الثلاثاء، 1 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{ميزان الدم}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{إيمان_مرشد_حمّاد}}


ميزان الدم 

لم أكنْ أعرفْ أنني سأحمل صغيري ذات شروق، لا ليرى نور الشمس ، بل لألملم ما تبقى منه كي لا تلتهمه الريح. صرخات ألمه ما زالت عالقة في شقوق الجدران التي لم تبقَ قائمة، وأصابعه الصغيرة تناثرتْ في مهب الريح دون أن امسك بعضاً منها. 

. في غزة، لا نشيّعُ أبناءَنا إلى مثواهم الأخير  كما تفعل الأمهات الأخريات ، بل نلملُم من الشوارع أشلاءهم ونوزعها على أكفّنا، نوزنها بحجم الحنين والتضحيات، ولا نضعها بين طيات الأكفان البيضاء. 

عندما رأيتهُ على شاشة التلفاز ، عرفتُهُ من عينيه فقط. لم يُبقِ الانفجار ما يدلّ عليه سوى بريقها.  انا ككل أمٌ لا احتضن طفلي بل اتحسّس رماده واسأل: "هل هذه رائحته؟" هل هذه البقايا من ملامحه؟ 

بالأمس، جاء الخباز. لم يحمل خبزًا كما اعتاد في السابق . بل جاء يعتذر قائلاً والحسرة والعجز يبدوان على محياه  إن الوقود انقطع، وإن الطحين تحوّل إلى غبار مثلنا. ومع ذلك، طلب مني طفلٌ من الجيران رغيفًا، فقلت له بواقعية مرّة  "هل تملك ذراعًا واحدة؟ نظر إليّ وكأنه لم يفهم فتابعتُ مع تنهيدة حارقة :" الخبز اليوم يُشترى بها".

#بقلمي_إيمان_مرشد_حمّاد 

ليست هناك تعليقات: