الأربعاء، 23 يوليو 2025

قصيدة تحت عنوان{{حكمة القلب}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{أحمد الموسوي}}


“حكمة القلب”

أيا قلبُ في ليلِ الأسى كم تجلَّدُ
وأوجاعُ يومِكَ في الخفاءِ تُجدَّدُ

وتسري بكَ الأفكارُ نحوَ متاهةٍ
وفي ظلِّ أوهامٍ يضيقُ التنهُّدُ

تعالَ إلى حقلِ التأملِ واهْدَأَنْ
فهذي الليالي في دروبِكَ تَرْصُدُ

تُحدِّثُكَ الأيامُ: صِرْ حُرَّ فكرةٍ
ولا تجعلِ الأحزانَ أبدًا تُقيَّدُ

ويا صاحِ في دربِ الفلاسفِ حكمةٌ
لها في ضميرِ العاقلينَ تَجسُّدُ

وكم من شقيٍّ ضاعَ في الوهمِ باحثًا
وظنَّ بأنَّ السعدَ شيئٌ يُفقَدُ

فكنْ مثلَ نجمٍ في الليالي مضيئًا
فلا العتمُ يُنهي النورَ، بل هو يُحفَدُ

وأدركْ بأنَّ العمرَ ظلٌّ قصيرُهُ
وكلُّ الذي يأتي إلينا مُبدَّدُ

تأنَّى إذا ما ضاقَ صدرُك وانْظُرِ
إلى شمسِ آمالٍ بروحِكَ تُوقَدُ

ففي كلِّ همٍّ حكمةٌ مستترةٌ
وفي كلِّ دمعٍ لحنُ وجدٍ يُرصَدُ

ولا تستسلمْ للريحِ، فالفجرُ قادمٌ
وفي الفجرِ إشراقٌ، وفي النفسِ مَوْعِدُ

فكم حكمةٍ في الحزنِ تُعطي بريقها
وكم فكرةٍ تولدُ إذا العقلُ يُرشَدُ

وأعظمُ ما يُهدى لقلبِكَ لحظةٌ
تفيءُ بها روحُ المسافرِ يسعَدُ

تذكَّرْ إذا ضاقتْ بكَ الأرضُ أنَّها
إلى رحمةِ الرحمنِ دومًا تُمهَّدُ

وكم من ليالٍ أقبلتْ ثمَّ ولَّتْ
وبعدَ الظلامِ الخيرُ في الصبحِ يُحفَدُ

فلا تبتئسْ من ليلِ أيامِكَ المدى
فإنَّ الأماني في التجلِّي تُجَدَّدُ

ودعْ عنكَ وسواسَ الظنونِ فإنَّها
غيومٌ على شمسِ الحقيقةِ تُعقَدُ

وكنْ واثقًا أنَّ الحياةَ رسالةٌ
بها يرتقي قلبٌ ونورٌ يُوحَّدُ

وإنْ ضاعَ بعضُ العمرِ في الحزنِ فاعلمْ
بأنَّ الرجا في حكمةِ القلبِ يُولَدُ

وفي كلِّ دربٍ حكمةٌ لا تَضِيعُ
وفي كلِّ قلبٍ سرُّ فجرٍ يُمَجَّدُ

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 

بتأريخ 04.02.2019 

ليست هناك تعليقات: