الأحد، 5 أكتوبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{لغة بأطراف الأصابع}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


لغة بأطراف الأصابع***
.....................................

لماذا كلّما تتكلّمين،
تقتربين منّي
كأنك تخافين أن تفلت الكلمات من بين شفتيك؟،
تتسللين من المعنى
إلى أطراف قميصي،
كطفلةٍ لا يهمّها الدرس
بل شكل اللعبة.

تعبثين بالأزرار واحدًا… واحدًا،
كمن يجرب مفاتيح نغمة جديدة،
وتضحكين حين لا يصدر صوت،
فتعيدين التجربة —
كأن صدري بيانو نائم،
توقظينه بأنفاسك.

تقولين:
«هذا الزرّ يشبه قمرًا صغيرًا،
سأجعل منه أرجوحةً للدهشة.»
ثم تميلين،
فأشعر أن الهواء صار طفلًا بيننا،
يلعب بخصل شعركِ
ويرتبك من عطرٍ لم يُعلن اسمه بعد.

حين تصلين إلى منتصف القميص،
تتوقفين فجأة،
تحدقين بي بخبثٍ طفوليّ،
وتهمسين:
«ربما في الزرّ القادم
ينامُ سرك الكبير، أليس كذلك؟»

فأجيبك مبتسمًا:
«احذري…
ذلك الزرّ موصولٌ بذاكرتي،
إذا انفكّ،
سينهض الليل بكامله من صدري!»

فتضحكين،
وتعيدين الأزرار كما كانت،
واحدًا… واحدًا،
لكنني أعلم —
أنكِ لم تُغلقي القميص،
بل زرعتِ تحته فوضاكِ الجميلة،
وتركتِ زرًّا صغيرًا مفتوحًا
لأيّ قبلةٍ طائشةٍ ربما ... قد تمرّ صدفة.

✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

 

ليست هناك تعليقات: