السبت، 19 يوليو 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"في عتمة الحافلة "
  سلسلة قصصية 
        بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
         
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
    الحرية
      -٤-

قالت :
-إني أبادلك نفس الشعور ياحبيبي ؟
قلت وأنا أضمها إلى صدري :
-لقد أحببتك من اللحظة الأولى التي رأيتك فيها؟
-كذلك أنا ياحبيبي وإلا لما تحدثت إليك ،هل لازلت تصر على إكمال مهمتك ؟
-أي مهمة تعنين؟
-رؤية الفتاة بقصد الزواج. 
-حسنا ،بما أن ذلك هو طلب أمي وأمنيتها، ولأجل أن أكون صادقا في كلامي سأذهب .
-ومتى سنلتقي ثانية ؟
-أولا أريد أن أعلم أين سألتقيك ؟
-نحن لن نغادر العقبة قبل إمضاء أسبوع بأكمله على شط البحر، أي اليوم هو يوم الأحد وسوف نغادر في صباح يوم الأحد القادم.
-هذا جيد .
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند نزولي من الحافلة إلتقيت ب"صلاح " الشديد الإسمرار ،و هو أحد أقاربي هناك ،لا أعرف إن كانت بالفعل صدفة أم أنه كان يعلم بحضوري، فهو وإبن عمي "سالم "من أخبث وأنذل ماوجدوا على الأرض.
فقد كانوا من معاقري الخمر وبحثهم الدائم عن الحرام والنساء المنحرفات.
وهم يتنافسون دائما على عدد رفيقاتهم من بنات الليل وغيرهن .
وكثيرا ماحدثني صلاح  عن رفيقاته وعشيقاته ووصفهن لي ،كذلك يصر على أن أراه في كل مرة مع واحدة منهن على سبيل الفخر.
رافقني صلاح إلى منزل تلك العائلة كونه يعرفهم ليقول "كلمة خير " على حد قوله ،وهو يشجعني على الزواج من تلك الفتاة لأني لن أجد أفضل منها .
فطوال الطريق كان يحدثني عن "منال " وذلك اسمها ،حدثني عن خصالها الحميدة،وخجلها الزائد، 
استقبلت في غرفة الجلوس وجلست مع ابوها الذي كان يبدو عليه وكما يقال "لا بربط ولابرخي " أي لايمون على شيء ،جلست أمها أمامنا  ومعنا صلاح ، وقبل حتى أن أر الفتاة بدأوا  بأعطاء شروطهم التي تقيد الزوج بأحكام ،حيث قال  الأب منفذا تعليمات زوجته بينما كانت الزوجة  تصلح كلامه إن أخطأ :
-أهلا وسهلا بيك عمي غريب  ..ترى ماعليك مخبى ..بنتنا ميت واحد بتمناها بس بتعرف إنها تأخرت قليلا عن الزواج لأنك بتعرف بنات اليوم ههههه هذا طويل ..هذا قصير ..هذا اسمر هذا حنطي ههههه يعني مابعجبهن العجب ؟
-تمام عمي ،أنا معك كمل.
-أهلا وسهلا بيك عمي ..إحنا طلباتنا ما بتخوف رجال ..المؤخر عشر تلاف ،والمقدم خمسه ..والذهب الفين هضول لازم ينجابن قبل كتابة العقد ..أما العفش وغرفة النوم بخمس تلاف لكن إلي بتقدر إتجيبه جيبه بالتالي إنتي جايب لبيتك..تمام عمي ؟
-تمام عمي.
ثم إبتسمت الأم وهمست إلى زوجها :
-خليه يفوت يشوف البنت ياأبو محمد هذا حقه؟
دخلت إلى غرفة أخرى ،جلست قليلا حتى دخلت الفتاة التي كانت ملطخة بالمساحيق ،ولم تكن جميلة حتى وهي بالماكياج، وكانت بدينة وتبدو أكبر من عمرها ،بل بدت كأمرأة مجربة.أما عندما خرجنا إلى غرفة الجلوس، 
قالت متصنعة الخجل والبراءة:
-في شرط ثاني يابه ليش ماحكيته ؟
قال الأب بثقة:
-إحكي يابنتي شو هو ..ترى غريب مستعد ينفذ إلكي  كل طلباتكي؟
-الدخله في الفندق وشهر العسل هونا في العقبة .
 خيل إلي أني رأيتها قبل ذلك وبدأت احاول التذكر.
بدأت منال بتبادل النظرات والابتسامات مع صلاح  وعند ذلك تذكرت أن صلاح حدثني عنها منذ سنوات وقد  رأيت معه صورة لها، نعم ..نعم كذلك سالم ابن عمي كان له معرفة بها .
الأن فهمت إذن هي فتاة ساقطة من أسرة فاسدة وأراد صلاح وسالم توريطي بها لكي تستمر بعلاقتها معهما وتكون عشيقة كلاهما فيما بعد.
ولذلك أرادت الأسرة تكبيلي بتلك القيود المتينة كي لاأستطيع تطليقها في حالة إكتشافها.
إبتسمت وشكرت الله الذي نجاني وجعلني أر الحقيقة بسرعة وقبل فوات الأوان، وقلت وأنا أحاول قدر الإمكان أن أبدو طبيعيا:
-بكل تأكيد ياعمي أن ابنتكم تستحق كل خير ،إنها تستحق أن يكون شهر العسل في باريس لا في العقبة ،عموما بعد أسبوع بكون عندكم أنا وأمي وإخوتي؟
شعر الجميع بنشوة الانتصار ،وتبادلت منال مع صلاح نظرات السخرية مني معتقدين بأني لاأراهما. 
وعند الخروج رأيت سالم ابن عمي قادما من بعيد وكان يلهث وهو يمسح عرقة المتصبب بغزارة ،وقال لي:
-غريب ..غريب ؟
-خير ..إيش فيه ياسالم؟
-أمك ياغريب ..امك .

                              "وللقصة بقية "

تيسيرالمغاصبه 

ليست هناك تعليقات: