السبت، 2 أغسطس 2025

نص نثري تحت عنوان{{رحيل الإبن الفنان}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سمير بن التبريزي الحفصاوي}}


- فيروز بين  رحيل الإبن ورحيل الفنان....!

            *رحيل الإبن الفنان.... 

عند الرحيل ويوم الوداع الأخير
ولما شددت الرحال نحو السفر
وحينما أغمضت الجفون  ونمت قرير 
ترجلت طوعا ليوم الحصاد...
إشتقت وعدت لطيب الأثر
فعندي  عندي حنين إليك 
وشوقي من الدمع مر ومر
فؤادي كظيم حسير...
وأفقي حزين على مد البصر
سيأتي الصيف وأبحث عنك زياد
في مدن الصمت و عند النواطير 
و في  تلك السواقي القديمة...
وحين يزهر اللوز وفي مواسم الجني
و عند التلال وفي هجير البيادر ...
وأغني للصيف والشام :
"ياشام عاد الصيف"...
ويأتي الشتاء الحزين 
و"اتشتي الدني"
 وتمطر رذاذا  وثلجا على رمسك... 
ويأتي الثلج ويمضي الثلج...!
عشرين مرة يأتي ويمضي الثلج...!وأكبر...ويأخذ العمر مني مداه... 
وتبقى بني كما بقي  شادي 
يلهو عند الوادي طفلا صغيرا...! 
ويأتي أيلول الخريف
ويأتي الحنين...!!! 
وبرد الصباح إلي المدرسه
سأبحث عنك زياد  في طي الطفولة
وبرد الصباح الى المدرسه ...
لقد جاء أيلول سبتمبر...!
وجاءنا العود إلى المدرسه
دعني ألبسك إبني الميدعة
دعني أقد خيط الحذاء...
وراجع بني كتاب القراءة...
وركز....!
أعد الفقرة ...ولا تتلعثم...
حينا....وحينا...!
غدا ستكون من العظماء...
فتضحك تداعب تغني  تقول لأمك...
ووجهك السمح يشع حنينا:
أنا  ابنك زياد... حبيبك أمي...!
 سلالة المبدعين... 
وإبنا لسيدة الصباح وسيدة كل الفصول 
أنا ابن فيروز وابن نهاد...
سأكبر أمي مثل الكبار
وأصنع في كل صنوف الفن والأدب 
مالم يصنعه السابقون...
سأبدع في تلحين أجمل أغنية
وحينما يسألك الناس عني بعد الرحيل...
غني لهم:"سألوني الناس عنك يا حبيبي"
عشقتك أمي قبل الرحيل وبعد الرحيل 
خجلت من دمعك فلا تبكي....
دعيني أقبل منك الجبينا...
أنا ذلك الطفل الشقي الضحوك..
 هل تذكرينه....!!!!!؟
كأني اسمع صوت الملائكي يغني لي...
زياد كأنما حال دهر عليك ...!
حين رحلت اليوم 
حين ٱلتحقت بالسابقين...
دعني يا مهجتي أغفو لديك
دع الحلم يقبل وهما
على وجنتيك...
ولا توقظينه....
فحلمي يموت إذا توقظينه..
وافتح عيني على فقدك
وينجلي عني اللثام
ويهتف صوت الحقيقه
بأنة أم حزينه...
مرا  كسم زؤام...
إصبري واحتسبي يا ٱم الغلام
مالي اراك تناجي النيام
ابنك نام ونام الوجود
وولى النهار كأن لن يعود
ودقات صمتي رهيبه
ودقات قلبي الرتيبه
تناجي بقاياه الكئيبه
وتلك الملامح وتلك الصور
والذكريات الحبيبه
أمسيت عنها  جدا غريبه...!
فرد الصدى من عمق الظلام:
إصبري واحتسبي يا ٱم الغلام
فابنك نام...
فمالي أراك تناجي النيام....؟؟!!

 

-سمير بن التبريزي الحفصاوي-تونس🇹🇳

((بقلمي))✏️ 

ليست هناك تعليقات: