السبت، 2 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{يَسوقُ أسرابَ الصقورِ غُراب}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


"يَسوقُ أسرابَ الصقورِ غُراب"

يسوقُ أسرابَ الصقورِ غُراب،
وفي منقارهِ... خارطةُ التيهِ،
ومزاميرُ السقوط.

تصفّقُ السماءُ لجناحٍ أسود،
وتغفو الحقيقةُ في محبرةِ التزييف،
بينما تُكحَّلُ الرؤيةُ
بأصابعِ العمى.

القممُ مشغولةٌ بالتصفيق،
لهاويةٍ
تلبسُ المجدَ قناعًا،
وتسيرُ على خُطى التزييف.

الصقرُ،
الذي علّم الريحَ أسماءها،
ينصتُ الآنَ لصراخِ قَيدٍ
بلونِ الميثاق.

وغُرابُ المنفى،
يخطبُ باسمِ الوطن،
ويُخطُّ الدستورَ بريشِ الحداد.

في المدى،
تُرفعُ راياتُ الخنوع
على سارياتٍ من الريشِ المكسور،
ويُغتالُ الأفقُ
بسكينِ الولاء.

الطيرانُ صارَ جريمة،
والانتماءُ...
مجردَ شارةٍ بلا أجنحة.

الصقورُ الآنَ
تُلقّنُ النشيدَ الوطني
من فمِ غرابٍ
يتغنّى بموتِ الشروق.

أخبروا الغيم:
أن لا يمطرَ فوقَ الخراب،
فالزرعُ مسجون،
والجذرُ مُدانٌ.

السماءُ تُراقَب،
والريحُ تُعتقل،
والحلمُ يُحاكم بتهمةِ
التفكير.

هكذا يُصادَرُ العلوُّ باسمِ الحذر،
ويُباعُ الكبرياءُ
في أسواقِ الطاعة.

فيا أيها الصقور،
إن لم تكسروا القفصَ
بالعقل،
فسيصبحُ الغُرابُ نبيًّا،
ويُكتبُ في الكتبِ:
"أنّ الطيرانَ
لا يليقُ إلّا
بظلِّ جناحٍ .

بقلم دنيا محمد 

ليست هناك تعليقات: