الاثنين، 30 يونيو 2025

قصيدة تحت عنوان{{زقاق}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


*زقاق...

وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
عن رواق بغداديّ كان يألفه الرّفاق
عن موعد في شارع...
أونظرة عابرة وٱ بتسامة فاتّفاق .. 
أورغيف على رصيف...
ذات شتاء أو مصيف
طيّب حلو المذاق....
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
وأنا أبحث في هاجسي عن ألحان
و لقاء عند  كرنيش دجلة لثوان 
في غروب مفعم بالنّخل...
مفعما بالغيم والحنين والأحزان
وليال والرّباب والموّال
يسحرالألباب يبهر الاحداق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
وأنا أبحث عن أوتار ورباب ومغان
وليال...
من رياض لحسين لفؤاد للغزالي..
مواويل أطربتني سافرت بخيالي 
من الجنوب الطّيب إلى طيب الشّمال 
تضمّد جروحي  وتطفئ نار الأشتياق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
في  أماسي نواسية...
بالآهات والليالي والالحان...
وتزرع في مهجتي نار الحب والأشواق
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
ليت لحدائق الزوراء ساعة
أنا الذي أتقنت غزل الحسان ببراعة
لأهيم فيها بين همس وعناق
في لقاء دافئ بالإلفة والأنس
لقاءا لا يعرف أبدا معنى الفراق 
وأنا أنبش في الذكرى عن زقاق
اشتقت جدا للكرخ والرصافة...
 والفضل و الزّقاق
أين داعبني صدى صوت الرفاق
وزاد من لوعة الشوق منسوب الاحتراق
وأنا انبش في الذّكرى عن زقاق
عن موعد مسروق في الوزيّرية 
أو فسحة فاتنة  هادئة سحريّة
في الكرّادةوالسعدون في المنصور 
ذات عصر في دروب الاعظميّة...
في الجزيرة والكم في سوق الكاظميّة
مرابع في خيالي  لها كم أنا مشتاق...
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...
عن غروب مفعم بالغيم والأشجان...
وشروق دجلاوي فراتيّ في الأهوار 
نوره  الوهّاج من خلال البردي بان
أقتفي من لهفتي أثر الحسان
من ساحة التحرير لساحة الميدان
في شارع النهر والرشيد للخلاني
أعطش من ولهي وأشرب 
من ماي دجلة الريّان
من نبعها الزّلال  السلسبيل والرقراق
ليت العمر قد توقف في متاهات الزّقاق
وقبرت في ربى أرض العراق...
وأنا أنبش في الذكرى  عن زقاق...

-سميربن التبريزي الحفصاوي/تونس🇹🇳 

ليست هناك تعليقات: