من الأيام
دارتْ تستبيحُ غفلتي بمرها حتى الثرى
وأجهدتُ روحيَ الثكلى بالخسرانِ والعارِ
حملتها وهي تنازعُ بزمنَ غبارها كحمامةٍ
بين كفرينِ راحتْ تنفضُ طعنها بالإعصارِ
إمرأة كانت تراوضُ بلعنةُ الزمنِ و ترنو
ساحرة دامتْ تكسرُ بشرها بيومي القهارِ
قلتُ لنفسي مالي أميلُ بالحسنِ لقربها
إن كنتُ لم أُقبلُ من صدقها جبهةُ النهارِ
كالوطنِ حسبتها سأبني بها راحتي فإذ
بالسمومِ أطاحتْ بأيامِ العمرِ بلا أعذارِ
في الليلِ كنتُ لها قمراً و نجومٍ تحرسها
و عندَ بلوغِ فجرِها كنتُ أغازلها بأشعاري
أرتمي بقبلةِ العشقِ بأحضانها كلما لذتُ
فيها شعبُ الوحي وغزلٌ يتدفقُ كالأنهارِ
كانت دنيتي كلما تنفستُ بشذاها راحٌ
مالي اليومُ أشتكي غيابَها بدمعي الساري
لألفِ دهرٍ و وجها لا تفارقني أينما تلفتُ
فمازلتُ أجرُ بالجراحِ بصورها بإنشطاري
أهواها و قلبي شغفٌ فيأبىُ أن يهجرها
فويحها مالها بالهجرانِ تزيدُ بإنكساري
كأنها حجرٌ بلا شعورٍ ما بقيتْ لتشهدَني
بشرها راحتْ تتسابقُ و تهدمُ بأسواري
تألمتُ دهراً و الفراقُ بالذكرياتِ يعتليني
و لم أعسى ورائها و لا هي تعلمُ بأخباري
ربي أنتَ من كنتَ تشهدُ لذاكَ اليوم فنى
فلما تاهتْ كالحلمِ البعيد بعمةُ المسارِ
أناجي بكلِ حينٍ كلما شدني اليها لألقاها
أيا بعداً راحَ يقطعُ بالوريدِ بقيدُ الحصارِ
قد هويتها و كانَ الغرامُ يستبيحُ فؤاديَ
كيفَ تميلُ بوداعها وتمضي بدمعُ إنهيارِي
فلما هجرتني والروحُ ساجدةٌ لقربها حباً
تباعدتْ تفرُ بالأقدارِ لعنةً تسقِطُ بأقماري
خلفَ تلكَ السنينِ كم رحتُ بالدمعِ أبكي
و أجرُ بالخيباتِ بمرَ أيامي عصفاً بغباري
ياقبلة الحبٌ ماذا جنيتُ من الوفاءِ معكِ
جفاءٌ و بعدٌ مرْ فراحَ يضربُ بألمَ أوتاري
ياليتها ما أجهدتْ تذبحُ بالقلبِ بوداعها
و لا سكنتْ ديارُ الغرباءِ لتزيدَ بإنفجاري
طعنتْ غدرتْ تكالبتْ مع الشيطانِ دهراً
نكستْ بأيامي و أحرقتْ بسنينَ أعماري
و للهِ لم أكن بينَ يديها إلا عبداً بثقلها
أسهرُ بلياليها تعبٌ والضعفُ خمرُ أسهاري
فلو دارتْ تستكنُ بالروحِ و بقيت تذبحها
لقلتُ لتلك الروحِ لا تحزني فتلكَ أقداري
لكنها كالبرقِ رحلتْ تستودعُ نور مملكتي
راحتْ تسرقُ من دارُ العيونِ نورَ أبصاري
فأعلمُ يا قاتلتي بأنَ وصولي إليكِ محالٌ
لكنَ ماحيلتي فالبعدُ زادَ بالدمارِ دماري
ابن حنيفة العفريني
حلب سوريا
مصطفى محمد كبار في ٢٠٢٥/١/١٨
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق