الاثنين، 28 يوليو 2025

نص نثري تحت عنوان{{فيروز تنعى زياد}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


*فيروز تنعى زياد...

رحلت على حين غرة بني
مبدع قد خلت منه البلاد 
أيقونة أنت إبني  مني ولي..
من عقد الرحابنة مبدع ...
 فنان منذ أن كنت صبي...
فنان بكل المعاني وبحر من الفن 
و صانع الطرب الأصيل البهي
 واللحن  الجميل الشجي...  
قامة وسحر من الشرق
بعث وخلق وميلاد...
إبني زياد...
وٱبن لأب مبدع زياد  بني
وإخوة مثل الأب مبدعون...
وأنا أمك سيدة كل الفصول
وصوت الملائكة ولحن الصباح 
حنين... وبحر... وموج.... 
نسم عليل من الثلج عند  الرياح... 
بقصر "الدني"
حين بجبل الشيخ "تشتي الدني"..
سيبكي الصباح زياد... 
ويبكي الغروب ويبكي المساء والليل...
وتخلو الشوارع والشرفات القديمة...
والمدن المنسية وتلك السواقي
ويأتي الخريف...والصيف
وتسألني الناس عنك زياد ...
أجيب وأشدو... 
"أنا عندي حنين ما بعرف لمين..؟!"
أنا عندي حنين إليك  إبني زياد...
وهام ٱشتياق وحب
كل يوم جديد يعاد
وإلى القدس سترحل عيوني
 وإلى بيروت سأروي حكايتك
وإلى دمشق وبغداد...
وأشدو لك بالصوت الشجي:
 "حبيتك تنسيت النوم بني"...
وشوقي إليك من خجلي  خفي 
كالجمر يلهب تحت الرماد...
 "عندي ثقة فيك"، "بعثتلك"...
و انت منيتي و غايتي و المراد...
وحنيني إليك جدا جلي...
رحلت فجأة بلا موعد سكنت البعاد
سيخلو من بعدك مسرح
  وتصمت  الأغنيات.. 
ويبكي الوترو تبكي رائعات الفنون
أدندنها في شفاهي بالدمع...
"مش كان هيج الصابون"...
 "مش كان هيك الليمون"... 
"وحتى أنت يا حبيبي" 
"مش كاين هيك تكون".
ويحزن عزف وظرف...
وفن ولحن...وسخرية في المسارح
أم الفنون...
وتبكي العيون...!  وتصمت كل الحناجر 
 والكل ينعى رحيل زياد...!
ويمشي موكب النعش على نغم... 
"ع هدير البوسطة ال كانت ناقلتنا"
"‎من ضيعة حملايا لضيعة تنورين"
"‎تذكرتك يا عليا، وتذكرت عيونك"
‎يخرب بيت عيونك يا عليا شو حلوين..!!
وأسأل الجسم  النحيف المسجى:
"‎كيفك أنت"؟...
 قال: "عم بيقولو صار عندك أولاد...!"
"أنا والله كنت مفكّرتك برّات البلاد..!"
"شو بدّي بالبلاد الله يخلّي الولاد..."
"أي كيفك أنت؟ مَلّا أنت..."
تجيبني أغانيك وتحكي...
بلون الجني وطعم البيادر ...
وشدو النواطير أيام الحصاد
ستبكي فيروزيات الصباح زياد 
وتموت في الفجر الأماني
حين الرحيل...
ويظل صوت الناي يعزف لحن الخلود 
حين يخلو منك الوجود...
سينعى اللحن الشجي زياد
و يحزن الوتر وتبكي نهاد 
سيوارى الثرى مبدع وصانع للحن جميل
وتبكي فيروز وكل الأغاني رحيل زياد...
وتنعى البلاد جلل الرحيل...
ويبكي مسرح الفن ...
و "جاز" من الشرق  
والطرب والفن الأصيل...
إلا  أيها  الفنانةالثكلى: 
غني أغنية للفراق ..
واعزفي بصوتك البلبلي الشجي
 لحن الحزن ولحن الحداد...
ورددي مع أسراب البلابل الباكيات:
لقد مات إبني زياد ...!!!

سمير بن التبريزي الحفصاوي- تونس 🇹🇳 

((بقلمي))✏️ 

ليست هناك تعليقات: