"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
للعمر بقية
هذه المرة ينفتح علي باب جديد !! وأي باب ؟ أنه باب جهنم الحمراء كما يقال ،قد فرض علي الهرب المستمر .
الهرب من الموت المتربص بي ،الهرب من طعنة الغدر ،فبقدر ماكنت أتمنى الموت لنفسي هربا من قسوة الحياة ،فأنا اليوم أهرب من الموت متمسكا بها.
يالسخرية القدر ،عندما يفرض الموت على المرىء، عندها تتغير فكرته ونظرته إليه ،نعم، لكنه هو من يقرر متى يموت ،ومتى يكون مستعدا للموت.
أن مايشعرني بالتقزز هو أن يكون موتي على يد شخص أقل مني رقيا وتحضرا، اموت على يد إنسان لا يفقه شيئا في الدنيا ،وهو بعيد كل البعد عن الإنسانية.
فعندما إستوقفني أحدهم في الليلة المشؤومة ،شديدة الظلمة وهو يوشك على إخراج سلاحه ويسألني :
-هل أنت من عشيرة "ال................." ؟
حينها لم أعرف كيف أسعفني عقلي للرد السليم :
-لا ، لماذا ؟
بالرغم من أني بالفعل من عشيرة "................" لقد أجبرت على الإنكار..انكرت عشيرتي ،لم أرتح أبدا لنظرة عينيه ،حتى هو ربما لم يصدق نظرة عيني وتلعثمي بالكلام أثناء الرد عليه ،ولهذا السبب أخذ يتبعني بعينيه حتى غبت عن ناظريه في ظلام القرية الموحش .
لعله يريد حفظ صورتي في ذاكرته ليسأل عني ومن ثم يتتبعني من جديد.
وما دخلي أنا بثاراتكم وصراعاتكم، بعد أن ابتعدت عنكم ،وعن تفاهاتكم ؛ ياأمة التخلف والجهل .
لكن لابد أنه يوجد الكثير ممن يضمرون لي الشر ،وذلك يعود لغيرتهم، وأحقادهم المعششة في صدورهم.
خصوصا بعد أن تركت القرية للإقامة في عمان بصورة دائمة.
وها أنا ،هذه المرة أتخذ مقعدي في وسط الحافلة كما وأني أحتمي بالركاب، أو حتى لايتعرف علي أحد ممن يطاردون أي شخص من عشيرتي ؛"الكثيرة المشاكل" قاصدا أخذ الثأر.
لم أرفع نظارتي الشمسية عن عيني بالرغم من الأجواء الماطرة في الخارج ،وحتى لم أرفع طاقيتي عن رأسي .
لكن...لكن أن ذلك ربما يكشف شخصيتي أكثر من السابق !!
يا لسذاجتي!!
فجأة، يقف رجلٌ ملثمٌ في وسط ممر الحافلة، ويُخرج سلاحه مُشهرًا إياه في وجهي. يا إلهي! هل انكشفت هويتي؟ وقبل أن أنبس بكلمة، وفي خضمّ هلع الركاب وصراخ النساء والأطفال، يطلق النار نحوي، فإذا به يستهدف رجلًا ملثمًا آخر كان يجلس خلفي مباشرةً، فيُرديه قتيلًا. ثم يترجّل القاتل من الحافلة وكأنه لم يفعل شيئًا. وبعد ذلك عرفتُ أن الضحية كان من عشيرتي.
"إنتهت القصة "
وإلى قصة أخرى
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق