"في عتمة الحافلة"
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
قرين
-٣-
التفت إليه لتلتقي نظرتي المباشرة بنظرته وإبتسامته التي لم تزعجني أبدا بقدر ما أشعرتني بالارتياح.
إذن لم تكن فتاة ..!! بل فتى صغير ،كان يرتدي ثياب الرياضة البيضاء الأشبه بثياب لاعب التنس الأرضي.
لكنها كانت ضيقة جدا وخفيفة بحيث كانت ملتصقة بجسده، فبدت كما وإنها جزء من جسده.
كان مابين مرحلتي الطفولة والمراهقة ،لعله في الحادية عشرة ..أو في الثانية عشرة من عمره.
مد يده مصافحا ..مديت يدي ملبيا بلا أي امتعاض أو انزعاج ،لكن بمجرد أن صافحته حتى إتضح لي الأمر، فقلت :
-ياإللهي الأن عرفت معنى إبتسامتك؟
- وماذا عرفت.
-أ..أنا..!! من أنت أيها الفتى ..؟!! ياإللهي ..!! أنك تشبهني في مرحلة مراهقتي..لقد تذكرت..بل تأكدت ..أنت؟
-بالطبع وأنت تشبهني في مرحلة شبابي.
-وما أدراك بمرحلة شبابك؟
-ألم تقل بأنك تأكدت ،وعلمت !!.
-وماذا علي أن أعلم؟
-أنا كذلك..كما قلت أنت.. في مرحلة مراهقتك..أنا أنت.
تمعنت النظر به جيدا وقلت أخيرا :
-ياإللهي..هذا صحيح أنت أنا؟
-وأنا أنت.
-وكيف حدث هذا ..ولماذا جئت في تلك المرحة العمرية تحديدا؟
-لأنك تحب نفسك أكثر في تلك المرحلة ..مرحلة ذكرياتك الجميلة..أنا أسرارك ..أنا تاريخك ..أنا فرحك وحزنك، وكل شيء عنك وكل ماتحب..أنا دموعك وإبتسامتك،أنا عشقك لشخصك المخلص المحب ؟
- أخشى أن تكون قريني؟
- أن كل ماتخشاه موجود بيننا الأن ،جميعهم مجتمعين،وأنا أراهم ،لكني أطمئنك.. أنا روحك.
في تلك اللحظة كنت أشعر بنفسي متنقلا ،فحين أكون مكانه..على مقعده ..وبداخله..وأراه هو مكاني ..وعلى مقعدي فتشتت فكري وشعرت بالقلق لأول مرة ،هل هو شعور الموت ،فقلت محاولا معرفة الأمر بسرعة :
-فهمت ..والأن؟
-بما أنك تشعر بالملل من كل شيء ،رأيت أن أصطحبك برحلات كي أنقلك من عالمك الممل هذا ،إلى المستقبل البعيد ،بالطبع هذا إن كنت ترغب بذلك.
-في تلك الأوضاع التي نعيشها أنا أقبل وبكل سرور ..لكن لماذا؟
-لأني أنا نرجسيتك المستترة..وأنا أرى بأنك تستحق كل شيء جميل .
-وإلى أين تنوي اصطحابي ياأجمل ذكرياتي ؟
-كما أخبرتك قبل قليل ،إلى....المسسسستقبل البعيييييد.
- ولماذا لايكون إلى الماضي ،حيث الذكريات ،وماهو أبعد من ذلك ؟
-لأنك تعرف ماضيك وذكرياتك جيدا ، فلماذا تعود إليها ..لربما ترى ماهو أجمل من ذكرياتك في مستقبلك البعيد ،روحك في جسد آخر؟
-اهذا ..صحيح؟
-لعلك تشك في قولي .
-أن مجرد حضورك لايترك لي أي مجال للشك؟
-لكن ..؟
-لكن ماذا.
-أن حتى الشيء الجميل قد يكون فيه بعض الشوائب..كما أن للوردة الجميلة أشواك ،وللنهار ليل ؟
-لم أفهم؟
-أي يمكن أن تذهب إلى المستقبل، وتشعر أيضا بالضيق من بعض الأمور بحيث تتمنى العودة إلى الحاضر.
-بكل تأكيد؟
-وخصوصا أن تلك المرحلة التي إخترتها لك وأحداثها تسبق الموت بأيام .
-..........................
-لماذا صمت ياعزيزي ،أما زلت راغبا بالذهاب أم لا؟
-فقط أريد أن أسألك ثانية .
-إسأل؟
-أأنا حي الآن أم ميت !!
عندما إجتاحت جسدي رعدة من جديد قال وهو يقترب مني معانقا ليخترق جسدي :
-أن الموت حق ،لكن أنت حتى هذه اللحظة ..حي ،ولا علم لنا متى يحين أجلنا ياعزيزي ؟
-إذن لنذهب .
-إلى هناك؟
"والقصة بقية "
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق