إنَّ بعدَ العُسْرِ يُســـــــرا
بحر الوافر حرف الروي الراء المنصوبة
...
ألا بُشرى تُحيلُ العسرَ يُسرا
بُعيدَ الكربِ ما ينفكُّ عُسرا
دُهينا بالطوى من كلّ صوبٍ
وأعملَ في الحشا ما زالَ قسرا
يُجنْدلنا على الطرقاتِ صَرعى
ويقتلُ مُمعناً غُصناً وزهرا
كأنّا والدُّمى صنوانِ صِرنا
تُقاسمنا المنى حُلواً ومُرّا
نُقاسي الجوعَ والأمعاء نَطوي
ونغترفُ العنا سهداً وجمرا
كأنّ الموتَ من شِدقيهِ يَجري
تبدّى للورى كالشمسِ ظُهرا
يطوفُ على الخيامِ وساكنيها
يُعضعضُ وَصلها يمنى ويُسرى
كمثلِ السيلِ في الوديانِ يجري
بِلا مُزْنٍ له الرحمنُ أجرى
يُمحّصُ بينَ أظهرنا نفوسا
لِتسمو كالشذا عبقاً وطُهرا
تُردّدُ ما أتى التنزيلُ وحيا
يَميناً إنّ بعدَ العسرِ يُسرا
ومهما امتدّ نَيرُ الجوع فينا
سنبقى لِلتُّقى علماً وجِسرا
رباطاً نَعتلي سُررَ الْمنايا
ونطرقُ بابها سرّاً وجَهرا
فإمّا أن نعيشَ حياةَ عِزٍّ
وإمّا نلتقي الجنّاتِ بُشرى
يُلازمنا التفاؤلُ والتواصي
وبالتوفيقِ نرجو الدهرَ جبرا
أيا ربّاهُ من فيضٍ أغِثْنا
وهبنا بالسنا جلداً وصبرا
كيعقوبٍ ، كأيوبٍ إلهي
يُلامسُ مهجةً ويشدُّ أزْرا
تعالى الله إنّ الوعدَ حقٌّ
سيشرق نورُنا نلقاه فَجرا
...
جهاد إبراهيم درويش
فل سطين - قطاع غ.ز.ة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق