الخميس، 24 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{حُلمٌ وحظٌّ}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{خالد الحامد}}


حُلمٌ وحظٌّ
شعر خالد الحامد
أنا والحزنُ والقلبُ الشَّغُولُ
نُصارعُ دهرَ طائلةٍ تطولُ
ألا واللهِ ما كانتْ لِقَيسٍ
مِنَ الجُلّىٰ إذا جاءتْ تجولُ
ألا ليتَ الشبابَ مضىٰ سريعاً
فما في العُمرِ ما عشنا جميلُ
وما للوصلِ من حُلمٍ تجلَّىٰ
فإِنَّ الحظَّ في الدُّنيا قليلُ
وإن تُبقِ السنونَ عليَّ عمري
نذرتُ لها غراماً لا يزولُ
فكم كأسٍ سُقيتُ بها القوافي
معتَّقةٍ بها يحيا القتيلُ
ألا للهِ دَرُّ الصبِّ فيما
يُكابدُ والهوىٰ ليلٌ طويلُ
تُصيِّرُني لها الأشـواقُ سُكراً
وأثملُ حيثُما لعبتْ شَمولُ
وأنزفُ كلَّما عصفتْ برأسي
فأغدو لا أجولُ ولا أصولُ
شربتُ العشقَ قبلَ الناسِ طُرَّاً
وكأسُ هواكِ ليسَ لها بديلُ
عرفتُ منيَّتي مُذْ لاحَ رمشٌ
رَضيتُ وعن سهامٍ لا أميلُ
إذا ما متُّ من وجدٍ وعشقٍ
فدىً لبقائِكِ الصَّبُّ العليلُ
حَسَدْتُ العاكفينَ علىٰ غرامٍ
وما لي عنهُ في الدُّنيا محيلُ
وإيَّاكَ المفاتنُ لا تَطَأها
وفي قلبِ الفتىٰ حطبٌ جليلُ
كأنَّ القصدَ ما ترمي إليهِ
الجهالةُ إنَّني الغِرُّ الجَّهولُ
ولو عَرفتْ لِأَوجاعِي سبيلاً
لما امتدَّتْ علىٰ أُفقٍ سبيلُ
إذا عشقَ الفتىٰ أضحىٰ قتيلاً
صريعَ العشقِ وجهتُهُ الرَّحيلُ
مُرادُ الصَّبِ مرهونٌ بِفَجْرٍ
وفَجْرُ الصَّبِ تنعاهُ الفُصُولُ
فمنذُ النَّظرةِ الأُولىٰ نزيلٌ
عليَّ الدَّهرُ يسألُني النَّزِيلُ
وما عرَّبتُ عن سُؤْلي ولكنْ
شغافُ القلبِ يفضحُها السؤُولُ
أفولُكِ أيَّ كأسٍ ذقتُ منها
وأنتِ لكأسيَ الباكي أفولُ؟
عذرتُكِ ربّما المُضْنِي دليلٌ
سقاكِ النَّأيَ ما شاءَ الدَّليلُ
كفيتُكِ كعبةً فالعشقُ عينٌ
يطوفُ بجفنِها الدَّمعُ الهطولُ
وإِنِّي إِنْ كفيتُكِ مِتُّ جيلاً
وجيلٌ ميِّتٌ ينعاهُ جيلُ
خُذي الرَّمَقَ الأخيرَ عليَّ عهدٌ
لغيرِكِ لا أزيغُ ولا أميلُ
تدورُ دوائِرُ الدُّنيا حثيثاً

وعشقُكِ ليسَ يُبلىٰ أو يزولُ 

ليست هناك تعليقات: