عهد الوفاء
لا والله ماكان الحب هباء
ولا جفاء بل صدقا نال الاعتلاء
احببتكم من كل قلبي دون رياء
ولكن انتم قيد رافقني في الصباح والمساء
إن لم تشعروا فما ذنب انا بالرثاء
اشتقت إليك كثيراً مافادني صنعاء
بلاد الله واسعة وانا فيها فضاء
حكم حبي لك بهذا القضاء
فما عساي أفعل وانت بقيد السجناء
كيف افك قيدك وكيف اعطيك الماء
وكل يوم اركض إليك واجد البعد فناء
صرخت ألم تسمعي ياجنة الطيب صراخي هباء
عالمك بعيد عن عالمي فأين الدواء
قد أعياني الاشتياق وشارف عمري على الانتهاء
ماذا أفعل وماذا اقول وانت اليوم بالادعاء
تقولي انا ليس لي في حبي وفاء
اي جرح أعمق من هذا الابتلاء
كيف أخبرك أنني ابحث عنك في حواء
كيف أخبرك وكل يوم التسميات بما نشاء
واقرأ دموعي نزلت بمجاريها حتي الاختفاء
أين الليل الذي يخبرك كيف يكون المساء
أين الصباح لينطق بالاشواق للعناق
كيف اكتب ولم تعلمي كلماتي فيها إخفاء
ماذا أقول بعد هذا آن لم تعرفي في قلبي نقاء
سأصبر وابكي حالي حتى يحكم رب القضاء
أين انتي أين عيونك الخضراء
أين نيل قلبك وكيف طعم الماء
سأذهب بعيداً لعلي اطفئ شوق الصحراء
وتمطر ايامي بجروحي على السواء
كيف يغفى قلبك وانت تقتليني بلا عطاء
ساخلع ثوبي وامشي عريانا لتعلم النساء
إن حبيبتي طعنتني بسكينها دون شفاء
ورمت بي هكذا عريانا في العراء
شكرا لك على مطاوعت الشعراء
شكرا جزيلا الموت ابقى من الافتراء
سيكتب قلمي إليك بكل أحرف البكاء
أحببتها وطاوعتها ونازلتها بأحرف الهجاء
هي نعم جميلة سمراء وبيضاء وشقراء
فقد بادلتني بالهجر والبيع دون الشراء
الف تحية لك يامن كتبتي عني بسخاء
وانزلتي رأس قلمك بحدته يشق الرداء
وكل السطور تتألم ولكن كيف يحن الحياء
اصفق لك على كلمات جرحت الصفحة البيضاء
وتركتها ممزقة بدمائها الحمراء
كنت أحسبه شوق ولكن سألت الدماء
وقطع الشريان واعتصر القلب فلا شفاء
آه ياحبيبتي كم كنتي قاسية عتمتي الضياء
وجعلتي من الاشتياق سكين الاشتهاء
يقتلني يمزق كل الاحشاء
أين ساحرة الشرق واين امل اللقاء
اهكذا تذهب ويحملها طائر العنقاء
سألجم فرسي حتى الموت دون غذاء
واحرق الربى وكل الورود الصفراء
وانثر دمي في كل مكان كالورود الحمراء
كما سأودع شهر رمضان بالبكاء
بقلم موسى العقرب
العراق
