فَخُّ التَّفاصيلِ الصَّغيرةِ***
.....................................
ــ «ثَمَّة شيءٌ على خَدِّكَ.»
قالتها ... وهي تميلُ برأسها قليلاً،
تحدّق بي كَمَن بملامح نيزكٍ يسقطُ على جبيني،
لم أتحرّك،
لأن عينيها كانتا أكثر إقناعًا من أيِّ طارئٍ محتمل.
ــ «أظنه حبرًا... أو قهوةً... أو شيئًا ثالثًا لا أعلمُ اسمه.»
قالتها بابتسامةٍ بريئةٍ جدًا،
تمامًا كما تُقالُ جملةٌ:
«لن أؤذيكَ، فقط أغمض عينيكَ.»
رفعتُ كفي أتلمّسُ خدي،
همستُ:
ــ «أين بالضبط؟»
قالت:
ــ «لا تفسده، دَعني أُزيله أنا... أنت فوضويٌّ في المسح.»
اقتربتْ،
بعطرُها الذي كان أسرعَ منها ...
يدُها لم تلمسني،
لكن أنفاسها سبقت القبلة بخطوتين... وارتجفت.
ــ «ما هذا الشيء؟»
سألتُها وأنا أقاوم ارتباكي.
قالت هامسةً كأنها تعتذر:
ــ «لم أجد شيئًا.»
ثم فجأة...
كأنها ارتكبت أولى خطاياها عن قصد،
قبّلتني.
قبلةٌ بلا تمهيد،
بلا استئذان،
قبلةٌ تشبه قطرة عسلٍ سقطت من ملعقةٍ في الهواء… واستقرت على وجهي.
ضحكت،
قفزت خطوةً إلى الخلف،
وقالت:
ــ «آسفة، نسيت أن أقول: المقلب في التفاصيل.»
ثم ولّتْ،
كأن لا شيءَ حدث،
سوى أنني بقيت واقفًا
أتحسّسُ مكان الخدعة،
وأفكّر:
هل كانت حقًا بقعةَ حبر؟
أم قبلةً بنكهةِ القهوة؟
(مُحمّد الحسيني)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق