الكِتَابَةُ بِأَبْجَدِيَّةٍ ثُنَائِيَّةِ التَرقِيْم :
لَيلٌ حَالِم .
أَنَا صَاحِبُ اللَّيلِ وَحِيدًا أُسَامِرُهُ
فَتُتْعِبُنِي فِي الصَيفِ نُسَيْمَاتُه
و شِتَاءٍ فِي مُكعَبِ عُزْلَتِي
أُدَاعِبُ الأَوتَار فِي قَطَرَاتِ المَطَر
تَسِيلُ خُيوطًا مِن ضَبَابِ سَجَائِرِي
فِيهَا الرَتَابَةُ تُعْزَفُ لِلنِيَام
و فِيهَا الفَوضَى ؛ فَوضَايَ بِانْتِظَار الصَبَاح
يُخَاطِبُنِي القَلَقُ لَا تَكْتُب رُوحَكَ بِانْكِسَار
كُن أَمَلًا كُلَّمَا اغْرَورَقَت عَيْنَاكَ ابْتَسِم
و اكْتُب ضَرَبَاتِ قَلْبِكَ حُبًا لَهَا دُون اخْتِصَار
أَنَا يَمْلَؤُنِي أَلَمُ الاحْتِضَارِ مَع عَقَارِبِ السَاعَة
أُضَمِدُ جُرْحِيَ النَازِفُ بِحَرْفِ ( السِين )
وُلِدْتُ هُنَا خَلْفَ حُدُودِ ( فَلَسطين )
أَنَا ابْنُكَ يَا أَيلُولِي جِئْتَ عَلَى عَجَلٍ لِتَأخُذَنِي فَتِيًا فِي الخَمْسِين
مِتُّ قَبْلَ الآنَ كَثِيرًا أَيُّهَا العَدَم
مُعْتَزِلًا خُرَافَةَ الحَيَاةِ عِنْدَمَا تُمَعْنِي المُسْتَحِيل
هَل جِئْتَ بِالخَرِيفِ لِيُلْبِسَنِي نِصْفُ حَيَاة
و لِنِصْفِ المَوتِ كَم تَرَكْتَ مِن أَورَاقِ الدَالِيَةِ تَذْبُلَ تَرَبَعَت المَدْخَل
و أَنَا فِي هَذَا اللَّيل يَطًُولُ الفَجْر
لِأَقْرَأَ ( فِيْرجِيليوس ) عَن كَثَبٍ دُونَ مَلَل
نَعَم هَذَا القَلْبُ الصَغِيرُ مَا عَادَ يَحْتَمِل
بَقِيَ بِضْعُ سِنِينَ لِأَقُولَ لِلحَيَاةِ شُكْرًا
فَتَمَهَل و انْتَظِرْنِي أُكْمِلُ الحِكَايَة
تَكْتُبُنِي بِحِبْرٍ تَخَثَرَ فِي دَمِ قَلْبِي مِرَارًا
أَنَا بَاقٍ شَوكَةً فِي نُبَاحِ العُرُوش
أَقُولُ كَلَامًا يَعْتَصِرُ الخَارِجَ حُرْقَةً
" أَنَا وَاحِدٌ مِن أَهْلِ هَذَا السَفْح "
كُلَّمَا أَمْطَرَت و نَبَتَت نَرْجِسَةٌ دَوَنْت
أَنَا هُنَا أَعِيشُ دُونَهَا جَحِيْمَ وَحْدِي
صُرَاخِي يَذُوبُ فِي عَمِيقِ دَاخِلِي
كالحَدِيدِ المُنْصَهِرِ مِن شِدَةِ الأَلَم
أَنَا هُنَا وَحْدِي فَمِي و اللِسَانُ و القَدَم
أَنَا لَا شَيْءَ آخَرَ كَتَبْتُنِي هَذَا الفَجْرُ قَلَم
أَنَا أُحِسُّنِي نَارًا مِن تَحْتِهَا العَنْقَاءُ فَابْتَعَد
كُن خَفِيفَ الظِلِّ قَدْرَ مَا اسْتَطَعْت
و تَعَالَ فِي أَيْلُولٍ آخَر .
سامي يعقوب . / فلسطين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق