الاثنين، 10 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{معصور داريا}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{موسى العقرب}}


معصور داريا

اقصُ عليك حكايتي وقصها
يبكي العراق على مدمع سوريا
والقلب كاد ينفطر معصورا
كزيتون الزمان معصور داريا
لا الموت يبكيني حفره للحد
ولا القبر لاقى جثتي المتهاويا
تهت في مهجر العمر أركض حافيا
ياليتك تعرف قدمي كم لمست جراحيا
والروح ماعادت لجسدي مثلما كانت
فرت شاردة من هوال نواحها لحاليا
وكم قرأت بمصابك الما كفر البكاء
ومازال يبكيك كأنه عين جاريا
أو لا إني أود لقائك ضما تضمني
أو لا ترى مصابك مربوط بمصابيا
بغداد كما دمشق تمزقت طرقها الماً
هرب أهلها وحل في نواحيها كلاب ضاريا
لا لوجعٍ راح يودعني كسيرٌ ولا ناجٍ أنا
ومنه لم يفر اليتيم وأيامه أمٌ ظهرها حانيا
تراني اكتب والألم يناشدني قسرا
دعهُ فقد سرقتْ أيامهُ والدار برحيلها خاويا
كصحراء أمطرت شمسا أعصر خلوتي
برمال المآسي خطت خطاها قافية
فيا ليتنا نسقي بقايا قبورنا زواراً نزورها
وياليت أطراف الحديث يختبئ بزوايا ردائيا
فكم طالَ الجرحُ ملحٌ حط على مدامعي
جرح الفؤاد والصمت بات بأهواله مرائيا
غصت مفجوعة اناملي تقسُ كاتبةٌ
تحمل نعشينا كشاهد والتابوت تحمله إيديا
على من نعاتب والعتب مرفوعٌ من جزعٍ
والمصاب جللٍ يعتصب بنايات بقائيا
سأكتب وأنت كن لي سندا الوذ به
إذ تهدم جدار العز الماضي من أجداديا
لا حسرة أحمل ولا أسى يفك أسري
فأنا الحسرة التي جَسدُها يغزُ فنائيا
تلوت الآيات والقرابين نذوراً قدمتها
إذا عادت دياري وعدت أراها راضيا
تمزقت وأني رأيت بكاها يمزقني
وألف قطعة تقطعت وأصبحت مثلي باليا
الوذُ والفرارُ صائمٌ لا يَفطرُ يرى شفقاً
إذا غربت لم تشرق لتسعف إفطاريا
أنا المذبوح بيد إبن جلدتي عمداً
أنا لو رأيتني لرأيت تناثر أولادي واشلائيا
فارقتُ أمي وفارقتُ أبي والحي منا
يأن جداره والباب يطرقه الصدى راجيا
في كل زاوية ترانا اختبئنا نقبلها
كيد ممدودة بالذكريات تنتظر ايابيا
صبراً يا أخي إن عادت ديارنا سنسألها
أمازالت تعرفنا والشوق مازال ساريا
أم تغربت بعد غربتنا وتاهت احيائها
وتكالبت عليها الهموم والهدم رأها عاريا
آه والآه تعرف كم من الويلات تختالني
إذا جن الليل لم يجد نهاراً على انهاريا
أراك تراني وأراك تسبقني بكاءاً يخنقني
حل محل نحر العيد والقرابين والأضحيا
هزتني ذكرياتُ تأريخ الفةٌ ما تعاشرت
كإننا كنا أغراب واجتمعنا في عزائيا
لا الموت هز أصرت الزمن يذكره
كنا فيك نلملم هاهنا بقايا لحم غذائيا
بنهشِ ضباعٍ غرزتْ انيابها ومخالبٌ
لاحقت غربتي وصوتي بحَ ينادي بلاديا
هجونا الزمان لزوماً لمناه لماذا تركتنا
وفي مهاجر الذل لم أجد فيك ملاذيا
مكبلٌ مقيدٌ أسيرٌ كذبوا لنجدتي قالوا
من لأبواب الردى نَصَّبوا الخيام لإستسلاميا
نهبوا الرحمة ولا قلوب لهم علينا
فرقونا لأسباب الموت ظلماً والقتل ماضيا 
سنعود لبغداد والشام لعلنا نزفها
كعروس تستقبلنا لتحمي كبريائيا 
ونرسم بنوارس أحلامنا حلم كان
وجيلاً بعدنا يعتصم يحيى ويعيد أحيائيا 

سفير المحبة الدكتور
موسى العقرب

إبن العراق 

ليست هناك تعليقات: