الأحد، 12 أكتوبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{دموع لا تجف}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{دنيا محمد}}


 "دموع لا تجف"


دموعٌ
تتوضّأُ بها الأرضُ
قبلَ أن تصلي للسماء.

دموعٌ
تحملُ في ملوحتِها
طَعمَ الأوطانِ المكسورة،
وطَعمَ الخبزِ المؤجَّل
على مائدةِ الغياب.

دموعٌ
ليست ماءً
بل بقايا قلوبٍ
سُحقت تحتَ أنقاضِ الأسئلة،
ورُفعت كأذانٍ صامتٍ
في منارةٍ بلا صدى.

دموعٌ
تمتزجُ بالرّماد،
فتصيرُ لُغةً
يقرأها اللهُ
من وراءِ الغيمِ المُتلعثم.

دموعٌ
لا تنطفئُ في العيون،
لأنها أشدُّ عنادًا
من الجفاف،
وأكثرُ خلودًا
من موتٍ يمرُّ كلَّ يومٍ
ولا يكتمل.

دموعٌ
لا تجف،
لأنها
النهرُ الأخيرُ
الذي يسقي جذورَ الصبر،
ويُعلِّمُ الحجارةَ
كيفَ تبقى
شاهدةً على القيامة.

بقلم دنيا محمد.

ليست هناك تعليقات: