تعلّمْ
لماذا عندنا انعــــــــدمَ الجديدُ
وفي تفكيرنا انتشرَ الجلـــــــــــيدُ
أرى الإنسانَ في وطني مُعاقاً
فما للأرضِ ويْحَــــكَ لا تمـــــيدُ
تأمّلْ هلْ ترى الإسلامَ مالتْ
دعائمُهُ وقد كــــــــثُرَ الوعـــــــيدُ
ألمْ تُهْدَمْ شريعتُـــــنا بِطَرْحٍ
أحلَّ حَرامَهُ البشرُ البلــــــــــيدُ
وكيفَ نقودُ أمّتــــــنا بحزْمٍ
وشرعُ الغابِ يَفْـــــــعَلُ ما يُريدُ
تعلّم فالمَعارِفُ كالعَتادِ
بِها الأَقْلامُ تَفْلَحُ في الجِــــــهادِ
ألم تعلمْ بأنّ الله أعطى
لنا نِعماً بها التّــــــقوى تُنـــــــادي
وعلّم آدم الأسمــاءَ منّا
لأنّ الله أرأفُ بالعـــــــــــــــبادِ
أطاب النّفس أنّ العلمَ نورٌ
وأنّ الجهلَ يفتـــــــكُ بالرّشـــــادِ
يعلّم بعضنا بعـضاً فنحْيا
بِتَرْقِيَةِ العُقـــــولِ مَــــــعَ الأَيادي
فشلنا في مواجهة القُصورِ
ولم نقـــــــدِرْ على خَلْعِ الغــــــرورِ
ومن لمْ يُحْسنِ الأعمال منّا
فإنّه قد تورّط في الشّـــــــرورِ
نشأنا كاليتامى في بلادي
نعلّمُ ما يعدّ من القــــــــــشورِ
رمانا العصرُ بالأعْطابِ حتّى
تدحْرجَ جُلّنا نحو الفــــــــــجورِ
فصِرنا إنْ أصابتنا خُطــوبٌ
طَمرْنا حُزنها خلفَ الصّـــــــدورِ
سأعبرُ تاركاً أثرَ القلـــــمْ
وقد نثرَ المُــــفيدَ من الحـــكمْ
نبشْتُ به المصادرَ في اللّيالي
فأدهشَ أحرُفي أهلُ الــــــــــقِدمْ
قرأتُ لهمْ نصوصاً من بيانٍ
يعجّ بها التّــــفــــــــوّقُ في الكرمْ
فشدّ قريحتي سحرٌ مُبينٌ
عشقتُ به الوصــــولَ إلى القمـــمْ
وسرتُ إليه في خَطوي حثيثاً
وفي سفري يُرافقني القلـــــــــمْ
أحبّ ثقافتــي حبّا كبيرا
وأطمــــــح أن أكون لها نصـــيرا
أفتّشُ في مسالكها لعلّي
أصادفُ نهضةً تُحيي المـصــــــيرا
يمرُّ بجنبها الشاكي فيبكي
عليها بعدما أضحـــى أســــــيرا
فلوْ قبلَ الفداءَ فديتُ قوْمي
وعدتُ لهمْ فصيـحاً مُســــــــتنيرا
لِيحزنْ منْ أرادَ فلستُ شاكٍ
ولوْ أضحى النّهوضُ بنا عسيرا
رأيت العلمَ في الإنسان نورا
يبيّنُ في الحــــــياة لهُ الأمورا
تزيدُ به العقولُ نُهىً وهَدياً
فتبدعُ في الورى عملاً شَـــكورا
وتنشئُ في الجبالِ لها بروجاً
ومن أبنائها تلدُ الصّـــــــقورا
لقد قالَ الزّمانُ لنا بصدقٍ
وقولُ الصّدق يخترقُ الصّــدورا
بأنّ العلمَ كدٌّ واجتــــهادٌ
وليس بغيرهِ نبني الجُســــــورا
محمد الدبلي الفاطمي