الأحد، 28 ديسمبر 2025

نص نثري تحت عنوان{{جمال الغروب أضناني}} بقلم الكاتب التونسي القدير الأستاذ{{سميربن التبريزي الحفصاوي}}


 *جمال الغروب أضناني..


جمال في لون الشفق الداكن
 بالغيم القاني...أضناني...
همس وأنين...
يداعب عذب ألحاني
أشواقي غيمة    تتلاشى نصفين...
تمتد على هذا الرحب...
تنشر فيض أحزاني...
وفي الأفق  وجد وحنين..
بعمر دهر و سنين...
وفي لون السماء  ومض
 وشهاب يشق عباب العتم
طيف لهاب تسرقه عيني
كالسهم يمر  بين  نجمين...
والبدر الحالم بالنور
يسافر في  مجرى النهر
نجوما في موج الماء
لمعا على مدى الجريان
وفي مقلي  يبث النور
 نشوة في عين حالمة...
روض يحضن بستان
والصبا شوق وهبوب
عبق ورياح وجنوب
ونسيم الغرب إذا يسري 
ينعشني وينشيني...
وأصيل الشمس أحمر قان
غروب يرنو لغروب...
ونسيم يداعب زهر الرمان
جلنار وواحة فيحاء
ونخل قطفه دان
حلم و ليلة مقمرة و حالمة
نبض وقلوب
صورة في العين ترتسم
يمسي  البدر فيها
 من سحرها   بدران...
يا هذا الليل إذا جن..
يا سكني في باح الشوق
يابيت حزني وأشجاني
خذني لأمسي مشتاقا
وٱملأني..
أنسا...نورا ...وأماني...
يا أنت...
يا لحن أغنية وأمسية من أمسي
 من صيف منسي وقصي...
جني وحصاد...
أشواقا تعزف ألحاني
سمر وسهاد...
ليل وحصاد...
جمال في لون الشفق الداكن
وغروب قد أمسى حزينا
بالشوق أشجاني وأعياني
يا لون عشب قد نبت
في طلل مهجور وثغور
أزهرت بالصمت 
على سور الرومان
وصدى صوت من ماض ولى
أغنية منسية...
وصهيل...وخوار... وصياح
ونعيق لأتان...
وثغاء  ونباح  صمت
في دروب لقرى الأمس
وقطيع يعود من عشب 
يجتر سعيد و شبعان...
وصبي في دورب قريتنا
لهو وشقاوة صبيان...
جمال في لون الشفق الداكن
يؤنسني بالطيب والشوق
لربيع طفولة ولت وتوارت في الغيم...
ملامح صورة وأطياف
نحل وفراش وطنين 
ذات ربيع قروي... 
روض وغدير وجنان...
 وهديل يمام...
وحمامة أيك...
قد طارت  مع نورستان
وحلقتا  بعيدا في الغيم
 على شتاء هذا الحاضر 
الموحش بالخوف والقلق...
غريب سفري فيه كالبحر الموحش
ومرهق سفر الوجدان 
أسافر مع الموج الهادر والغادر
يبعثرني... ويجمعني 
عود البحارة للمرسى
ذات شتاء بارد الغيم
وريح باكي النورس
يرسمني في زبد الموج
ذكرى تتلاشى مع الزبد...
وتلملم بقايا إنسان...
رحلت أمي وأخذت طفولتي مني
 وأخذت بقايا ريعاني
رحلت وتركتني أتجرع مرارة يتمي
رحلت ونسيت ...
أن تعدُّ فطورَ ذاكرتي... 
وتكثرُ من مرايا الجنِّ من حولي
لتؤنسني إذا غابت...
فسفر  اليتم طويلِ وغريب يا أمي
أنا الحافي وحيدا و بردان
متعب في مدى سفري
وصخر الدرب أدماني..
أماه .. هذي القصةُ الشوهاءُ
 تأكل من عظام أغنيتي
وتشبعني صمتا لليل
وأنسي أوغل نسياني
جنٌّ سيسجنني بخاتم بطشه ِ
لا الصبحُ ينقذني...
 ولا ناي الحزن في ذاكرتي
عزف كمدا ألحاني...
يا غربتي في هذا الكون
 لا شيءَ يشبهني سِواكَ يا غربتي
ولا فجر  الحاضر  بنوره الباهت
وشح زهو ألواني
أرى في لون الشفق الداكن
 بالغيم القاني...
غيمة تتلاشى نصفين... تمتد
على هذا الرحب...
تنتشر على وحشة أحزاني...

-سميربن التبريزي الحفصاوي-🇹🇳
((بقلمي))✍️✏️

ليست هناك تعليقات: