*مصيدة ودم و"طحين"...!!!
جائع أيها العالم الراقي
هزيل وواهن وغائر العينين
بأرضي أموت سجين
حبيس الخوف و الظلام
وطال الظلم وطال المقام ...
حتى إخوتي تنادوا عليا وحاصروني
مع ساجني ومع قاتلي ...
جائع أيها العالم الراقي...
محتاج لبعض الطعام ...
أخي مات مقهورا ومغدورا
من الجوع الحرام...
والقصف الحرام... والقتل الحرام...
وأمي ماتت تبحث عن والدي...
بين الحطام.... و تحت الركام...
جائع يا إخوتي منذ أكثر من عام
أيها العالم الراقي...
ومسيرة غدر تقصفني
وأنا على مصائد الجوع
مضطر أنام
ذنبي أني ميت جوعا
وأني بهمتي وعزة نفسي
أبي... لا أنحني إلا لربي...
شريف همام...
أبدا لا أقبل الضيم...
ولا أقبل بأرضي أن أضام
عزيز بأرضي وعرضي...
أبيت لغير الله أن أركعا
جائع أعزل بأرضي محاصر
وسجين جائع أموت بغدر
على ظهري كيس طحين
وباقي أهلي كلهم جوعى
ممنوع عليهم كل الطعام
فإبني رضيع من ألم الجوع
يبكي أبى أن ينام.. .
طفل يتضور الجوع...
وإذا بكى لابد له أن يشبعا...
وجدي في المخيم قابعا
لم ياكل منذ قديم الزمان
يئن ينتظر الهلاك والمصرعا...
وكل من تبقى من أهلي جياع
ينتظرون كيس الطحين
وقاتلي يصطادني بالطحين...
حين جعت وٱشتد جوعي...
ولم يبقى في قوس الجوع
وقوس الصبر منزعا...
ولم يبقى من الموت بد ولا مهربا
فإما لقمة تسد الرمق
وإما قصف وقنص وموت زؤام...
أموت على أرضي جائعا
شهيد الطحين مضرجا بالدماء
وقاتلي ترصدني حين جعت
وقادتني بطني إليه مرغما...
ونصب مصيدة للطحين...
قصفني بمسيره من أعلى السماء
وإخوتي يا إخوتي البررة الكرام...!
كإخوة يوسف ليس فيهم أمين
بكيد وصمت يمتهنون "الطحين"...!
يمنعون هم وعدوي عن الطحين
طعنت بغدر الإخوة والأعادي
ومت طريحا على ثرى أرضي
جائعاو سجين...
وتركت للعالم الراقي وإخوتي
عارا وإرثا ثمين...!
دم شريف قد روى أرضي
وعلى طيب ثراها وبجانب جثتي
تركت لهم كيس الطحين...
سأطعم وأروى عند رب كريم
وأشكو له قهري الدفين
جائع أيها العالم الراقي
بأرضي طعين سجين...
-سميربن التبريزي الحفصاوي- تونس
((بقلمي)) ✏️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق