"في عتمة الحافلة "
سلسلة قصصية
بقلم:
تيسيرالمغاصبه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
تبادل زيارات
دون أن أنظر إليها نظرة مباشرة ،عرفت بأنها ترتدي الخمار ،ولهذا السبب لن أتمكن من معرفة إن كانت كبيرة أم صغيرة،جميلة أم قبيحة.
وطالما هي ترتدي الخمار فلماذا إختارت الجلوس إلى جانبي تاركة المقاعد الخالية ،كذلك كان بأمكانها الجلوس إلى جانب امرأة،أو حتى الجلوس وحدها.
ياترى لماذا هي تغطي وجهها ؟،هل ذلك على سبيل المبالغة في الإيمان؟،أم هو للحفاظ على بشرتها من حرارة الشمس الحارقة.
لكن جميع تلك التساؤلات كانت بلا مبرر ،فماذا يعنيني من أمرها، ثم طالما أنها مرتدية حجابها،ملتزمة،فهذا يكفي .
جلست، وقبل أن تريح ظهرها على المقعد قالت:
-مرحبا؟
أجبت:
-اهلا بك سيدتي؟
عند ذلك فاجئتني بقولها:
-كيف حالك ياغريب؟
بالرغم من أن صوتها لم يكن غريبا عني إلا أني أجبت مستوضحا:
-عفوا أتعرفينني سيدتي؟
-وألم تتعرف على صوتي بعد .
وفي الحقيقة كنت أمر بحالة بحزن طويل الأمد كان كفيلا بأن ينسيني كل شيء جميل ؛حتى صوتها ،فقلت:
-في الحقيقة أن صوتك مألوف لدي ..لكني لم أتذكرك بعد ؟
هزت رأسها بأشفاق ثم رفعت الستارة عن وجه منير كالبدر وقالت:
-والأن؟
قلت وقد أعادتني إلى الوراء لسنوات طويلة ،لتعيد إلي حزني القديم من بدايته ،حاولت جاهدا الخروج منه لكني لم أستطع، وقد نسيت صوتها لأنها كانت قليلة التحدث ،لكن بقي طيفها حاضرا .
قلت :
-ملاك؟
-نعم ..ألم أخبرك بأني سأبقى بقربك دائما.
-نعم لقد أخبرتني بذلك لكن..لكن هذا لم يكن كافيا ..أنت تسببت لي بحزن بلا نهاية منذ ذلك الوقت..كم أنت قاسية ياملاك؟
-حرام عليك أن تظلمني هكذا ياغريب ..فأنا لم اتخذ قراري إلا بعدما أدركت بأن لاأمل في أن نكون معا ..فأنت تعلم بأن أسرتك وأسرتي على عداء دائم لاينتهي؟
-لكن كان من الممكن أن نهرب معا كما أشرت عليك .
-لكن ذلك لايجوز ياغريب ؟
-لماذا لايجوز ..وأليس نحن نحب بعضنا منذ سنوات طوال ؟
-لكن المجتمع لن يرحمنا ..إن نحن اقدمنا على تلك الخطوة.
-لعن الله المجتمع؟
-لا ..لا ياعزيزي لاتلعن ..أن الله لايحب اللعان السباب.
-لكني وبسبب هذا المجتمع لم أخرج من حزني ..وقد عشت عدة قصص غرامية بهدف نسيانك والخروج من حزني ..لكني لم أستطع؟
-بلى أن الزمن كفيل بمداواة الجراح والأحزان ياعزيزي فلابد أن نلتقي في الجنة ..ليتك لم تفعل ذلك؟
-لكني أردتك في الدنيا لا في الجنة .
-لاياعزيزي لاترتكب مزيدا من الذنوب؟
-حسنا سوف اقوم بزيارتك بمجرد وصولي .
-لاارجوك ياعزيزي لاتفعل ..لقد وعدتني من قبل بأن تكف عن تلك الزيارات وأن تكتفي بزياراتي أنا لك؟
-بل سأفعل وساجثو على ركبتي كالعادة وابكي ..لن أتوقف عن البكاء حتى تقبلين بأصطحابي معك.
-أنت تعلم أن ذلك لايمكن وبفعلك هذا أنت تحرقني بدموعك ياعزيزي ولن أستطيع فعل أي شيء لك ..ماهذه القسوة ..حسنا سأغادر الأن ..سأغادر ..؟
-ها أنت تفعلين الشيء نفسه..لكني سألحق بك.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
عند الوصول توجهت إلى الحائط المرتفع، وطلبت من الحارس أن يسمح لي بالدخول، لكنه أعتذر بسبب الوقت المتأخر من الليل ،وأنه لايوجد زيارات في ذلك الوقت من الليل ،لكن بعدما رأى عيني المرورغتان بالدموع. وافق على مضض على ألا أتأخر في الداخل.
قام بفتح البوابة الكبيرة ،ولجت إلى الداخل ،مشيت حتى وصلت إلى ضريحها ،جثوت على ركبتي واحتضنته وأجهشت بالبكاء وقلت معاتبا :
-ها أنا زرتك كما وعدتك ياملاك .
"إنتهت القصة "
"وإلى قصة أخرى "
تيسيرالمغاصبه

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق