خرجت الآن
من الكهف
ترد السيف بالسيفِ ـــــــ و ضرب الطيف بالطيفِ
تحاكي الصيف في المشتى ـــــــ و ترجو الغيث في الصيفِ
تزركش ثوبك الزاهي ـــــــ تخيط الشعر بالحرفِ
خرجت الآن مقتدرا ـــــــ و منتصرا من الكهفِ
تلاقي زائرا يأتي ـــــــ و ضيفا جئت بالضيفِ
*****
سعيدا جئتنا تسعى ـــــــ و تغمرنا و باللطفِ
و تشبه حاكما دنيا ـــــــ ك في صيرورة العطفِ
رفضت الحاكم الطاغي ـــــــ و ما تلقى من الزيفِ
تعارض ذلك الباغي ـــــــ و ما تلقى من الحيفِ
يئن المتعب الواني ـــــــ بوجه الحيف و الهيفِ
و نوما لم تعد تهوى ـــــــ و صحوا صغت للضِعفِ
*****
سباتا عشت في الماضي ـــــــ عرفت أذى من الجلفِ
و من أضحى و في ميل ـــــــ سيجنى ساعة القطفِ
ترائي معلفا و ترى ـــــــ حمارا عز بالعلفِ
قويا ثورة تجري ـــــــ و لا تقوى على الضعفِ
لشمسك مجدها العالي ـــــــ و لا تمضي إلى الخسفِ
لبدرك أيها الغالي ـــــــ سنى ما غبت بالكسفِ
و حين تصوغ أسئلة ـــــــ تجاري الكم بالكيفِ
*****
و أقسمت الإله به ـــــــ و لم تخنت و في الحلفِ
تدوس و كلما تحيا ـــــــ و في امن على الخوفِ
و تخرج كلما تبدو ـــــــ فما تخفيه في الجوفِ
و تملأ كأسنا ثملا ـــــــ و فيض الكأس بالغرفِ
و من كهف و ما فيه ـــــــ عرفت الظل بالكشفِ
و يهمي الرائح الغادي ـــــــ له تبدي و لا تخفي
*******
و من يبغي الولاية لا ـــــــ يولي ساعة الزحفِ
توافي الضجة الكبرى ـــــــ فما أعلنت لا تنفي
فلا تعفو فعن جلف ـــــــ و من أشغاله تعفي
و قلت له كفى عبثا ـــــــ و منك فما بدا يكفي
و أحرارا فعن وطن ـــــــ فلست تحب من ينفي
******
بحب تملأ الدنيا ــــــــ و بالريحان و العصفِ
تصوغ الشعر ملحمة ـــــــ و من حلف إلى حلفِ
يداوي طبه يدوي ـــــــ و يكفي أنه يشفي
إلينا جئت ملهوفا ـــــــ علينا لوعة تضفي
و تضرب كل من يطغى ـــــــ ترد السيف بالسيفِ
*****
يصد السيف من يبغي ـــــــ و ذئبا عاش بالخطفِ
تسارع حربك الكبرى ـــــــ بها نُظما إلى القصفِ
سبابا قد لعنت به ـــــــ بملء السب و القذفِ
يلاقي الحتف من يغوى ـــــــ و سر الهتف في الحتفِ
ظلاما لم تعد تخشى ـــــــ تلّف النور في الولفِ
حقيقة كل ما يجري ـــــــ شرحت هناك بالوصفِ
*****
جرى فيضا كما يجري ــــــــ سقوط الشعر بالنتفِ
و ما فينا مشاهده ــــــــ فلم تعمد إلى الحذفِ
سرابا كم هنا تلقى ــــــــ جزاء الخير في الوقفِ
دماء قد سكبت هنا ــــــــ بمجرى السفك و النزفِ
دموعا تمنح الباكي ــــــــ بمجرى الطرح و الذرفِ
******
شموعا تمنح الشاكي ـــــــ و مصباحا من الجرفِ
و مجتهدا تعود إلى ــــــــ زمام الشرع و العُرفِ
أمام الظلم منتفضا ــــــــ تُرى و أتى من الخلفِ
نظام لا يرى ضيرا ـــــــ بفرض القتل و العنفِ
لها جسدا عصاه نرى ـــــــ نشق بها إلى النصفِ
******
و كم يحصي من القتلى ــــــــ يعد الألف بالُألفِ
بلا سقف فما يبنى ـــــــ يعيش الهدم بالنسفِ
و تنغيما يبادر من ـــــــ رأى الدنيا إلى العزفِ
و ما تلقاه لا تخفي ـــــــ بغض الحرف و الطرفِ
ترى موتا و ميلادا ـــــــ بهذا الطرف و الظرف
******
العرائش 04/أكتوبر/2025
قصيدة عمودية موزونة على مجزوء البحر الوافر
بقلم الشاعر حامد الشاعر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق