الثلاثاء، 26 أغسطس 2025

قصة قصيرة تحت عنوان{{طابة طفل وضحكة فراشة}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


طابة طفل وضحكة فراشة***
.............................

كنتُ أثقل من فكرة،
وأخف من ظل،
حتى أيقظني ارتطام صغير…

طار شيء من فوق الممر، لم أستطع أن أميّزه،
ثم وقع على رأسي،
كانت طابة، وكانت ضحكتك التي فتحت المجال لكل شيء آخر.

ارتجف رأسي من الألم،
وانبعث مني غضب صغير،
لكن انفجارك أنت كان قهقهةً واسعة،
تشبه نافذة تُفتح فجأة على أسراب فراشات،
تسقط على الأرض وتتناثر،
فأتعثر بها بدل أن أتعثر بالطابة.

ربما كنتُ أتوقع يدًا تمتد نحوي،
لكنني وجدت جناحًا من ابتسامتك.
كنتُ أترقب أنثى تفرغ حنانها في كل جارحة مني،
لكنني وجدتُك طفلةً، لا تواسي، بل تُشعل الدنيا بمرحها العابث،
كأنها تقول: الحب لا يبدأ بالمسح على الرأس،
بل بالارتطام به.

حين جاء الصبي، مرتبكًا،
يضع اعتذاره بين كفيه مثل زهرةٍ مكسورة:
"عمو… ما تزعل مني، مو بقصدي."
التفتُّ إليك،
ورأيت الاعتذار يتردد على شفتيك:
"حبيبي… زعلت مني؟"

في تلك اللحظة،
تلاشى كل وهم عني كما تزاح معاطف الشتاء في أول الربيع.
ناولته الطابة بابتسامة،
لكنني ناولتُك شيئًا أعمق:
ابتسامة على قياس ابتسامتك،
وغفرانًا لا يحتاج كلمات.

مشيتُ حتى صرت خلفك،
فاحتسيتكِ كما يُحتسى فنجان الصباح،
ضممتُ كتفيك، والكرسي، وحرارة القهوة،
كأنني أحتوي الحياة في جسدٍ واحد.

ثم عدتُ سريعًا إلى مكاني،
لكنني لم أعد كما كنت:
كنتُ ممتلئًا بك ...

✍️ محمد الحسيني ــ لبنان 

ليست هناك تعليقات: