الثلاثاء، 12 أغسطس 2025

قصة تحت عنوان{{في عتمة الحافلة}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


 "في عتمة الحافلة "

  سلسلة قصصية 
          بقلم:
 تيسيرالمغاصبه 
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
  قلوب تحترق 
         -٣-

بينما كانت أصابعنا في لذة عناقها  
همست إليها مداعبا:
-لكن قولي لي الحقيقة عزيزتي جانيت؟
-نعم عزيزي غريب.
-أنت لوإلتقيتني صدفة وكنا في حالة حرب ..هل ستقتلينني ؟
-ياإلهي ..ماذا تقول  ياعزيزي ..ليتني لم أسمع منك ذلك الكلام .
ثم مالت برأسها متجاوزة كتفي ملقيته على صدري ليأخذ موضعه فوق قلبي ليحتويها ذراعي بحب ،فقالت وهي تكاد أن تبكي :
-أتعرف لماذا أنا دائمة السفر والترحال ياعزيزي غريب ؟
-لماذا ياعزيزتي.
-لأني هاربة من مشاهد القتل والقصف من كلا الطرفين؟
-لكني أرى أن طرفا واحدا هو  الذي يقتل وتسفك دمائه هو الشعب الاعزل. 
-لكنه لن يتوانا عن القتل  لو أتيح له ذلك..أن مايميز تلك الدولة هو القوة..قد يكون بعض  ماتقله صحيحا لكن في كلا الحالتين أنا لاأحتمل رؤية ذلك؟
-أتدرين ياعزيزتي.
-نعم ياعزيزي ؟
-طالما أنك تقرأين وتدرسين بأستمرار ..لو أنك نوعت في مصادر قراءتك لتاريخ  العرب والمسلمين بلا تحريف  أنا على يقين بأنك  ستغيرين منهجك.
إبتسمت وقالت ساخرة:
-أنت كعربي هل تجرؤ على تغيير منهج درسته أو تعلمته في مدارسكم؟
إبتسمت وقلت:
-لا.
-بالطبع لأن  مجرد التفكير بذلك تكون النتيجة الموت سوى كانوا هم أم  أنتم ،لأن تغيير  المنهج يعني أمرا واحدا هو ؛ ال لا...أي الرفض؟
-................... .
-سيكون مصيري كمصير أي عربي  كما أنتم العرب ؟
-.................. .
-أن منهجنا جزء لايتجزء من ديانتنا؟
-.................. .
-نحن نقاتل لنحافظ على وجودنا لا على كراسينا ..فبقائنا..هو بقاء  شعب بأكمله؟
-.................. 
-نجن نعيش تحت تهديد دائم من قبل العرب اسمه الإرهاب، فكل من نلتقه ونبتسم في وجهه قد يتحول بلحظة إلى موت محتم بفعل حزام ناسف؟
-أكملي عزيزتي فأنا مستمع جيد. 
-أنتم العرب تقاتلون لأجل أفكار مغلوطة حتى لو كان المبدأ صحيحا، أو إتباع شخصا واحدا مصابا بعقدة العظمة وهدفه الأول والأخير أن يكون البطل أو الإله المعبود..وبكلمة منه يقود جميع العرب إلى التهلكة في حرب غير متكافئة ؟
-................. .
-لم تكن قضيتكم قضية دين بحته.. كتلك الدولة؟
بالرغم من ثقافتها التي فرضت علي الصمت إلا أني لم أرغب بمتابعة ذلك الحوار الذي أظهر الحجة فقلت :
-هلا تركنا ذلك الحديث لنتفرغ لأنفسنا  عزيزتي جانيت؟
-نعم أن مايهمني هو نحن ..أنا وأنت .
-والحب ؟
-والحب. 
أن نطق كلمة حب وحدها لها تأثير رهيب ..بعد أن استقر رأسها على صدري بحب ،وبلاغتها في الحديث  ،فملت على رأسها عندما جذبني شعرها الأصفر ليفتن عيناي  شلال الذهب، فترفع رأسها بعد أن شعرت بحرارة أنفاسي بفعل  لهفتي..نظرت إلي بعيون دامعة  لتلتقي الشفاه في القبلة الأولى بينما أتمنى في قرأرة نفسي ألا يكن لها أي علاقة بتلك الدولة ..أي أن لاتكن من تلك الدولة ويكفي أن تكن أميركية أو حتى من أي بلد أوروبي ،أن تكون محايدة ،لكن ماذا لو ..؟ليس بذات أهمية أن الحب هو الاعظم ،هو الأسمى ،كوني ماتكوني..فأنا أحبك .

                            "وللقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات: