوجه لنا 
ونردّدُ ما قال الشعراء ..

ياامرأة  أضحى النهرُ غريب ..
يبحث عن موجٍ يعرفهُ..
عن شطٍ غادرَ يعرفهُ..
عن سُفنٍ كانت تعرفهُ
عن لحظة حبٍّ تعرفهُ..

ياامراة ..هذا النَتَنُ القادم من كلّ الانحاء..
يُغيّرُ اسماءَ الأشياء..
خَدَعتنا ماتحمله الريح لنا ..

ياامرأةً  تنتظرُ المطرَ لتُعشِب واحات الصحراء..
قتلتنا اشكالُ الغرباء 
قتلتنا احلامُ الغرباء..
ما عادَ يناجي القمرَ الشاعرُ
او يكتب للنهر قصيدة ..
ماعادت  ترتاح ضفائر والموجةُ تحتارُ شريدة ..
وأنا ما بينَ الغيمِ وبينَ النهرِ
ألوذُ بنجمٍ في السَحَرِ ..
ينتظرُ القادمَ من سفري...
والارضُ لعينيّ بعيدة..
 ..نجم دروبش ..صاحبة المقام العالي 
....
نجم درويش

من ديواني..حٌمّى الوقت.. 

قصيدة تحت عنوان{{مِنْ لُبِّ حَرفي مِنْ رَحيقِ بياني}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة{{أماني الزبيدي}}


مِنْ لُبِّ حَرفي  مِنْ  رَحيقِ  بياني 
مِنْ صَوتِ قلبي مِنْ حَديثِ لساني

مِنْ  هَدأةِ الليلِ  الطَّويلِ  بخاطري
مِنْ   حَرِّ  هذا  الدمع  في   أجفاني

أشكو  إليكِ الشوق   مالي  حيلةٌ
إلَّا    حروفاً     أعجَزَتْ    كِتماني 

أُماهُ   قد  ماتَ   الأمانُ   بخافقي
كوني على   غدرِ   الزمانِ   أماني

أُماهُ قومي واشهَدي ما قد جَرَى
وكفاكِ  موتاً  عَجَّ   في  حرماني

أُماهُ   يا حُضناً   حواني   طفلةً
كيفَ استطعتِ الموتَ في أحضاني

كنتِ التميمةُ لي  إذا سهمٌ   هَفَا
والآنَ   مِنْ  كُلِّ   الجهاتِ   أتاني 

هل لي  بأُمّي  يا زمانُ  سويعةً؟؟
أشكو   إليها    جَفوَة   الأحضانِ

وَيَنُوءُ  قلبي  في  فراقكِ  جًنتي
جودي   عليهِ   بلمسَةِ    التِّحنانِ

يا  غربتي  مِنْ  بعدِ أَنْ حَلَّ الفَنَا
قد   غادرَ   الموتى   بلا   عنوانِ

يا وجهَ  أُمّي  فوقَ غيماتِ السَّما
يا صوت  أُمّي في صدى الجدرانِ

فَهُنا   ضَحِكنا  أو  هناكَ  تسارعت
دمعاتنا    من    وخزةِ    الأحزانِ

وبلا   وداعٍ    ذاتَ   يومٍ   غادَرَت 
يا   وحشةَ   الدَّارِ   الذي  أبكاني  ؟؟

قلبي   شَريدٌ   ويحهُ   بعدَ   النَّوى
ما  عادَ    يعرفُ    لذَّةَ    الأوطانِ

أَودَعتُكِ   اللهَ   الذي   يدري   بما 
قد  صابني  من   لوعة   الأشجانِ 

       أماني الزبيدي 

خاطرة تحت عنوان{{كتبت الكثير}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أبو عمار}}


كتبت الكثير ، 
لكنني لم أقل يوماً 
أنني كاتب أو 
شاعر يكتب قصائد 
الشعر ،
كتبت الكثير ، وكل 
ماكتبته كان 
من مصدر اساسي 
واحد ، 
ماكتبته هو ليس الا 
تعبير صادق ،
مشاعر واحاسيس 
ترجمها رفيق 
الدرب ، ذلك القلم الذي 
رافقني طوال 
كل تلك السنين .

أبو عمار 

العراق.... 

قصيدة تحت عنوان{{ضجيجُ الوجع}} بقلم الشاعرة السورية القديرة الأستاذة{{لميس منصور}}


ضجيجُ الوجع
هل لنا غدٌ تزهر فيه.......أحلامُنا
ويعبقُ عبيرُها في.......أعماقنا
توقظُ النّبض وتنتشي الشّرايينُ في قلوبنا 
تنشرُ السلام الدّاخليّ وتهدأ.......أرواحنا 
سيري أيّتها الدّماء.......الحامية 
الدّماء النّقيّة الذّكيّة في أوردة.......شبابنا 
المفعم بالحياة 
لا يخافون الحرب ولا يهابون.......الموت 
إنّهم ربيعُ الأرض وروحُ.......الحياة 
نعم هم الرّبيعُ الرّيان 
بهم تفتحُ السّماءُ.......طاقاتها
فينيرُ قمرها الظّلمة الحالكة في الّليالي......المدلهمّّة 
وتبعثُ شمسها لتدفئ صقيع الجراح 
وتذيب ثلوج......الأوجاع
وتهطل بركاتها لننعم.......بخيراتها 
لهم تشتاق.......الأرض
تناديهم كيف لا وهم......ربيعها 
الّذي تتفتّح به براعم ثمار........أشجارها
لسواعدهم تعشقُ........السّنابل 
بأنفاسهم يزدهرُ الحبّ فتزهو.......القلوب 
لوطني المكلوم هم........الدّواء
أهٍ مازال الوجعُ في.......وطني 
وصراخ الألم يجوبُ.......الأجواء
أما آن له أن يُشفى وتندمل.......جراحه
أما آن للحناجر بدل الصّراخ أن تصدح بأغان......السّلام 
آهٍ يا وطني أين وكيف لي 
أن أكتب قصائد الحب وأشعار......الغزل 
وما زالت جراحك تنزفُ وضجيجُ.......آلامها
يضجّ في.......شراييني
وفي رأسي أفكارٌ......شتّى
كعواصفٍ تصعقني.......بالصّراخ 
إنّي لأتساءل هل يبقى بعد هذا 
في أعماقنا روحٌ........تهسهسُ
وفي القلب نبضٌ يُنذرُ.......بالحياة 
وهل بقي وطنٌ أين.......هو 
أيّّها النّادلُ.......السّاقي 
أنّ لك بكأسٍ من خمر كروم وطني......السّكرى
تأتيني به لأترعه دفعةً......واحدة 
أغمض عينّيّ لأذهبُ مع......حلمٍ
أبحثُ فيه عن........وطني 
حيثُ لا هروب منهُ مهما اعتلت صيحات......أوجاعه 
فأنا منه وهو منّي وفي قلبي........وروحي 

بقلمي 
لميس منصور 
16/ 9/ 2025

سوريّة طروطوس 

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{محفل الوداع}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{حسين عطاالله حيدر}}


 محفل الوداع


تائها وعمري 
بأحضان العذاب ضاعا 
لاأعلم ضالتي
 نمت بجسدي الأوجاعا 

جراحي عميقة
 لا تفوقها أي جراح 
والقهر في جوفي
 محظور لا يباعا

الدمع حوى الأحداق
 كلهيب الجمر
يحرق مقلتيي
 يطيح بفؤادي ملتاعا

يحاصرني الخريف
 في كل الفصول 
يعزف الأحزان
 يرتل صداه إيقاعا 

من حولي
 تزمجر عواصفه بصفيرها 
في نهاري وفي ليلي
 تزلزل الأسماعا
 
تتساقط أوراقي
 واحدة تلو الأخرى
ورود وجنتي
 يروقها الجفاف متاعا 

كنت أصارع الحياة
 بالآمال والأماني 
وفي قلبي
 يأس يحول الأمر تداعى 

أحلامي تبخرت
 وأيامي باتت حطام
أضحى الصمت
 يقيدني لا أقوى نزاعا

والخوف استباح جوارحي
 وبات كظلي 
يلازمني وأرجوه
 وأنحني له أمرا وطاعا 

على أطراف مقبرة
 ينتهي بي المطاف 
الموت عنوة
 يقيم محفل لروحي وداعا
 
                   الشاعر
              حسين عطاالله حيدر 
                          سورية

قصة قصيرة تحت عنوان{{وردة في مهب الريح}} بقلم الكاتب القاصّ المصري القدير الأستاذ{{ماهر اللطيف}}


وردة في مهب الريح

بقلم: ماهر اللطيف

كان يتهادى يمينًا وشمالًا، لا يميز بين خطاه، جسده يترنح ويميل نحو السقوط بين الفينة والأخرى. تفوح منه روائح كريهة يستعيذ منها الشيطان نفسه، يدخن سجائره تباعًا دون انقطاع، يهذي بكلمات غير مفهومة، ويؤدي حركات لا يدري معناها ولا سببها.

كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل والربع، والريح تعصف بأبواب القصدير في حيّ المدينة الصغيرة. المطر الغزير يسقي سطوح الأكواخ المثقوبة، والبرد القارس ينهش أجساد سكان الحي البائسين.

دفع الباب بقوة كعادته، فأصدر صريرًا مقززًا ترتعد له الأبدان. أغلقه وراءه وهو يقضم شفتيه كي لا يوقظ أطفاله من نومهم، تحسس الجدران متلمسًا خطاه، وبلغ مضجعه بعد لأي. نزع حذاءه، ففاحت رائحة جواربه النتنة تسمّم المكان، خلع ثيابه وانهار على الفراش دون أن يتفقد زوجته أو أبناءه.

في تلك اللحظة، كان كريم يتلوى تحت وطأة الحمى، يحاول الصراخ فلا يطاوعه صوته، يبكي بحرقة، يحفر بأظافره الأرض من شدة الألم. يجذب صالحًا من يده، ويركل مسعودًا برجله، لكنه لا يجد من ينجده. لم يتجاوز السادسة بعد، وقد بدا وجهه يزرقّ ويشحب، والعطش يفتك به.

تماسك بصعوبة حتى بلغ سرير أمه، جذبها من رجلها، فاستفاقت مذعورة. أضاءت الغرفة فإذا بها تصرخ، تضم طفلها إلى صدرها وهي تكز زوجها من فخذه:
– انهض يا رجل! ابنك مريض، يجب أن نسعفه إلى المشفى.
(وزوجها يشخر لا يحرك ساكنًا...)

ارتدت معطفها البالي واندفعت خارجة وهي تحتضن كريم. ركضت تحت المطر، دامعة العينين، تهمس في أذن صغيرها، تقبله، تتحسس نبضه وأنفاسه حتى بلغت المشفى حيث تمدده الأطباء على طاولة الكشف.

في الخارج كانت السماء تمطر بغزارة، الريح تعصف، الأبواب تصطفق، والديكة تصيح، والأذان يرتفع من مآذن الجوامع. وحده سالم ظل ممددًا يتلذذ بموته الصغير.

نهض الأبناء الأربعة: صالح، مسعود، رياض، وهويدا. بحثوا عن أمهم وأخيهم، وحاولوا إيقاظ أبيهم، لكنه لم يستجب. بَكوا وتحيّروا، حتى ولجت وردة تحمل كريم بين ذراعيها، وملامحها قد استعادت الحياة. كان صغيرها ما يزال يئنّ، وفي يدها وصفة مليئة بالأدوية.

أعدّت لأبنائها فطورًا سريعًا وهي تتمتم: كيف العمل؟ من أين المال لإنقاذ ابني؟ هل يكون سالم أبًا بحق ولو لمرة واحدة؟
وانغرست في خاطرها صورة قديمة: أيام كانت تجمع القوارير وبقايا الخبز، تبحث في الحاويات عن قوتها. هناك التقت سالم الذي كان يفعل مثلها، فنشأت بينهما علاقة توجت بالزواج.

 لكنها لم تحصد غير رجل مدمن على بنت العنب، ضعيف الإرادة، ضيق الأفق، فيما كانت هي تحلم بحياة أفضل لأبنائها.
أفاقت من شرودها على صوت صالح يشدّ ثوبها: "جعت". أسرعت تطعم أبناءها، ثم عادت تهمز سالم حتى فتح عينيه متبرمًا:

– ما بكِ؟ لِمَ توقظينني؟

– ابنك مريض، ألا تخجل؟ متى ستتحمل مسؤولياتك وتكون أبا صالحا مثل بقية الآباء ؟.

– لا مال عندي... أقرضت البارحة ثمن السجائر.  كفي عن هذا الهراء المعتاد

– إن لم نقض على الجرثومة، قضت هي على ابننا!

لكنه لم يأبه، اكتفى بالقول: "عالجيه كما كان الأجداد يفعلون"، وبدّل ثيابه وخرج مسرعًا يبحث عن ثمن سكرته المسائية.
أما وردة فاتجهت إلى صيدلية الحي تستجدي ثمن الدواء. قوبلت بالسبّ والنهر والازدراء، فالناس يعرفون زوجها وسوء سمعته. وأخيرًا رقّ لها جار كريم فاشترى ما في الوصفة.

عادت إلى بيتها وفي قلبها غصّتان: فرح لأنها ستقهر الجرثومة التي تنهش جسد صغيرها، وحزن عميق من الهوان والمهانة التي لحقت بها، وغضب من رجل لم يكن يومًا سندًا ولا معينًا، بل ثِقلاً جاثمًا على صدرها. 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{ناكرين الجميل}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{فتحي أبو طاحون}}


(ناكرين الجميل)

#ـــــ@فتحي أبو طاحون.

مصر بتولد كل جيل.
مايعرفش المستحيل..
دايما رافع راسها فوق ،
ياللي ناكرين الجميل ؟!!!

عمرنا ما طاطينا روسنا.
ولا يعرف واطي يدوسنا..
دا العالم يقف يتعلم ،
من ذكاءنا ومن دروسنا ؟!!!

نسور فى الجو أسود ف البحر.
والعدو حيشبع جرح ونحر..
لو خياله مره جابه يوم يقرب ،
حيحفر ف مقابره فحر ؟!!!

ف الحروب أهل الشهادة.
لاجل الدين والعبادة..
وللأمن والأمان والعرض ،
كل الشعب خلف القيادة ؟!!!

مصري دي بمليون أمارة.
أوعوا تنسوا أحنا الشطارة..
أحنا التاريخ أحنا الأصاله ،
ومقبرة للغزاة وحضارة ؟!!!

يسلم القائد إللي علم.
الرجال من كل دين..
الوطن عمره مايتألم ،
وفيه نصارى ومسلمين ؟!!!

ع الذمة والدم الواحد.
من زمان متعاهدين..
نحمي ترابك ياوطني.
من الخونة المتأمرين!!!!

قالوا خير جنود الأرض.
قلنا أحنا المصريين..
ف الحروب أهل الشهادة..
لاجل الدين والعبادة..
وللأمن والأمان والعرض..
كل الشعب خلف القيادة..
                    بقلم.
                   فتحي ابو طاحون .
2025/9/16

#____@فتحي أبو طاحون. 

خاطرة تحت عنوان{{وطنٌ مؤجل بالحلم}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{سمير كهيه أوغلو}}


وطنٌ مؤجل بالحلم

قلتُ إن في الدنيا حكماء وشعراء
وكُتّاباً ينحتون الحلم في قلوبهم
لكن كل إنسان يحمل قبره في صدره
وكل عاشقٍ يموت في أوانه
لقاء الآخرة
حوار لا يشبه كلام البشر
فجر لا يغيب بغياب
غادرتُ المكانَ
 ما عاد في الأوهام عزاء
 ولا في النسيان خلاص
ما عدت أرغب في نقش ألمي
على جدار هذا المساء
قد يأتي الصباح وقد نلتقي
لكنني الآن أسير  في حلمي
أستسلم للخيال
كأن الحلم آخر وطنٍ باقٍ بعدك

سمير كهيه أوغلو 

العراق 

خاطرة تحت عنوان{{نكرة}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{فيصل عبد منصور المسعودي}}


نكرة

-----

صديقي سؤال

فكراً لا جسداً

من المعوق

أنت أم هي المعوقة

خصامكم أصبح كثيراً

هجركم وجفاكم بات طويلاً

حبكما سيصاب بالهزال

كذلك أتوقع

موته من ألأمور المحققة

تحاورا فالحوار جميل

إن لم تستطيعا تعاتبا

لا تترك حبل الود مقطوعاً

إجعل الفكر مفعولا به

وأنت الفاعل شديد البأس

لا يهم الفكر

مرفوعاً

منصوباً

المهم أن تعمل به

لا تجعل الحبيبة مبنياً للمجهول

لأنها في أحسن ألأحوال

ستذرك نكرة معلقة

بقلمي

فيصل عبد منصور المسعودي 

قصيدة تحت عنوان{{أوهام}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{فردوس المذبوح}}


*أوهام*

عندما كنت صغيرة
ظننت المطر دموع الشّمس 
حين تنهرها السّماءْ
وأنّها تشرق من أجلنا 
وعندما يحاصرها الضّجرْ
تتّكئ على السّحاب وتستترْ
حسبتها عاشقة لنا 
تغزل مع خيوطها 
حبّا لا يخالطه كدرْ..
وظننت القمر كوكبا حزينا
يذرف النّجوم من عينيه
إذا ناجاه العشّاق الأشقياءْ..
عندما كنت صغيرة 
حسبت الموت لا يزور بيتنا
لا تحرق ناره أوتارنا
وأنّه حكر على الغرباءْ
وأنّ الرّفاق لن يغدروا بنا
يظلّون طول العمرِ 
أوفياءَ..أوفياءَ
لكن هاهي الحياة 
كما ترسمنا بألوان السّعادة
تثقلنا أيضا بظلال الشّقاءْ
 وهاهو الوفاء والحبّ وغيرهما
وجع مغروس في بعض النّفوس 
وفي الأخرى هُراءٌ..هراءْ

                فردوس المذبوح/ تونس 

خاطرة تحت عنوان{{سراب}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة{{عائشة_ساكري}}


**سراب**
بقلمي عائشة_ساكري من_تونس 

وعلى عتبات النسيان، 
يأخذني التيه وتسبح خواطري. 
أبحث عن طيف عابر بين مرايا الانتظار... 
أحاكي النجوم والكواكب التي تحوم 
في كبد السماء، والروح تناجي 
سكون الليل السرمدي...

القلب منكسر، والخاطر مجروح... 
فأي صمتٍ هذا الذي ملك الروح، 
واستوطن القلب، وفتح نوافذ الجراح 
حتى الوجع المميت؟

أنا كزهرة بيلسان، 
في أرض قاحلة نبتت في ليالي نيسان، 
وتفتحت مع بزوغ شمس الصباح الندية 
بعد سبات شتوي عميق... 

لقد أخذني السهد وطول المدى...
وها أنا أصحو على سمفونية 
طائر السنونو الذي يحط 
على شرفة نافذتي، 
يغرد بصوته العذب، 
وطيف يناغي الشوق،
حتى كأنه يمرّ كسراب 

مع ضحكات العابرين... 

قصيدة تحت عنوان{{رحيل البنفسج}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{نجم درويش}}


رحيل البنفسج                                                          

مساءُ الخير ياريمه
مساء القهوة المُرّة..
على الشرفاتِ نشربُها
ونزرعُ ضحكةَ الأطفالِ نرويها
لتنموا في صحارى القلب
أزهاراً وورداً مثل خدّيكِ
أُخبىءُ فيه أسراري 
واعدوا نحوَ سُمّاري
وأحرقُ كلَّ أشعاري 
وأُلغي كلّ أسفاري
لأغفوا بين عينيكِ.                أميراً فوق احلامي
وأشربُ نخبَ مَن وهبوا
إلى الجلّاد ايامي..

أولُ الخطواتِ أخطوها إلى عينيك وحدي ..
أولُ الأتينَ من أسري أُغنّي ملء وجدي ..
فانزعي  عن خافقي مُدن الضياع
لستُ مَن دلّ الذئاب إلى المراع

لاتنكئي جُرحي فتكثر في المسامات الجراح..
دنيا العواصم اعلنتني
واستباحتني الرياح. 
هذا البنفسجُ ياصغيرتي
يستعدُ إلى الرحيل
والجدول المسروق من مطري
بذيّاك الأصيل ..

مَن قال ياريمه  مساء الخير مات
وصامَ نُذراً عن حديثِ الذكريات..
أصغيرتي..ووصيتي..
لاتدفنيني عند ابوابِ المدينة
لاتنثري الأزهار ..
لاتجعلي قبري شعاراً ومزار
فالريحُ أدمنتِ الهزائم ..والديار ..
....نجم درويش..

مِن على شرفات الشتات 

نص نثري تحت عنوان{{رسائل محبة}} بقلم الكاتب الأردني القدير الأستاذ{{كرم الدين يحيى إرشيدات}}


رسائل محبة
د. كرم الدين يحيى إرشيدات

حبيبتي،
هناك، في مدينة بعيدة، كانت تَسْمَعُ أصداءً تتردّد على أطرافها 
 أصداء تسأل: «أيّ حبٍّ هذا الذي تُنادِيه؟ وماذا يفعل الحب في حياتنا؟» كانت الأصداء تُزعِجُ حتى بلغت حدّ الإحباط؛ لكنّي مؤمن بعقيدة الحب. النفوس ترقى بالحب، والسلام بين الأمم يقوم على الحب، والأوطان تزدهر بالحب، وبالحب تُثمر الأرض خيرًا. بالحُبّ تسمو الأمم ويعلو شأنها.

حبيبي،
كلماتك أيقظت في الروح يقينًا عميقًا، كأنّك تُوَسِّمُ الحبَّ تاجًا على رأس الإنسانية. الحب ليس زينة عابرة ولا عاطفة هشة؛ هو الجذر الذي تتفرّع منه الفضائل، والينبوع الذي يروّي القلوب اليابسة. حين تؤمن بالحب، لا تزعجك الأصداء المربكة، لأنّك تسمع في داخلك صوتًا أوضح: صوت الحياة، صوت النور، صوت السلام.

دعهم يتساءلون: «أي حبٍّ هذا؟» فلتكن إجابتك أنك تنادي بحبٍ يرفع الإنسان فوق حدود ذاته، حبٌّ يجعل الوطن حضنًا، والأرض بستانًا، والروح سماءً لا تعرف الانكسار. ذلك هو الحب الذي نحتاجه؛ حبٌّ يُخَلِّدُ المعنى ويمنح للحياة جدوى.

حبيبتي،
لم يخطر ببالي أن العاطفة تزعج الكثيرين، أو أنّ لها أعداءً في كلِّ مكان. لم أكن أعلم أن الحب يوقظ لدى البعض حالةً من اللاوعي والجنون؛ أولئك الذين يصطادون في الماء العكر، غايتهم نشر الفساد وتمزيق الناس. أنا مؤمن، إيمانًا مليئًا باليقين، أنّ الحب صانع المعجزات؛ هو الذي نقّى قلوبنا من سوادٍ كان قابِعًا فيها ومسيطرًا على عقولنا. تحرّرنا من عبودية الضغينة والكراهية العمياء التي أضلت طريقنا سنواتٍ عديدة.

حبيبي،
أعلم أنّ هناك من ينظر إلى الحياة بمنظار ضيّق، أو من زاويةٍ معتمة. وأعلم أيضًا أنّ فاقد الشيء لا يعطيه 
 وهنا يأتي دورنا: أن نكون دعاة محبة، نزرع الأماني في القلوب، نعَلِّمُ أن الحب تضحية وإيثار. نُظهِر كيف يحرّك الحب الألوان القاتمة فيتحوّل لونها إلى ألوانٍ تنبض بالفرح، ألوانٍ مليئة بالأمل. نعيش من أجل شيءٍ سامٍ ومقدّس في النفوس: نفوسٌ ملأى بالسلام 
 سلام مع الذات قبل أن يكون سلامًا مع الآخرين.

حبيبتي،
صدقتِ: العين التي لا ترى سوى الظلام تعجز عن إدراك إشراقة الفجر. نحن خُلقنا كي نكون شموسًا تضيء لغيرها، نحمل الحب رسالة لا كلمةً عابرة. الحب الذي نزرعه ليس مجرد عاطفة، بل إيمان بأنّ التضحية والإيثار يصنعان حياة أبهى وألوانًا أدفأ من رماد الأيام. هو دعوة للسلام تبدأ من عمق أرواحنا ثمّ تفيض على من حولنا حتى تتسع الدائرة ويصير العالم أرحب وأجمل.

فلنكن  كما قلتِ 
 دعاة محبة. نكتب بقلوبنا معنى الوجود، ونعلم أنّ الحب أعظم المعجزات.

حبيبي،
كلماتك تفتح في القلب نوافذ نور وتعيد للروح يقينها بأنّ الحب رسالة سامية. نعم، سنكون دعاة المحبة، نحمل قناديل الأمل ونلوّن القلوب بما يبدّد العتمة. معك أؤمن أنّ الحب لا يكتفي بتجميل الحياة، بل يعيد تشكيلها: يحوّل الجفاف إلى نهراً، واليأس إلى غدٍ مشرق. سلامك مع نفسك سلامي، وسلامنا معًا صلاةٌ نرفعها للعالم كي يشفى من ضيق الزوايا وظلمة الرؤية.
معك…
 أجد أن رسالتنا ليست حلمًا فحسب، بل قدر نعيشه بكلّ إيمان.

أحبكِ، يحيى.
أحبكِ، حبيبتي.

د. كرم الدين يحيى إرشيدات

الأردن 

الاثنين، 15 سبتمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{الصهباء}} بقلم الكاتب الفلسطيني القدير الأستاذ{{رائد كُلّاب ابو احمد}}


الصهباء.. 
من تراتيل الوجد أنشودة 
هذيان بملكوت الأنغام..
تعانق أبراج الغرام.. 
تعتق نبض صهباء بشفاه عاشقة..
بلغت ذروة التوق .. 
 الظمأى لترياق المودة.. 
... 
من جوى الحنين مزقت أشرعة الشوق..
أُثملت بسحر العيون..
مشاعر شاعر اتخذ من العشق شريعة.. 
ومن مساءات اللوعة رضاب حبر يسامر أوتار الأنفاس.. 
يسبح تحت ظلال القمر.. 
 برمش توغَّلَ في أحلام الفؤاد..
غارقاً بأمواج الهيام.. 
يحاكي قصص العشاق 
الفائضة كؤوسها بالتوق..
...
تصهل بنغمات الحنين..
 تسكر نبض متيم تجرع عبق الياسمين.. 
بلسم عشق يدواي القلب العليل..
... 
تلك الصهباء بثغر الجنون تستحق العشق..
 تشاكس القصيد.. 
تتراقص على سحب مغدقة بالشوق.. 
تسكب الغرام بلا خجل.. 
فيخضع لها سنا قلم
يرسم أبجدية الغزل..
بحروف راق لها حضن الهوى.. 
بقلمي رائد كُلّاب ابو احمد

فلسطين 

قصة تحت عنوان{{ليلةُ الكشفِ المرعب}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


 الفراغ ينظر إليك 2

"ليلةُ الكشفِ المرعب"

(دوائرُ الخوف ــ الحلقة الرابعة)

الساعةُ الثالثةُ فجراً... دقيقةٌ واحدةٌ وثلاثُ ثوانٍ،
والمنزلُ يتنفسُ كجسدٍ مُنهك،
كَرئتَين تختنقان في ظلامٍ رطب،
وأحلامُ أبي وأمي تتسرّبُ عبر الجدار،
تسري في كوابيسي كدخانٍ سرّي،
وهما لا يعلمان أن ابنتهما،
تُنشِد نبوءَة الفناء بصوتٍ متشظٍّ،
صوتٍ يترنّح بين بكاءٍ وهمسٍ مذبوح.

فتحتُ الصفحة 127... لا، 721... لا ،217 ... لا ، 712 ... لا ، 271 ... لا ، 172 ...
الأرقامُ تتهامسُ كأرواحٍ هاربة،
تتلوى أمام عينيّ كأفاعٍ فسفورية،
تتبدل بإرادةٍ لا أفهمها.
والوقت... الوقت يتراجعُ إلى الخلف
مثل جرحٍ ينغلقُ على قيحه،
كل ثانيةٍ تسحبني أعمق
في دوّامةٍ لا قرار لها،
في كتابٍ ملعونٍ يتنفسُ من ذاته :
"عندما تنتهي الدائرةُ الأخيرة،
ستصرخُ الخليةُ الأولى،
والمجرّةُ ستسمعُ نداءها الأخير،
صرخةً تُثقبُ أبعادَ الزمكان،
ثم تسقطُ في عينِ الفراغ...
العين التي ترى كلَّ شيءٍ وتبتلعه."

لكن... مَن كتب هذا؟!
هذه ليست محاضراتي في البيولوجيا الجزيئية،
هذه شيفرةُ كَوْنٍ يتفتّتُ،
صوتُ شيءٍ أكبر من عقلي،
أعمقُ من إدراكي،
كان يكمنُ في رأسي،
مُتخفّيًا بين طياتِ أفكاري،
حتى أفصحَ عن نفسه في هذه الليلة.

رنَّ الهاتفُ... الساعةُ 3 و33 ثانية.
لا أحد على الطرف الآخر.
غير أن الهمسَ يتدفّقُ كأمواجٍ نجمية:
"الدوائرُ تنتظركِ يا لارا...
كانت تنتظركِ منذ الأزل."
الصوتُ... يشبهني،
لكنه آتٍ من هاويةٍ بلا قاع،
من ظلامٍ يبتسمُ بأسنانٍ لا تُرى.

المرايا تتشققُ بنورٍ غريب،
تعكسُ نسخًا مني
تقرأ الكتاب في آلاف الأزمنة،
كلُّ انعكاسٍ أشدُّ وحشيةً من الآخر،
وفي كل مرآةٍ... عينٌ فارغةٌ تُحدّق،
عينُ الفراغ.
والكتاب... الكتابُ يُقلبُ وحده،
صفحاتُه تُمسَح بأصابعَ خفيّة
كأن يدًا من ضبابٍ تُداعبُ الورق.
يحكي لي قصةً لم أخطّها يومًا،
عن نهايةٍ ستُزهرُ هنا،
من هذه الغرفة، من هذه اللحظة،
حينَ فهمتُ أن الكاتبَ والقارئَ واحد،
وأنّ مصيرَهما... مصيرٌ مُشترك،
ينحدرُ معًا إلى النقطة السوداء الأخيرة.

"وأنت... لا تقرأ الآن — ألقِ الكتاب من يديك فورًا. الحروف دوائرٌ مسعورة تلتهم عينيك ..."

✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

قصيدة تحت عنوان{{مراكب الأيمان}} بقلم الشاعر اليمني القدير الأستاذ{{عبدالحبيب محمد}}


 ،،،،،، مراكب الأيمان،،،،،، 


مَراكِبُ الإيمَانِ تَمْضِي فِي الدُّجَى    
وَالْحُبُّ فِي لَيْلِ السُّجُودِ تَقَدَّمَا   

وَنَسَائِمُ الْأَسْحَارِ تُذْكِي فِي الْمَدَى    
تُهْدِي الْقُلُوبَ وَتَسْتَثِيرُ النَّوَمَا  
  
وَعَرَائِسُ الْغُفْرَانِ فِي لَيْلِ الْهَوَى    
تَسْرِي بِجُنْحِ اللَّيْلِ إِذْ هُوَ أَظْلَمَا 
   
وَالْوُدُّ يَسْكُبُ مِنْ رَوَائِحِ عِطْرِهِ    
يَرْوِي الْقُلُوبَ مَحَبَّةً وَتَكَرُّمَا    

يَا نَائِمَ الْقَلْبِ اسْتَفِقْ قُمْ رَاكِعًا    
وَانزِع غِطَاءَ الْغَافِلِينَ مَعَ الْعَمَى 
   
قُمْ عَانِقِ الْوُدَّ الرَّطِيبَ بِسَجْدَةٍ    
وَبِرَكْعَةٍ أَحْيِ الْقُلُوبَ مِنَ الظَّمَا 
   
جَاءَ النِّدَاءُ: "عِبَادُنَا، لَا تَرْقُدُوا"    
فَأَنَا الْوَدُودُ لِمَنْ أَتَانِي مُقْدِمَا  
  
سَبَقَ الْمُفَرِّدُ بِالثَّنَاءِ لِرَبِّهِ    
وَبِكُلِّ آيَاتِ الْكِتَابِ تَرَنَّمَا  
  
فَانْهَضْ، وَنَاجِ اللَّيْلَ فِي رَكَعَاتِهِ 
قَد، حَانَ أَن  تَدَعَ  الضَّلَالَ وَتَعْدِمَا 

تِلْكَ الْجِنَانُ لِمَنْ يُطَهِّرُ رُوحَهُ    
مَا خَابَ مَنْ للهِ قَلْبًا سَلَّمَا 

بقلمي عبدالحبيب محمد 
ابو خطاب