أروني
دعوا قلمي يُفتّشُ في العبرْ
ويبحثُ في القـــــــبور عنِ الأثرْ
دعوني في الخيالِ مع الخوالي
فرُفْقتُهم تعينُ على السّـــــفرْ
وجدْتُ مكارمَ الأخلاقِ فيهمْ
وفيهم قد وجدتُ ندى العــــــــبرْ
لهمْ حِكَمٌ بها التّفكيرُ يحْيى
فيُحيي في تأمّلنا البـــــــــصرْ
وتنتفضُ البصيرةُ في رُؤاها
لتصْـــــــنعَ بالنّبــــوغِ لها قدرْ
بِناقوسِ البيانِ دَقَقْتُ حَرْفي
وعبرَ المُفرداتِ صَنعتُ زحْــفي
سأعلنُ عن ولادةِ زمْهريرٍ
وأطعنُ بالرّماحِ رَهيـــبَ خــوْفي
ومن رَحمِ العُروبةِ جِئتُ حُرّاً
فقوّى اللهُ بالتّوفيقِ ضُـــــعفي
لأُخْبرَ أمّتي بوُصولِ فجْرٍ
أشعّةُ شمْسهِ انفجـــرتْ بجَـــوْفي
سأصْرخُ كيْ ينالَ العزمُ منّا
فنحنُ اليومَ أشْـــــبهُ بالخِـــرافِ
نبشتُ بِمعْولي إرْثاً تليــــدا
به الأدبُ ارْتقـــــــى فبدا جَديدا
وجدْتهُ في الهُدى تِبراً نفيساً
ونوراً في الظّلامِ لنا مُــــــفيدا
فسرتُ إليه في خلدي حثيثاً
كأنّي في الخُطى كنــــتُ الوليدا
وشعّ الفقهُ في العينينِ لمّا
رأى التّفكيرُ في نَظري بعيـــــــدا
رأيتُ لسانَ قوْمي في خيالي
لساناً يسْـــــتطيعُ بأنْ يزيدا
تقزّمَ مجْدنا عرضاً وطـــولا
فصــــرْنا في مواطننا وُعــــولا
نُجعْجعُ في الكلامِ بلا طحينٍ
ونزعمُ أنّنا نبْنــــي الحُـــــــلولا
ونتّهمُ اللّسانَ بدون فــقهٍ
ولا علمٍ يعلّمُــــنا الأصـــــــولا
قضينا في التّخلّفِ ما قَضيْنا
ونحنُ اليـــــومَ يلزمُ أنْ نقــــولا
ويلزمُ أنْ نكونََ بكلّ عـــــزْمٍ
شعوباً تستــــحقُّ بأنْ تصــــولا
ندوبُ السّحْلِ في جسدي تشيرُ
إلى قهْرٍ تحمّـــلهُ الضّـــــــميرُ
نزلتُ على الكراهةِ في سجونٍ
بها الجلاّدُ يرهبهُ الأســـــيرُ
رأيتُ هنــــــــالكَ الأيّامَ سوداً
وقهرُ النّاسِ شرٌّ مُسْـــــتطيرُ
رموْني في الزّنازنِ مثل وحْشٍ
كأنّي في الورى بــشرٌ حقيرُ
وفي قبر العقابِ قضيتُ عقداً
من الأعوامِ يعلمهُ الخــــــــبيرُ
دعوا التّفكيرَ يبتـــــكِرُ الأملْ
فإنّ الشّــــــعبَ قد فقدَ العــملْْ
متى نعقلْ مقاصدَنا سَنحْيا
بنورٍ في العـــقولِ وفي المُـــــقلْ
ونحنُ إذا نفوسُ النّاسِ شاءتْ
تَسلّقْنا الشّعابَ إلى الجـَــــبلْ
ورثنا الفقهَ في التّـــــنزيل ديناً
وذلك في الحياةِ هو الأمــــلْ
نرى الدّنيا مَمــــــرّا نحوَ خُلدٍ
به الرّحـمانُ قد فرضَ الأجـلْ
أروني أمّة رقدتْ قُـــــــــــرونا
وأغلقتِ البـــصائرَ والعُيونا
نُدهْدهُ في الرّؤوسِ بغير فهمٍ
ونرفضُ أنْ نقــــــومَ وأنْ نكونا
إذا مالَ الوجودُ بنا ارْتَعشْنا
ونحنُ بدينِ ربّي مُــــــسلمونا
نخافُ الغيرَ والرّحمانُ ربٌّ
فهل نحنُ الرّعاعُ الظّالمــــــونا
إلهي أيْقظِ التّفــكيرَ فينا
فعفوُك بالهُدى أحْيا القُــــــــرونا
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق