السبت، 27 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{أحبكِ كما لو أنّني لستُ شاعرًا}} بقلم الكاتب اللبناني القدير الأستاذ{{محمد الحسيني}}


أحبكِ كما لو أنّني لستُ شاعرًا 5
"حين أقول أحبكِ بلا مهنة"

لم أصل لأقولها،
بل لأتخلّى عمّن كان
يحتاج أن يقول.
كلّ ما فعلته سابقًا
كان دفاعًا:
اللغة،
القصيدة،
حتى الغيرة…
كانت دروعًا رقيقة
أختبئ خلفها
كي لا أُرى.
الآن
أنا مرئيّ أكثر من اللازم.
كنتُ أظنّ
أن الحبّ اعتراف،
ثم فهمتُ
أن الاعتراف
آخر ما يفعله الحبّ
قبل أن يهرب.
أنا لا أقدّم لكِ كلمة،
ولا أترك علامة،
ولا أعلّق نفسي
في جملة أخيرة.
أنا فقط
أُزيل نفسي
من الطريق
الذي تسلكه الكلمات
حين تُقال.
ولو سألتِني الآن
أين وضعتُ «أحبكِ»؟
سأشير
إلى ذلك الفراغ
الذي تشعرين به
وأنتِ تقرئين هذا السطر.
هناك.
بالضبط هناك
أعيش بلا اسم،
ولا مهنة،
ولا خلاص.

         ★★★

الحبّ لا يُقال…
الحبّ يترك أثرًا
ثم يختفي.
✍️ محمد الحسيني ــ لبنان

 

ليست هناك تعليقات: