يمرُّ طيفُكَ ، فتهرولُ جوارحي نحوهُ
بلهفةِ الْمُشتاقِ إلى النّورِ ،
فكأنّ الضّوءَ لا يولَدُ إلّا من مُقْلَتَيْكَ...
عَتمةُ الكونِ دونَكَ تُصِيبني بالضّياعِ
أتعثّرُ بالغِيابِ ، وأهوي في متاهةٍ لاخلاصَ منها إلّا بِكَ ...
أشتاقُكَ حَدَّ الْهَذَيانِ ،
وأكادُ أنْ أناديَ ظِلّكَ باسمِكَ ،
وأكتبكُ بأصابعٍ مرتجفةٍ
على جدرانِ قلبي ...
يا ذا الْعُيُونِ القاتلةِ ...
أمَا كَفاكَ أنّكَ بنظرةٍ أَسَرْتَنِي ؟!
فَكَيْفَ أشفى منكَ ؟ ، وأنا لَمْ
أحِبَّ يوماً هكذا دونَ أيِّ حِسَابٍ
إلّا حِيْنَ أحبَبْتُكَ ..
لا أزالُ أحسدُ قميصَكَ الأزرقَ
على ملامستِهِ صَدْرَكَ ..
وأحسدُ شَاشَةَ هَاتِفِكَ
على اِنفِرادِ بِسِحْرِ عينَيْكَ ..
وأحسدُ الهَواءَ يَحُفُّ بِكَ ..
يَدْخُلُ رِئَتَيْكَ ، وتزفرُهُ
من أنفِكَ ، وأنا الأَوْلَى بأنْ
أكونَ لكَ الشّهِيقَ والزّفيرَ ...
أنا أُنْثَى تَغَارُ عليكَ من نفسِكَ..
مِنْ ظِلِّكَ
مِنِ اِسمِكَ ..
مِنْ صَوْتِكَ ..
مِنْ صَمْتِكَ..
مِنْ سَجَائِرِكَ ..
مِنْ عِطْرِكَ ..
مِنْ كُلِّ مَا هُوَ أَقْرَبُ مِنِّي إِلَيْكَ..
وَأَنْتَ رَجَلُ الْمُسْتَحِيلِ
الّذي جَعَلَنِي أنْ أَتَلَاشَى
أمَامَ هَالَةِ حُضُورِهِ ...
لينا ناصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق