"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
الحرية
-٥-
قال لي سلم كما وأنه يريد أن يفرح وينتشي بحزني ودموعي كعادته هو ومنافسه صلاح بنقل الأخبار المزعجة إلي :
-أمك أعطتك عمرها ياغريب؟
صمت ،خنقتني عبراتي كما وأني تلقيت أقوى طعنة في القلب من الأقدار بواسطة ألد أعدائي ،وها هو ينتظر مدى تأثير الصدمة علي .وتابع:
-واليوم سيتم تشييع جثمانها في الجنوب ..هل ستذهب معي ؟
لكني تركته وجريت ،حاول اللحاق بي كي يرى دموعي لتزداد نشوته ،كذلك لحق بنا صلاح بفرحة لايستطيع إخفائها لكني إستطعت الهروب منهما وتضليلهما بين الأزقة بالرغم من أن العقبة هي مدينتهما وملعبهما.
ومن هناك توجهت إلى إحدى شواطىء البحر القريبة .
الأن رحلت أمي التي رفضت أن يوزع ميراث الأب كاملا إلا بعد وفاتها هي أيضا ،
خصوصا أن أخوتي السبعة الذين يكبروني جميعهم متزوجون ،وهم عدايل "متزوجين من أخوات" وهن شريرات، سيئات الخلق، من عائلة تتعامل بالسحر والشعوذة.
الأن وبلا شك أن أخوتي وبكيد زوجاتهم سوف يستولون على الإرث بأي طريقة ،ولو ذهبت إلى هناك فسوف أعود إلى تحرشات "سلمى "زوجة أخي "خلف" التي تحاول أن تتخذ مني عشيقا لها .تريدني أن أخون أخي الأكبر معها ،تريد إقامة علاقة محرمة معها ،وأنا كنت دائم الرفض والتهرب منها .
أو "منى" زوجة الأخ الأوسط الحاقدة علي لأني كنت المدلل لدا الأسرة .وكان أبي يقول دائما بأنه ينوي التنازل بكامل الميراث لي أنا ،وحدي لأني الوحيد الذي أستحقه.
بينما أنا لم أكن أطمع بأي مال ،
أما "غروب "فكانت تعتقد بأني سأختارها هي زوجة لي ،لكن أبي وبذائه لم يزوجها لي وزوجها لأخي "إسماعيل "لأنها لاتناسبني بسبب لسانها الطويل ،الحاد والذي يضرب كضرب السياط، وأن إسماعيل هو الذي يلائمها أكثر بسبب وقاحته وخبثه.
الأن أمي رحلت أيضا ،وذهابي لن يعيدها إلى الحياة ،ولن ينفعني بشيء،وإنما سيتسبب لي بمزيد من الألم والضعف والإنهيار أمام أعدائي الكثر ،نعم لقد أصبحت أمي الأن في دار الحق ،وأما أنا فلازلت في دار الباطل مع أخبث أنواع البشر.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
أمضيت أيام مابين الفندي والشاطىء دون أن يعلم أحد بمكان وجودي حتى تذكرت أن اليوم هو يوم السبت في الأسبوع ، أي غدا سيكون يوم الأحد ،وذلك يعني بأنه اليوم الأخير في وجود أصدقائي الهبيين على شاطىء العقبة البعيد.
وأن ليندا ستغادر هي ورفاقها في الغد ولن أراها أبدا .
فنهضت بسرعة كما وأن روحي قد ردت إلي ، وجريت عائدا إلى الفندق وإرتديت ثياب الهيبز ،وإستقليت مركبة أجرة وتوجهت إلى شاطىء البحر البعيد.
وعندما وصلت كان الأصدقاء لايزالون على الشاطىء يشكلون حلقات ،منهم من كانوا يغنون ويرقصون،ومنهم من كانوا يتحدثون ويضحكون ،بحثت عن ليندا بينهم ولم تكن تجلس مع أي مجموعة ،ثم بدأت بالبحث عنها وأنا كلي لهفة وشوق إليها ، أخيرا رأيتها تقف بعيدا عنهم ..بعيدا جدا تتأمل البحر بحزن وأحيانا ترميه بالحصى بغضب .
ناديت عليها صارخا بفرح:
-ليندا؟
عرفت صوتي على الفور وإستدارت ورأتني خلفها أفتح لها ذراعي وقد غمرتها الفرحة، وقالت :
-حبيبي غريب ؟
-لقد أتيت ياحبيبتي..عدت إليك ياحياتي .
-حبيبي غريب ..عدت ياحبيب القلب ..لقد توقعت عودتك ياحبيبي ..لكني خشيت أن يكون لاقدر الله أن يكون قد أصابك مكروه؟
-لقد عدت ياحبيبتي كي نبقى معا إلى الأبد.
قالت قبل أن تنهمر دموعها :
-حبيبي غريب ..أن قلبي دائما على حق ؟
جرت إلي كالطفلة وقفزت إلي بخفة لتلتف ساقيها حول خاصرتي فتشبك قدميها ببعضهن عاصرتني كما وأنها تخشى أن تفقدني ثانية ،وقعنا على الرمال وتدحرجنا باتجاه الشاطيء حتى غمرتنا المياه.
"إنتهت القصة "
"وإلى قصة أخرى "
تيسيرالمغاصبه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق