الخميس، 24 يوليو 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني الأستاذ{{تيسيرمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
        يادنيا 
         -٢-

          
        
ينبعث صوتها من جديد :

"لقد أخبرتك مرارا ياعزيزي..وأعود وأكرر؛ أنت حبيبي ..وصغيري..وصديقي في الوقت نفسه؛ ذلك بعد أن بحت لي بكل مابداخلك شعرت بأنك قطعة مني..والأن ألا يكفي قولي هذا  لتتخذ قرارك ياعزيزي، عموما أنا باقية على حبك حتى لو إتخذت قرارك بالابتعاد عني ..سأتمنى لك الخير دائما؟"
لامفر الأن وقد أعاد شيء ما شريط ذكريات إلى الماضي، سنوات طويلة مضت،
بينما كنت جالسا على مقعدي إلى جانب النافذة دون حتى أن أريح نفسي بأسناد ظهري إلى الوراء على مسندة المقعد "بالرغم من ألمه" كما وأني أنتظر متى تنطلق الحافلة لترسلني إلى المجهول ؛والأهم في   الأمر هو أن تسير الحافلة وبالتالي  يسير الزمن معها بسرعة،وأن أهرب...أهرب بعيدا عن واقعي المؤلم.
إنبعث صوت رفيقة السفر الستينية والتي حضرت للتو و إتخذت موضعها  على مقعدها إلى جانبي ؛تنفست الصعداء بمجرد أن أسندت ظهرها وقالت تحدثني مباشرة وبتودد :
-أوووف..ماهذا الحر..صباح الخير ؟
لافظة بعد عبارتها كلمة تودد وهي "دادا" .
كانت تفرد شعرها الأبيض والذي إتخذ شكل تسريحة يبدو أنها لم تتغير من سنوات طويلة؛ من أيام شبابها ،بشرتها البيضاء وملامحها يدلان على جمال قديم لايمكن أن تخفيه  تضاريس وتعرجات 
الأيام الناتجة عن تقدم العمر،
قلت وقد شعرت بالألفة والارتياح تجاهها:
-صباح الورد سيدتي ..لكن للأن لم تشتد حرارة الصيف بعد هههههه نحن لازلنا في حزيران؟
-هذا صحيح..لكن عفوا أنا لست سيدة هههه بل لازلت أنسة؟
-أعتذر كثيرا أنستي.
كنت لاازال مقوسا ظهري فقالت بتودد:
-هللا أسندت ظهرك  دادا حتى لايؤلمك..نحن لم نعد شبابا؟
صوتها الجميل.. الرقيق والذي لم يجرؤ الزمن على  تبديله ،لازال محتفظا بجمال الشباب،أنساني بأني لازلت مقوسا ظهري بقسوة شديدة على بدني كما وأني أتلوى على بلاط جهنم  ،بعد أن إشتد ألمه ؛قمت بتعديل جلوسي بحيث أسندت  ظهري إلى الوراء على مسند مقعدي .
كانت كلما قالت عبارة تبتسم بحنان مم جعلها تضفي جوا من الألفة والراحة والسكينة ،فشعرت كما وأني أعرفها من سنوات طويلة ،لقد كان وجهها من تلك الوجوه التي تجعلنا نتعلق بها من أول لقاء.
جعلني ذلك أن أتأمل ملامحها وتقاسيم وجهها حتى تأكد لي "وإحساسي لايخيب أبدا" بأنها كانت آية من الجمال ؛ لكن ...رأيت في ملامحها أيضا أشياء أخرى
أدهشتني؛ لأنها عنت لي الكثير  وقادتني إلى أبعد من ذلك.

                                    " وللقصة بقية "

تيسيرمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: