"معبد الفقراء"
في قلبِ المدينةِ المهجورة،
وقفَ المعبدُ بلا سقفٍ،
وأبوابهُ مشرعةٌ على صمتِ العالم.
كلُّ حجرٍ فيه يئنُّ بحكايا الجوع،
وكلُّ عمودٍ يحملُ ثقلَ الانتظار،
كأنَّ الفقرَ صارَ لغةً،
والعوزُ شاعِرًا لا يخطئُ الوتر.
المصلّونَ فيهِ بلا صلاة،
يمرّونَ على الجدرانِ المتهالكة،
يقرأونَ الأملَ بينَ شقوقِ الطين،
ويضعونَ عزاءهم في جفونٍ متعبة.
الشموعُ تُضيءُ وجوهَهم،
لكنَّها لا تُضيءُ الداخل،
فالنورُ الحقيقيّ
يختبئُ في صمتِ اليدِ الممتدة،
وفي ابتسامةٍ سريةٍ،
تصرخُ بصوتٍ لا يسمعه أحد.
المعبدُ لا يعرفُ ذاكرتَه،
هو فقط شاهدٌ على ما لم يُقال،
على الدموعِ التي لم تُسقِ الأرضَ،
وعلى القلوبِ التي صارت أحجارًا
تحت وطأة الغيابِ.
وكلّ من دخل،
أدرك أن الفقرَ ليسَ عوزًا في المال،
بل جوعٌ للإنسانية،
للأمل
للأمان
للنورِ الذي تأخّرَ كثيرًا عنهم.
هنا،
يتعلمُ الفقراءُ أن يكونوا معبدًا،
وأن يكون المعبدُ إنسانًا.
بقلم دنيا محمد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق