والخارج منها مولود
قصة قصيرة
بينما كان الجنودُ المدجَّجون بالسلاح يقتادونه عبر السرداب الطويل، وهم يكيلون له الصفعات والركلات والشتائم المهينة، وهو مقيَّد بالأصفاد، معصوب العينين، ثم يدخلونه في سردابٍ آخر طويل حتى ينفذوا بعد ذلك إلى قاعةٍ واسعة، عندها التقط سمعُه أصواتَ نقيق الدجاج؛ كانت الأصوات تدل على وجود عدد كبير من الطيور.
قال أحد الجنود موجِّهًا كلامه إليه:
– ها أنت إذن البطل الجريء الذي يطالب بالحرية، ويريد القضاء على الاستبداد والظلم والفقر، وفتح ملفات اللصوص والناهِبين للمال العام، أليس كذلك أيها الديك المزعج؟
وقال آخر:
– إنه المخرب اللعين، العابث بأمن البلاد.
--------------------------------------
أمّا عندما أدخلوني في القاعة الثانية، فقد أصابتني الدهشة عندما رأيت الدجاج الأبيض اللون، وكذلك عددًا من الديكة. كانت الحبوب منثورة بكثرة على أرضية القاعة. ماذا يعني هذا؟!
ركلني أحدهم ببسطاره ركلة قوية أوجعتني وأوقعتني بين الدجاج، فتقافزت الطيور من حولي، فصرخت صرخة عالية من شدة الألم، مُصدِرًا صوتًا يشبه صوت الديك. عند ذلك انفجر الجنود الثلاثة المدججون بالسلاح، وآخرون يرتدون الثياب السوداء، ضاحكين من صوتي.
قال أحدهم موجِّهًا كلامه لي:
– هنا مكانك المؤقت قبل أن تُوكَل إليك مهمة الأذان في حارتك! ههههههه.
ثم غادر الجميع وهم يضحكون بأصوات مرتفعة.
تلفَّتُّ حولي متأملًا الدجاجات الكثيرات، فسحرتني تلك الدجاجة التي كانت تخطو خطواتٍ مبتذلة عندما مرّت أمامي. بقيتُ أتبِعها من مكان إلى آخر، من معلفة إلى أخرى، بينما كانت تهزّ مؤخرتها بطريقة مفتعلة، مبتذلة، مقصودة؛ لتبدو أكثر إثارة. وأخيرًا رفعتُ جناحيّ وقفزتُ عليها. ضحكت بغنج وقالت:
– هههههههه، علمتُ أنك تتبعني أيها اللئيم!
----------------------------------
وعندما عاد الجنود ومساعدوهم ثانيةً وهم يضحكون، كان أحدهم يحمل مرآة في يده. قال للمعتقل:
– الآن أنت اجتزتَ الاختبار، وبإمكانك الخروج والعودة إلى أهلك وحارتك ههههههه، كي تؤذّن وتزعج الحارة!
وقال جندي آخر:
– أرِهِ انعكاسه في المرآة… هيّا أرِه! ههههههه.
وعندما وضع المرآة أمام وجهي، ورأيتُ انعكاسي وقد تحوّل إلى ديك، انفجرتُ ضاحكًا من صورتي التي أصبحتُ عليها: العُرف الأحمر، والمنقار، والريش. وشاركني الجميع الضحك، بينما كانوا يقتادونني إلى الخارج للافراج عني.
تيسير المغاصبه





