الأربعاء، 13 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{الحقيبة}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{مدحت مصطفى}}


 تعال ها هنا أيها الساهي..


أتقصدني..!!

ومن غيري بهذا الإسم يناديك..
أتعلم..
عندما تبتسم هكذا أطمئن في فزع..

ماذا تريد يا قلم؟. 
أشتقت لحضن الأنامل..

وما عساي أن أكتب؟..
حروفي تفزع القلوب وترعب..
تدفع أحياناً للجنون وترهب..
دعني وحالي وعن دفاتري فأغرب..
أبحث لك عن سكرانٍ أو ولهانٍ محب..
أو تاجر لشرفهِ يبتاع الحرف ليتكسب..

إنظر إلي وفي عيني حدق..
يا وجع قلبي..عيناك فيها الحق..
تأملني ..أقترب..يا لروعة هذا العمق..
لما الدلال علي ..يا آسري 
أهجران هذا !! أم أنك غير هاجري..
عشقتك بكلي..يا من بكلِكَ ماهرٌ بي..
أشعرُ برغبةٍ في السفر..

سفر..!!؟؟ لأين؟. 

جائتني دعوة من بلاد الثلج..أرهقني الحر..
لم أعد من هنا لأي شيء أنتظر..
سأتوقف في الحال عن الكر والفر..
سأذهب الآن لألتقي الأميرة..
تنتظرني وللقاء تتجهز..
بالأمس كنت مع شيخ القبيلة..
وأتتني تمشي في خجل..
فرفعت لي اللثام عن وجهها.. الفاتنة ..
وأخبرتني بعشقها وأنها في هواي ماجنة..

وعدتني بالصحبةِ.. وما عهدتك إلا وفي..
ضعني في الحقيبةِ.. رفقتك هي الأماني..
لن أصدر بعد اليوم ضجيج ..لن أكون عَصي..
لن ولا ولم ولن ااااهٍ ولن..

توقف حبيبي.. لا تخف.. أرجوك إطمئن..
لن أغدر بمن رافقني أوجاعي  وطول الزمن..
وقلبي لا ينسى حنينك حين كان يئن..
كفكف دموعك رفيقي..وجهز الحقيبة..

يا بهجتي..يا فرح أيامي القريبة..
أحان الوقت.. أخبرني أتجهز البيت والحديقة..

لا وقت لإبتساماتك الماكرة..
فقلبي كاد يتوقف سنكتب عن الأفراح في الطريق..

توقف.. وإنتبه..
إهتم بما أمرتك به..
وحين الإشارة..سننطلق..

متى؟.. أخبرني متى؟..

لا تقلق بشأن الوقت والساعة..
وإنشغل بأن تكون مستعد..

أنا مستعد..أنا مستعد..

أنا لا أنت من يحدد..
سأذهب لأراقب الأجواء وأتفقد..
ضع في الحقيبة ما يلي..
ضع فيها من صانوا وما خانوا..
وأترك كل من لأوجاعنا ما تألم..
ضع من لأفعالنا تذكروا ودانوا..
وأترك كل من أكتفى بالتكلم ..
ركز ..لا مكان بعد ما كان.. للخطأ ..
نفذ.. لما التعجب من قولي والتبرم..

ستكون الحقيبة أشبه بالخالية..
ظننت بأني سأضع كل المتاع..
أرجوك لا ترمقني بسهام تلك المقل..
سأنفذ الأمر ..وعن أمرك لن أغادر لالا ولن أنتقل..
سلامٌ عليك من الله..
عليك من الله السلام..

الحقيبة...
د.مدحت مصطفى

ليست هناك تعليقات: