الاثنين، 20 أبريل 2020

قصة قصيرة بعنوان {{إستقالة كاتب مسؤول}} بقلم القاص الجزائري القدير الأستاذ {{حركاتي لعمامرة}}

# قصة قصيرة.   إستقالة كاتب مسؤول...

                          بقلمي : حركاتي لعمامرة
                               بسكرة / الجزائر

أيقن اخيرا بمالايد مجالا للشك أنً العزلة قوة نفسية مستمدة من فشل علاقات وخذلان الأصدقاء ،ففي  كثير من الأوقات نختبئ عن الأنظار وننفرد بمشاعرنا ونعيد ترتيب أولوياتنا من جديد ...
في الإنفراد بالنفس راحة شديدة وإحساس بالإكتفاء الذاتي منك وإليك ألياً دون شراكة دون فقد دون مناوشات دون مواجهات دون عتاب دون خذلان أنت ونفسك وكفى ...
من وقت لآخر نحتاج أن نحب ذاتنا وأن نُطيب خاطرنا وأن نحضن أنفسنا ونطبطب بأيدينا علينا فلم يعدْ يشعر بنا سوانا...
أمسك بعبراته خشية أن يراه الحاضرون ،وهو يحاول أن يكمل بقاءه على المنصة إلى جانب مسؤولي المدينة ...
لقد إستفاق أخيرا على حقيقة مرًة ،فالجميع كانوا يسعون لملئ وفقط جيوبهم وماتلك الخطب الرنانة على المنابر وخلال الحملات الإنتخابية إلا ذرا للرًماد في العيون .
كان الشريط الأسود يمر بين عينيه وكأنه البارحة عندما كانوا يقسمون بأغلظ الأيمان أن لايتركوا فقيرا جائعا تضمه شوارع المدينة ...
ولأنً مسألة إستقالته من هذا المسرح الموبوء ،المغلف بصور البراءة والطيبة مسألة وقت فقد راح يسرح بخياله في عالمه الجديد وكأنًي به أحسً بأنً قادما سيأتي على الأخضر واليابس ويحجب عنًا أعزً مانملك إما بالفقد أو العزل أو المقاطعة ...
وإتضحت الصورة بجلاء كبير أما بصيرته التي زادت إتًقادا أن كل العناصر التي كانت تنبض بالحياة من لدن المداهنين والمتملقين إلا عناصر مؤقتة سرعان ماتزول بزوال مؤثراتها مايجني هؤلاء منها ...
أحسً بعزلة كبيرة وهو يفقد سلطاته فغابت عنه رسائل الأباعد والأقارب ،وهو الذي كان بالأمس القريب محل كل اهتمام ،ولاتكفيه سويعات يقضته أن يقرأ كل البريد الذي صار خاويا في لمح البصر ...
هاهو يعود إلى رسائل التزلف والتملق والنفاق في أرشيف بريده المقبور وهو يعض شفاه الندم على من كانوا ولازالوا يظهرون أنيابهم الجارحة على أنًها إبتسامة صديق ...
وبينما هو كذلك إذ يسمع نداء :
كن كأنك لم تر الدنيا ولم تشعر بها ،إنّما الدنيا إذا أغلقت عينيك تراها  ،لو رأيت حقيقة الدنيا لما أوغلت فيها،في معاصيها ... ولم تعشق بعينيك ثراها،إنًها سوداء شمطاء بها طبع شكلها يبدو كئيبا حين يمتاز  شقاها،أهلها موتى إذا فكرت في الموتى فقلي 
ما إذا الموتى بلا ذكر سيحييون بداخلها
ليست الدنيا إذا أمعنت فيها غير سجن ذائع الصيت أسير النار من لبى هواها 
فإلى الله ففرّوا إنّما ننجوا ... إذا الله أتينا ... !
ملأت قلبه كلمات المنادي سعادة وبشرا وهوالعازم على العودة إلى نفسه التي إشتاق إلى الجلوس إليها منذ زمن طويل ...
أمسك بقلم وعلى سوادمداده كتب على بياض الورق البريء من سموم الحياة وإنزوى في عزله يوحد ربه ويقوم نفسه التي إستفاقت في منتصف الطريق..

حركاتي لعمامرة.   الجزائر20 أفريل 2020

ليست هناك تعليقات: