الجمعة، 1 أغسطس 2025

قصيدة تحت عنوان{{شريطُ الفناء}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{ أحمد الموسوي}}


شريطُ الفناء

رأيتُ خيالًا في العيونِ تهاوى
وعادت ليالي العمرِ كالظلِّ باكيا

وصوتُ الدجى في مسمعي يتهادى
كأنّي ألبّي صمتَهُ الخافيا

تهدّجَ نبضي مثلَ وترٍ شجيٍّ
يُردّدُ في أضلُعي الحزنَ باكيا

ونادت خطايا العمرِ فيَّ بنوحٍ
كأنّي غريبٌ لا أرى مُبتغايَا

تساقطَ عمري مثلَ أوراقِ زهرٍ
وذابتْ على كفِّ الرياحِ صبايا

وكم كنتُ أبكي حينَ يُخفيهِ طيفٌ
ويُطفئُ في وجهي ضياءَ رُؤايَا

تذكّرتُ دفءَ الطفولةِ، فانهمرتْ
دموعُ المنى من وجنتَيّ شظايا

وكم ضمّني صدرُ الحياةِ برقةٍ
فأدبرَ عن قلبي وخلّى هوايا

تفكّرتُ في دربِ النجومِ وهل
سأبلغُ في الآتي ضياءَ سنايا

ولمّا رأيتُ الموتَ يقربُ نحوي
سألتُ: أهذا الحتفُ أم منتهَايَا

نعم، ها هنا تنضو المنى في رُبايَ
وتُخمدُ ما ظلّ الجوى في خفايا

تفرّقَ مني كلُّ شيءٍ، وذابَتْ
مفاتيحُ أبوابي وأحلا مُنايا

كأنّي كتابٌ لم يُفسَّرْ ولم يُرَ
وظلّتْ على السطرِ البعيدِ قضايا

أنا الآن أنسى كلَّ ما كان قبلي
كأنيَ ما جئتُ، ولا بي بقايا

تعرّتْ حقائِقُنا، وأُسدلَ سترُها
ولم يبقَ غيرُ الحزنِ في خُطايا

إذا عدتُ يومًا، فاسألوا عن جموحي
وعن ضحكتي، عن ضوئِها في دُجايا

سيبكي جدارٌ كنتُ ألعبُ عندَهُ
ويذكرُ وجهي، ويحنُّ ثرايا

ستفصحُ تلك الريحُ عني، وتروي
حكايا السكونِ إذا انطفأتُ ضيايا

هنا وُلدَ الحلمُ الجميلُ، وماتَ
وهذي الطفولةُ نامتْ وصايا

وداعًا لأيامِ السرابِ، فإنني
أعودُ إلى مولايَ نفسًا زُكايَا

✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي 
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي 
بتأريخ 05.07.2020

Time:3:pm 

ليست هناك تعليقات: