الاثنين، 28 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{خُلِقَ الإنسانُ عَجُولًا}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "خُلِقَ الإنسانُ عَجُولًا"


يَسْبِقُ ظلَّهُ،
ويَلهثُ خَلفَ أَمانٍ مُتَساقِطَةٍ
كَأوراقِ الشّكِّ
فِي رِيحِ الحِيرَة.

يَملأُ زَوادَتَهُ
بِأوهَامِ العُمر،
ويُشْعِلُ مَصابيحَها
في عَتَمةِ القَدَر.

يَجْرِي لِيَبلُغَ…
ثُمَّ يَجْرِي لِيَنْسَى
لِمَاذَا جَرَى.

يَخافُ أنْ يَفُوتَهُ الرَّكبُ،
فيصيرَ الرَّكبُ هوَ القَيد،
ويَصيرُ اللّاحُدودُ سِجْنًا
يُغْلِقُ عليهِ الأبوابَ
مِن داخله.

يَسْتَعْجِلُ القَطَاف
قَبلَ نُضْجِ النّواة،
فيأكلُ الطَّعْمَةَ المُرَّة
ويَلعَنُ الزَّمَن.

يُخاتِلُ السّاعات
وَيَزرَعُ الثّواني
بِأظافِرِ الطُّموحِ الجائِع،
لكنهُ لا يُدرِكُ
أنَّ الشّوقَ إِلى النّهاية
هُوَ بِدايَةُ السُّقوط.

يَبْنِي مِنَ الخَوفِ
أبراجًا شاهِقَةً،
ويُسَمِّيها "أمانًا".

يُراوِغُ الحاضِرَ
بِأُمنِيَةٍ مَحفُورَةٍ
على شاهِدِ الغَد،
ثمّ يَبكي إذا سُئِل:
"ما الّذي أَخَّرَكَ؟"

وَفِي آخرِ المَطاف…
حينَ يُسْقِطُ الزّمانُ أقْنِعتَه،
يَجِدُهُ يَتَرَقّبُ
مَا كانَ فِي الأصلِ
يَنْتَظِرُه.

بقلم دنيا محمد

ليست هناك تعليقات: