الاثنين، 23 مايو 2022

قصيدة تحت عنوان{{الرّسالة التّاسعة إلى ميلينا}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{حسن المستيري}}


الرّسالة التّاسعة إلى ميلينا

ميلينا
لو تعلمين 
كم أشتهي هذا المساء
أن أرسمك بالزّهريّ
على كلّ الجدران و الواجهات
وأن أعلّق صورك في كلّ الميادين
مثل الزّعماء و النّساء الخالدات
كم أشتهي نحت تماثيلك
و وضعها في كل العواصم و السّاحات

ميلينا
كم أشتهي هذا المساء
أن يشاركني كل العشّاق
نخب احتلالكِ قلبي
واعلانه كاحدى المستعمرات
كم أشتهي يا حلوتي
لو أركب الغمام
و أنثر أحرف عشقي لك
كي يعُمّ في الأرض السّلام
ميلينا
تختلط العَبرات بالعِبارات
يخنقني الشّوق و التّوق
و أنا أفصل خصلاتك المترامية
عن خيوط الغيوم
و أسترق لحسنك النّظرات

ميلينا
كم أشتهي هذا المساء
أن أكتب عنك
يبتسم القلم في وداعة
بين أناملي
يرجوني أن أمهله 
لحظة استرخاء
كي لا يرتبك وهو يصفك 
أو يصاب بالاغماء
قسما بسنابل الذّهب
و العيون التي نمت 
على شرفتيهما غابات الإستواء
ساكتب في عشقك 
ما لم يكتب الشّعراء
كم أشتهي 
أن أكتب عنكِ يا غاليتي
في كلّ الجرائد و المجلّات
حتّى تصيري مذهبا في العشق
و تصبح قصائدي إليك
آخر المعلّقات

ميلينا
كم أشتهي هذا المساء
أن أدرّسكِ في أكبر الجامعات
كظاهرة خارقة
كأحدث الاكتشافات
فاشرح للأجيال القادمة من النّساء
كيف يتحوّلنا حمامات
يعشقن في سلام
يحلمن في سلام
ولا يحملن في قلوبهنّ 
غير الحبّ و الوئام
كم أشتهي 
أن أشرح لهنّ 
تركيبة عشقك بالمختصر
فهي مزيج من الحبّ و النّقاء
في بستان من أطيب الثّمر
منقوعا في نور الشّمس
مغسولا بضوء القمر
و شيء من دلال قطّة بيضاء
و نبذة من أصدق لحظات العمر
هكذا أنتِ ، نعم هكذا أنتِ
فلتة من نفحات القدر
أتراهنّ يا روح روحي 
يصدّقن الخبر
حتما سيتّهمنني بالجنون
 بالسفسطة و الهذيان
فيبحن سفك حبري
في مقابر النّسيان
و اقتلاع حروفي من بين السّطور
سيقلن عنّي مهوس 
و قلّة سيتعاطفن معي
قلّة سيكتبن
ذاك ما أسماه " الهيام المبهم"
وهي منزلة بين الهيام و الجنون

ميلينا 
يا رحلة هوسي الباذخ
يا معشوقتي الخالده
هذا المساء أهديكي تاسع رسائلي
علّها تخمد ناري البارده

بقلمي حسن المستيري

تونس الخضراء 

ليست هناك تعليقات: