( على أعتاب العقد السابع)
يمّمتُ وجهي واعتصرتُ دَواتي
وتلوتُ ما يَخفى من العَبراتِ
وقصمْتُ ظهرَ القلبِ حين نهيتهُ
من للعيونِ تفيضُ بالدعواتِ
فإذا الأنينُ بداخلي رجعُ الصّدى
وإذا بهذي الروحِ كوم شتاتِ
وأنا أشاكسُ بعض ما سكنَتْ بها
من ذكرياتٍ هُنّ كالآياتِ
قد خانَني زمَني فصِرتُ زَمانةً
وعلى الزمانِ تَحمُّلُ العقباتِ
فرجعتُ أدراجي أسامرُ خافقي
يهذي بما قد مَرَّ مِن صَبواتِ
تاهَت ظنوني خلفَ مدٍّ أشتهي
خلجاتِهِ والجَزرُ كالمشكاةِ
وأنا وهذا العمرُ والغسقُ الذي
أبلى بيَ الآمالَ ،طوقَ نجاتي
أزفَ الرحيلُ محمّلاً بمواجعي
وخطايَ تثقلُ في مدى آهاتي
يا خيبةَ الستّين قَسَّمَكِ الأسى
هي ستةُ الآجالِ تسكنُ ذاتي
في كل عقد أستفيقُ هنيهةً
فأعودُ ذكرى ترتمي لسباتِ
هذي الصحائفُ في خريفِ فصولِها
تبكي على ماضٍ يضمُّ رفاتي
دوَّنتُ فيها ما يَنوءُ بحملهِ
سِفْرُ الحياةِ لِحرقةِ الكلماتِ
يا ركبَ ستٍ من نهاياتي التي
أبلَت بلفحِ هَجيرِها قسماتِي
ما بين فجرٍ والعشيةِ رحلةٌ
مرّتْ كطيفٍ تاهَ في صلواتِي
----------
٠جاسم الطائي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق