في أرضٍ تُحترق فيها الأحلام،
تصير القلوب وقودًا لسياساتٍ لا تعرف الرحمة.
هذا صوتُ من رحلوا،
وصدى من بقي يعيش بين الرماد.
"وقودُ الحرب"
يُلقونَ بنا
في فمِ المدافع،
ويكتبونَ على جبهاتنا
"من أجل الوطن".
لكنَّ الوطنَ
لا يَحضنُ الرماد،
ولا يعرفُ أسماءَ العظامِ
التي عَبَدَتْ طريقه.
تسيرُ الجنائزُ
على وقعِ النشيد،
ويُرفعُ التابوتُ
كأنّهُ رايةٌ انتصرت،
وليس قلبًا أُعدمَ
بتوقيعِ الخذلان.
يقولونَ إننا شهداء،
لكنَّ الكراسيَّ
لا تَركعُ لصوتِ أمٍّ
فَقَدت تسعة.
تتغذى الحربُ
على الحالمين،
على الذين ظنّوا أن التراب
يستحقُّ القلب،
فمنحوه دمهم...
ورُحِلوا إلى المنافي.
يصيرُ الحبُّ شِركًا،
والإيمانُ فخًا،
وتُعادُ صياغةُ الدم
كأنّهُ نشيدٌ وطنيّ
أَلِفَ الدخولَ
إلى غرفِ التعذيب.
تُباعُ جثثُنا
في مزاداتِ الشرف،
ويُصفَّقُ للذبح
باسمِ العقيدة،
بينما تتراكمُ
الأوسمةُ على صدورِ الجلّادين.
من ينجو،
يعودُ بنصفِ وجه،
ونصفِ حكاية،
ونصفِ وطنٍ
لا يعرفه.
والذين أحبّوا البلادَ
أكثر من أنفسهم،
صاروا وقودًا
في ماكينةٍ لا تتوقف،
لأنّها لا تعرفُ
ما إذا كانت الحرب
حقيقة...
أم صفقة.
بقلم دنيا محمد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق