الجمعة، 31 أكتوبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{لُعْبَةُ الأَرْقَامِ وَالْحُرُوفِ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{ مُحَمَّد تَوْفِيق}}


لُعْبَةُ الأَرْقَامِ وَالْحُرُوفِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كَلِمَاتِي خَنْجَرٌ يَقْتُلُنِي
وَحُرُوفُ هِجَائِي تُعَاتِبُنِي
فَكَيْفَ صُغْتُ لَكِ شِعْرًا؟!
فَبِأَيْدِي صَنَعْتُ مِقْصَلَتِي
أَنْدَمُ!!!
فَشُعُورِي قَدْ فَاقَ النَّدَمْ
أَحْزَنُ!!!
فَفِي فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ تَعَلَّمْتُ
كُلَّ أَسَالِيبِ الْحُزْنِ
يَا مَنْ تَصْحَبْنِي فِي بَحَارٍ
بِدُونِ شِرَاعٍ
أَلْقَيْتِ كُلَّ مَجَادِيفِي
وَقَتَلْتِ فِيهَا الْمُلَّاحَ
وَنَحَرْتِ فِيهَا الرُّبَّانَ
لَنْ أَرْحَلَ مَعَكِ، لَا أَرْغَبُ
فَبِدُونِكِ أَدْرَكْتُ الشُّطْآنَ
وَكَسَرْتُ بِأَيْدِي مِقْصَلَتِي
وَرَحَلْتُ عَنْ مُدُنِ الْأَحْزَانِ
أَشْكُرُكِ فِعْلًا سَيِّدَتِي
لَكِ مِنِّي جَزِيلُ الْعِرْفَانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أَوْتَارُكِ صَارَتْ بَالِيَةً
لَا تُخْرِجُ مِنْهَا الْأَلْحَانَ
لَا تُخْرِجُ غَيْرَ الْآهَاتِ
لَا تُخْرِجُ غَيْرَ الْأَشْجَانِ
قَدْ فَاقَ الْقَلْبُ مِنْ غَفْوَتِهِ
وَقَامَ بَعْدَ كَبْوَتِهِ
وَانْطَلَقَ يُغَرِّدُ مُنْطَلِقًا
لِيُحَقِّقَ كُلَّ الْأَمَانِي
وَيَنْشُدَ كُلَّ الْأَحْلَامِ
وَاتَّضَحَ لِي بَعْدَ تَرَوٍّ
أَنَّكِ مَا كُنْتِ سِوَى رَقْمٍ
سَبَقَتْهُ مَلَايِينُ الْأَرْقَامِ
أَشْكُرُكِ فِعْلًا، أَشْكُرُكِ
لَكِ مِنِّي جَزِيلُ الْعِرْفَانِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مَا أَنْتِ سِوَى قَطْرَةِ مَاءٍ
وَشَيْئًا مِنْ ضِمْنِ الْأَشْيَاءِ
فَلَسْتُ أَرَاكِ يَنْبُوعًا
أَنْتَهِلُ مِنْهُ مَا أَشَاءُ
اُسْجُدِي لِلَّهِ وَابْتَهِلِي
إِنَّ اسْمَكِ مِنْ ضِمْنِ الْأَسْمَاءِ
الَّتِي تَمْلَأُ دَوَاوِينِي
وَضَاعَتْ مِثْلَ الْأَشْلَاءِ
وَحَرْفٌ قَدْ سَقَطَ سَهْوًا
مِنْ ضِمْنِ حُرُوفِ الْهِجَاءِ
فَالسُّحُبُ تَبْدُو مُبْتَهِجَةً
أَنْ سَقَطَ لِلْأَرْضِ الْمَاءُ
فَالْمَاءُ يَمْكُثُ بِالْأَرْضِ
وَالسُّحُبُ فِي أَعْلَى السَّمَاءِ
أَشْكُرُكِ فِعْلًا، أَشْكُرُكِ
وَلِقَلْبِي كُلُّ الثَّنَاءِ
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شِعْرٌ: مُحَمَّد تَوْفِيق

مِصْر – بُورْسَعِيد 

ليست هناك تعليقات: