الأربعاء، 20 أبريل 2022

قصيدة شعبية تحت عنوان{{رحل السند}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{احمد جابر سويلم}}


---- رحل السند ---كلمات الشاعر احمد جابر سويلم
قليلى يادنيتى
يلى غريب فيكى
بعد فراء السند
مبقاش حنان فيكى
قلبى كمان انوجع
وجراح جايه تناديكى
رحل الحبيب اللى مقوينى
اشكى لمين يازمن
ومين فى فراقه يعزينى
ابويا اللى فيكى ربانى
وكبرت فى حضنه اللى بيقوينى
لاشلت هم ولايوم جانى
وفى لحظة دق القدر بابى
فتحت خاد منى اعز احبابى
رحلو الاحبه وفتونى
وبقيت وحيد فى الدنيادى
لااخ ولااخت بينفع
اشكى لمين يازمن حالى
فاتنى ابويا فى ترحالى
راحت معاه الحنيه
يارب انت رؤف ورحيم
قادر يارب تعوضنى
ومن حنانك ترضينى
معادشى غيرك يواسينى
نورك يارب بيهدينى
فى صلاتى هدعيلوا بالرحمه
ابويا قلبى ونور عينى
رضاك يارب يطمنى
نورله قبره وارضى عليه
والهمنى الصبر لفراقه

واقبل دعائى بالرحمه عليه 

قصيدة تحت عنوان{{وقِّرْ كبيرَِ السِّنِّ ولاطِفِ الصَّغيرَ}} بقلم الشاعر الأردني القدير الأستاذ{{فؤاد أحمد الشمايلة}}


 نفحاتٌ رمضانيَّة


الحلقة18

((وقِّرْ كبيرَِ السِّنِّ ولاطِفِ الصَّغيرَ))

•كبارُ السِّنِّ مراكزُ خِبرة
تدرِّسُ التَّحلِّي بالخلُقِ وبالتَّدبيرِ
وتروي الفكرَ نورًا وعِبَرا.
•توقيرُ الكبيرِ شرَفٌ
وعدمُ توقيرِهِ كِبْرٌ وعنجهيَّةٌ
وقَرَفٌ.
•كبارُ السِّنِّ هم رؤوسُ القَومِ
والباقي يتلقُّونَ مِنهُمُ الذَّوقَ والإحساسَ
والفَهْمِ.
•تبًّا لقومٍ لا يقدِّرونَ الكبارَ
وتعسًا لمجتمعٍ يهمِّشُهُم ويزدريهُم
بل ويذيقُهُمُ الهوانَ والصَّغَارَ
فهذا القومُ وذاكَ المجتمعُ منحطَّانِ
سيهويَانِ يومًا مهما ارتَفَعا في الميزانِ.
•كبيرُ السِّنِّ سَندٌ وعزوة
بوجودِهِ الى جانبِكَ تشعرُ
بالأُنسِ والقوَّة.
•بيتٌ يخلو مِنْ كبير
هو بيتٌ ينقصُهُ التَّدبير.
•لا تجعلِ الصَّغيرَ منكَ ينفُرُ
فلربًّما لا تستطيعُ كسبَ مودَّتِهِ
حينَ يكبُرُ.
•وقِّرْ مَنْ ربَّاكَ حتَّى بلغَ الكُهولة
وقِّرْ مَنْ جعلَ لكَ مِنَ الجِّبالِ سُهولا.
•وقِّرْ مَنْ-في تربيتِكَ-شاب
وقِّرْ مَنْ أفنى عمُرَهُ حتَّى وصلْتَ سِنَّ
الشَّباب.
•توقيرُ كبيرِ السِّنِّ يعكسُ فيكَ المَروءَةَ 
فإنْ لمْ توقِّرْهُ كانتْ مروءتُكَ مَبتورةً مَجزوءةً.
•وإذا ما جلسْتَ معَ الكبيرِ فحديثَهُ كرَّرَ
إيَّاكَ أنْ تُشعرَهُ بذلكَ وإلاَّ مِنْكَ نَفَرَ.
•اشْعِرِ الكبيرَ بأنَّكَ مسرورٌ فيما يكلِّمُكَ
فغدًا سوف تحتاجُ الى هذا الشُّعورِ في هرَمِكَ.
•زُرِ الكبيرَ في بيتِهِ كلَّما أُتيحَ لكَ المجالُ
يقدِّرْ لكَ ذلكَ وترفعْ معنوياتِهِ
وتُسعفْ لديْهِ الحالُ.
•تفقَّدْهُ ما استطعْتَ بهديَّة 
فالكبيرُ يرى الهديَّةَ بشكلٍ يختلِفُ عنِ الشَّبابِ
فهي تؤثِّرُ فيهِ معنويًّا ورمزيّا.
•وقِّرْ-ياولدي-كلَّ كبيرٍ
وعاملْهُ بكلِّ ضميرٍ
ولاطِفِ الصَّغير
 بكلِّ مايَسُرُّهُ
فأنَّكَ إذا عملْتَ بما أوصيكَ
فأنَّتَ-بخلُقِكَ-أمير.

فؤاد أحمد الشمايلة-الأردن

قصيدة تحت عنوان{{ليل ونهار}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد سليمان ابوسند}}


( ليل ونهار )
 بقلمي / محمد سليمان ابوسند

سرمدية الهواء
 نرجسية الطباع
 لم نتفق سويا فكلانا 
كالماء والنار 
والليل والنهار
 والشمس والنجوم والاقمار 
طريقنا يختلف
 وفي منتصفة نفترق 
يامن عشقت فيك الخجل 
ورحت أدقق في المقل 
ورأيت فيهما ليل السحر 
وخلوت منك بنظرتي للقمر 
في الليل يحلو معه السهر
 تحت الغصون مع الشجر 
وهربت منك عندما هطل المطر ولتعذريني أنني
 قد جئت من عصر وزمان يتوهان من سحرهما كل جن وبشر ولتذكريني وتعلمي أنني وأنت لم نتفق لأنك جنية وأنا بشر

بقلمي / محمد سليمان ابوسند 

مقال تحت عنوان{{الأسلام الحقيقي .. ونبذ الطائفية}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{سامي التميمي}}


الأسلام الحقيقي  .. ونبذ الطائفية . 

يقول الله عزوجل : 
بسم الله الرحمن الرحيم .(يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَٰكُم مِّن ذَكَرٍۢ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَٰكُمْ شُعُوبًا وَقَبَآئِلَ لِتَعَارَفُوٓاْ ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ ٱللَّهِ أَتْقَىٰكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ).
صدق الله العلي  العظيم 

للأسف أوجد بعض الساسة ورجال الدين وبعض الدول ومخابراتها  وعصاباتها خطط وطرق ومناهج وخطاب للتفرقة والفتنة والأقتتال داخل مجتمعاتنا العربية والمسلمة  . كلفتنا الكثير وضاع الجهد والوقت والأموال والخيرات والأرواح . وعشنا في دوامات وصراعات وأزمات بعضها ينتهي بخسارة كبيرة وبعضها يوّلد  لنا أزمات فرعية بعضها متوقع والأخر غير متوقع  وطويلة  جداً . وأدى ذلك الى  هدم الروح الأنسانية والقيم النبيلة . وصار الخلاف والنقد والتهميش والأقصاء والتنمر والتكفير مسعى محموم وقضية للتنافس الغير شريف واللاعقلاني واللامنطقي  موجود في تجمعاتنا الصغيرة والكبيرة على مستوى الأفراد والجماعات والمنظمات والمؤسسات والدول . 
ولم نفكر يوماً ما بالروابط التي تجمعنا وهي كثيرة وجميلة وعريقة وأصيلة وطيبة . من المفترض أحيائها والتفكير بوضع خطط وبرامج على مستوى الجامعات والمعاهد ومراكز البحوث لترميم العقل العربي والمسلم داخل مجتمعاتنا ولابأس أن تكون البداية  من  رياض الأطفال ومروراً بالمدارس والمعاهد وأنتهاءاً بالجامعات . 
ووضع قوانين وشروط وضوابط للمراكز الدينية والثقافية والأجتماعية ومؤسسات الدولة والقطاع الخاص .  بعدم المساس يالأديان والعقائد والأعراق والطوائف .والتثقيف والترويج لمنهج التعايش السلمي وأحترام الأخر مهما يكن عرقه  ولونه ودينه وطائفته وجنسه . 
لنرسم طريقاً معبداً جميلاً لأبنائنا وأجيالنا بعيدا ً عن التطرف والنعرات والفتن .  
ونحمي أوطاننا بالعقل والحكمة والتدبير .

سامي التميمي 

نص نثري تحت عنوان{{وتستمر الحكاية}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة {{حوراء علي}}


وتستمر الحكاية ...
بين صفحات الكتاب ...
رواية عميقة ...
أسرار كبيرة ...
حائرة بلاعنوان ...
في كل المدن ...
بحثت عنك في المدن ياحبيبي 
سألت الأبراج 
صداها زاد نحيبي ...
ناظرة للأحجار عل الطيف 
يمر بين خفاياها طبيبي ...
الصمت قاتل لاجدوى لمجيب 
توهجت للشوق كلماتي للبرج العتيق 
بحت للشوارع جرحك كالمجانين ...
بحثت عنك في كل المدن 
تستنجد الروح باللقاء أمل للحنين ...
عود ثقاب بين الزرع اشتعل الهشيم ...
يقودني إحساس عميق كضوء القناديل 
الحب نشوة العاشق كزهر النرجس 
زهوته الرحيق 
تهطل السماء لؤلؤها شاكية لها حر 
الصميم ....
تبكي العين دمعا للفراق كالنهر 
السكيب ...
خطيت اسمك على الجدران ذكرى 
للرحيل ...
لتشهد يوما عشق الروح للروح 
بالصدق للقلب البعيد 

بقلمي الشاعرة حوراء علي 

الثلاثاء، 19 أبريل 2022

نص نثري تحت عنوان{{لم أعد.أتذكر}} بقلم الكاتبة الجزائرية القديرة الأستاذة {{ملاك نورة حمادي}}


لم أعد.أتذكر  متى أنار عمود النور شوارعنا المهجورة 
العالم مريض جدا يواجه نوبات سعال حادة عليه تناول 
الكثير من الهلوسة ليستطيع تحمل تفاهة الكائنات المعمرة التي لا تتلاشى أبدا سبقت الديناصورات بملايين السنين  الضوئية ...يزعمون أني كفرت  بسطر شعر وحرفت قافية 
الضوضاء تعم آخر ساعات الليل وجفن متثاقل  يطارد ما تبقى من فجر أزرق ....
مسميات كثيرة للظلام 
تجوب  الكهوف المتعرجة تحاكي  الصخور هي  ليست بالآلات  أو حتى وحوش ، بل أيادي مكسوة بالأوساخ و أعواد  متشظية.  مناجم عميقة. قذرة ، ضيقة ورطبة ، جدرانها الخشنة تتلألأ بعرق يتخلل الهواء مثل ضباب كثيف. لا توجد شمس ولا حرارة على الإطلاق ،  ضوء النيران الوامض من المشاعل المثبتة على الصخور العارية بواسطة أقواس حديدية صدئة ؛ يشق طريقه إلى المكان المحظور .كسب غير المشروع  لمعان رطب على جبين مليء بالقذارة. 
شيطان  اتخذ شكل كائن بشري . فأل سيء يطارد الأيام المتكررة . لمن هم فوق الأرض  ، 
ثم أين سنكون؟ لا يوجد شيء في هذه الزاوية المريرة المغطاة بالجليد سوى حجر الشحذ الذي يطحن الفأس. دونه سيغادر الأسياد ، وسيتوقف العالم عن الدوران.
سقطت الشمس وعم  ضوء القمر الساطع  من المناجم يمسك بالهواء البارد ، مرتدًا من وجه منحدر رائع ومألوف يلوح في الأفق ، ويغمر العالم أدناه بضوء أزرق ناعم.
يستنشق نفسًا هشًا ونظيفًا ، ويسعله مرة أخرى.
الأرق يحارب  ملل الأنامل ليتلو آخر سطر من القصة 
لكن هيهات عالم النوم أقوى ..... 

ربما يتبع ...... 

ملاك نورة حمادي الجزائر 

قصيدة تحت عنوان{{روعة و لوعة الاشتياق}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{حامد الشاعر}}


روعة
و لوعة الاشتياق
قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر التام
مفاعلتن مفاعلتن  فعولن       مفاعلتن مفاعلتن فعولن
فلا    تحكم    علينا    بالفراق ـــــــــ يلذ     الوصل    دوما     بالعناق
أعانق كل ما   أهوى و    أبغي ـــــــــ و   بعض الود   يسمو    بالوفاق
يقول الشعر كي يزهو  ارتجالا ـــــــــ و   يخرج من يحب    عن السياق
و في دنيا الهوى مأساة  قلبي ـــــــــ تضاهي اليوم    مأساة      العراق
أنا وطن جريح لا    أرى     أ ـــــــــ ي شيء في انفتاحي و     انغلاقي
فلم أضحك بهذا الدهر    يوما ـــــــــ و أبكي صرت   كالطفل      المعاق
،،،،،،،،
نصالح كل شيء صار    فينا ـــــــــ ترى بعد  الخصومة       و الشقاق
لنا هذا الهوى شيئا غدا   هل ـــــــــ نلاقي ما   بدا          بعد    الفراق
و ما كان الهوى إلا     زواجا ـــــــــ فلا     ننهيه       يوما     بالطلاق
يد المشتاق ترسم في    سلام ـــــــــ فما شاءت تفوز على        المشاق
نسلم باليد الولهى على   من ـــــــــ نشاء نشد           حبا      بالوثاق
هوانا لا يهيم به       سوانا  ــــــــــ نحب         فلا     نبادر    بالنفاق
،،،،،،،
و طيفا من خيال أو     محال ـــــــــ فكم صرنا  نطارد     في     السباق
و كأس الحب يسكر في جنون ـــــــــ و يبقى دائما        حلو     المذاق
و نترك كلما   نشدو    عبيرا ــــــــــ يسمى الحب في      هذا    الزقاق
نسير على رموش الدهر     لما ـــــــــ نغني أو نطير      على    البراق
تهافت لا تدع     حتى      ترانا ـــــــــ سكارى  أيها الساقي    السواقي
،،،،،،،،،
و يهوى الموت حبي أن  يلاقي ـــــــــ و أشدو كلما        لهما     ألاقي
دموع العين لا تخفى       علينا ـــــــــ و يظهر ما نلاقي في       المآقي
يصير القلب محتضرا      مُعنى ــــــــــ خلودا هل يرى بعد       التراقي
و من بعد التنائي و      الفراق ــــــــــ فكم  يحلو      التقارب و التلاقي
أرى وجه المحبة في    عناقي ــــــــــ و أعلن دين حبي في      اعتناقي
،،،،،،،،،
أقبل زهرة الدنيا و      أمضي ــــــــــ سريعا للمعالي في         انطلاقي
و شعر الحب ما أحلاه  عندي ــــــــــ بسجع  أو       جناس    أو طباق
و ما كان الهوى خطأ   جسيما ــــــــــ شهدت فما به         بعد التحاقي
رأيت الحب شيئا لا     يضاهى ــــــــــ لسمع كان في شدو      استراقي
تشبع بالهوى قلبي      المُعنى ــــــــــ ككأس صار       يملأ    بالرحاق
،،،،،،،،
سرابا في اعتناق الحب    ألقى ــــــــــ و بي تبقى الحقيقة    في انعتاقي
و ألوان العذاب فكم       ألاقي ــــــــــ و لا ألقى هواءً في        اختناقي
أموت و ما بحالي أنت   تدري ــــــــــ و أصلى  النار حيا في    اشتياقي
و أحرق في الهوى بالنار  نفسي ـــــــــ يزيد و كلما أهفو        احتراقي
و من بلوى الفراق القلب  يدمى ــــــــــ يذوق الموت  من بعد     الفواق
،،،،،،،،
أقاوم لا أساوم        ما     أٍراه ــــــــــ جميل الشكل في هذا      الرواق
عيون الدهر تذهل لو     ترانى ــــــــــ أخط الشعر       نهجا     للرفاق
فلم تقرأ بعين     القلب    حرفا ـــــــــ و لم تكتب   نقاطا في     ارتفاقي
و بعض الحب يحيي كل  شيء ــــــــــ سأفني العمر في هذا       النطاق
فمرا صار في وطني     التنائي ــــــــــ و حلوا كان في زمني     التلاقي
،،،،،،،،
و ما أهوى بقلبي هل      ألاقي ــــــــــ و أحسوا الحب من كأس   دهاق
فهل ما كان    مزدهرا    ألاقي ــــــــــ و ألقى كل شيء  في      انبثاقي
و يسري بي فما فيها و  يجري ــــــــــ مع الذات التي أهوى    التصاقي
شعور الحب يرقى        للمعالي ــــــــــ و يبلغ ما علا بالشعر      راقي
يمد يدا إلى الساقي          نديم ــــــــــ و بعض  الحظ     للسكران باقي
،،،،،،،،
عدوا لا أجافي      أو     حبيبا ــــــــــ أصافي ساقيا يسقيه        ساقي
أكاذيب الهوى ما صغت    يوما ــــــــــ لها ما كان في الدنيا     اختلاقي
لهذا الحب   روعته       و فيه ــــــــــ كأعمى لم يرى الدنيا     انزلاقي
لهذا القلب لوعته و        عنه ــــــــــ فلم  أعلن أنا أبدا         انشقاقي
و من يهوى يعاني صار يجري ــــــــــ معاني حبه معها           اتساقي
و يخترق الهوى قلبي   و يحلو ــــــــــ لذاك الشيء بالشيء    اختراقي
،،،،،،،،

الشاعر حامد الشاعر 

قصيدة تحت عنوان{{سأكتب الى الأشجار أحزاني}} بقلم الشاعر الجزائري القدير الأستاذ{{زيان معيلبي}}


((سأكتب الى الأشجار أحزاني)) 

بعد الرحيل يزداد الجرح عمقاً 
سأكتب إلى الأشجار  أحزاني  
واجعل من حروفي قصيدة تغنيها 
طيور  الشوق  في كل وادِ 
وانكِ قصة لم يكتب لها الحياة 
تبقى تسكن بين الضلوع إلى المماتِ
وأطوي  ذكرك  في كتابي النسيانِ 
وراء  رفوف حلم الذي إنتهى وشاخ 
مع الأيامِ  يبحث عن انيس عن 
سند وظل يقتات منه ميلاده 
الجديد 
تلاشت حروفي وتمزقت  كل أوراقي 
ورحلت أنا في صمت  دون انتظري
إلى من كان يحيا ويسكن  أرضي 
التى إقفرتِ  وشاخت  من عجاف نهر الود 
الذي رحل  دون وداع.................!!!! 

زيان معيلبي (ابو ايوب الزياني) 

قصيدة تحت عنوان{{عتاب الليل}} بقلم الشاعر الفلسطيني القدير الأستاذ{{زهير الحلايقة}}


عتاب الليل......

مالي أراك أيها الليل الطويل 
تبخل علينا بالراحة وتحملنا الجميل 
نكافح بالنهار وتحرمنا السعادة يا بخيل 
نلجأ لك طلبًا للحب تُقابلنا بالعتاب والعويل 
تكشف عنا الغطاء وتستر كل خائن هزيل 
وتنسى ليالي الأُنس التي تُنعش القلب العليل 
أداري جراحي وألجأ لك أتأمل بك يا أصيل 
لِأغفو في ظلالِك وأنت تُرهقني فأين البديل 
أتعلم أيها الليل أن صدري ضاق فجئتُك دخيل 
لأشكو لك همي وأذرف دمعي حتى تراه يسيل 
وتستر ما تراه مني وتخفيهُ جيلًا بعد جيل 
أنتظر قدومك بفارغ الصبر وأمدحك بالأقاويل
وأُثني عليك بجميل الحديث وأدق التفاصيل 
أرهقتني الحياة ومن عليها ولم يبق إلا القليل 
أُشهد الله أني لم أعجز ولكن الهمّ أصبح ثقيل 
أَتمسك بخيط الأمل وأشكر الله منزل القرآن والإنجيل

     زهير الحلايقة..... فلسطين 

قصيدة تحت عنوان{{ألْقِ عصا الترحـــــــــــــــــــال}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{سرور ياور رمضان}}


 ألْقِ عصا الترحـــــــــــــــــــال

//////
ستون ونَّيِّف
وأنتَ وحدكَ تَتَأملُ بعيداً
تُلَمْلِمُ أحزانَكَ
وتَلزم الصمتَ
دعكَ مِنْ هذا التأمل
وألْقِ  إليهم السلام
وتَوقفْ
إيهٍ، في أيِّ فراغٍ تتأملْ؟
 تهيمُ في كل مرةٍ
تطير بأجنحة الأحلام
كلما غابت الشمسُ
خلفَ تخوم الوقت
و منحنيات الوجد والقلقْ
تَطل من شرفة الروح
تَتَيه بين الأحلام والشِعر
تنصتُ للنشوةِ في الآهِ والشَجَنْ
تَتلوّى بمرارةِ الغيابِ
تَمتطي ظهر الحنينْ
حنينٌ يتفيء انكسار الظل في الروح
روحيَ المتثائبة
الظمآى للسكــــــــــــــــــون
لكن الهمس الصاخب
كموج بحر يخاصم الريح
مثل مطرقة وسندان
يتداعى على القلب
لينهض الحُلم من جديد
يتدفق من وجع السنينْ
إيهٍ أَيُّهَا الحالم
ألْقِ إليهم السلام
وعصا الترحال
وتوقف، في أي فراغٍ تتأملْ؟   
   سرور ياور رمضان
العراق
٢٠٢١/٤/١٢

قصيدة تحت عنوان{{لقاء الحبيب}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{ فاتح سليمان ابو حكمت}}


لقاء الحبيب
لما تدانت للعناق جسستها 
الخدملتهب وثغرها قان
حرام قطف الورد دون سقاية 
نسقي الورود وكلنا رهبان
نسقي الورود وقدتخضب لونها 
مثل الجهاد سقاية الظمأن 
فضممتها ولمستها ورويتها 
اخذت ثأرا من شجرة الرمان
صحوت منتشيا وقدفارقتها 
يارسمها كم يصعب النسيان
لوخيروني بين ديني والهوى
اما هي  ام لعنة الشيطان
هي معبدي هي م
مركعي 
ومخلصي من نعمة النسيان 
هي امامي وقد اجول بناظري 
قلبي تعلق بجنة العدنان 
ماريح عطر الليل الا عطرها
قدس القدوس ودوحة الرهبان
يابنت انت نعمتي بل جنتي
قدذبت شوقا اروي العطشان 
بإشارة منك يعود للحياة
واشارة اخرى يكون الفان

الشاعر فاتح سليمان ابو حكمت من سورية 

قصيدة تحت عنوان{{وما غادرت}} بقلم الشاعر التونسي القدير الأستاذ{{الهادي عباس}}


----------   وما غادرت. ---------------

وعلى جفنيك
انهيت تسكعي
وتدثرت بحاجب
بالدفء قد غطاني
فلو رأيتني...
لله سوف تركعي
وتتأكدي
ان اكتظاظ الأزقة
عنك ما ألهاني
وأنه...ومهما طال تسكعي
لا عطر
غير عطرك يهواني
فأنا ..بعد طول تشرد
ما غادرت وطنا
وما تخبأت في الأركان
وما أدرت وجهي
عنك تهربا
وما تظاهرت أمامك
بالجهل و النسيان
وما نشرت حبك
في حيينا عنوة
وما تعاملت 
بالكتمان
لو كلفت نفسك
أن تبحثي
ففي كل جزء
من جسمك تلقاني
ففي عينيك
بنيت عمارتي
وعلى خدك
شيدتها بنياني
فلا وطن غيرك
يأويني...بعد طول تشرد
لتبقي انت 
ارقى وأنبل الاوطان
لتبقي انت
أرقى وأنبل الاوطان...

                   الهادي عباس-تونس (2020) 

نص نثري تحت عنوان{{جئت اليوم أسأل عنك}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المصطفى نجي وردي}}


جئت اليوم أسأل عنك
في زوايا البيت
أعارك شغبي الطفولي
وأستجدي
أشاكسني تارة
وأنتفض كالغاضب عن قطعة
حلوى معطرة
بزيت وزعتر
وتين مجفف كان
على الرفوف/ الخالفة
وأخطف قطعة من
لحم بالزبيب
وزبدة مملحة مع بيض
ودجاجتي تبيض كل
صباح..
وأختلس قطعة نقود
كنتِ  خبأتها في وسادة
لم أعثر عليها
ولم أضبط  قيمتها..
وكنت أزور  الغرف
كأني مودع
أستجمع زادي..
وكنت إذا دخلت غرفة
صافحتني صورة
أسد
كانت معلقة على الجدار
المقابل للباب..
وكانت كلما أطلت فيها
النظر
استفزنتني هيبته
وقبلتها...
أتيتك اليوم
والباع أطول أفتديك
لكنك صددتني
وأدرت ظهرك
للريح
ولم تجيبي سؤلي
ونجوايَ
فشددت على رأسي
وانهمرت دمعتان
كنت دسستُها في محجري
ولم أبكيك يوم
رحيلك
خوفا من فقدان
البوصلة..
            أمي :بقلمي  

     المصطفى نجي وردي   18\4\2022 

قصيدة شعبية تحت عنوان{{حنانك وحبك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{يوسف ونيس مجلع}}


بقلم يوسف ونيس مجلع -- ايطاليا بريشيا
اصدقائي الاحباء بمناسبة اسبوع الالام كلمة بالعامية بعنوان -- حنانك وحبك --
حنانك وحبك دول قد ايه ----------- ما كانش ذنبك وحاسبت عليه
هوانك وجلدك رضيت بيه ------- وجلالك فى صمتك ماقولت ليه
---------------------------------------------------------------
اللى هانك ولطمك غفرت ليه ----- حتى اللى نكرك برضو شاريه
بصبرك وجلدك والمر فيه -------------- تممت وعدك لادم وبنيه
---------------------------------------------------------------
ناديت بالخير المحتاج تعطيه ------ شافيت الضرير وشاف بعينيه
طريح السرير مشى برجليه ------ اسير الشرير حررته من ايديه
---------------------------------------------------------------
ملك الملكوت في مجد علاه --------- بوداعة وسكوت وطول اناة
عبرت الصلبوت زى الجناه ------- و ذوقت الموت و انت الحياة
---------------------------------------------------------------
الشمس غابت كساها السحاب --- رحمتك زادت وكسرت الحجاب
ونعمتك فاضت وبقينا احباب -------- و ما عاد بينا سور ولا باب
---------------------------------------------------------------
علمتنا ازاى تهون الجراح ------------ فهمتنا ازاى يكون السماح
نولتنا ابوتك و حضنك البراح ------- وهبتنا بقيامتك خلود الافراح

بقلمى يوسف ونيس مجلع --- مصر 

نص نثري تحت عنوان{{وداع}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{عبد الصاحب إ أميري}}


وداع
عبد الصاحب إ أميري
***
وداع 
كلمةٌ  تلاحقنا أينما نكون.
 في عرس، أو حفل مُجون
عزاء عزيز، ولى مودعاََ  دون وداع
كلمة لن تتركنا بأمان
معنا، معنا، 
ملتحفة بالف غطاء
في فض نزاع
زيارة حبيب
عيادة مريض
قد تكون في طعام تشتهيه
أو سفر، 
آسف،سيكون سفرك الأخير 
أقولها باعتذار،
اقولها همساََ وباختصار
لابد أن نودع يوماََ
لابد أن تودع، اليوم لم يعلن بعد
ولا الساعة  و المكان
ستذهب دون موعد بأمان
بهدوء واحترام 
يحملونك على الأكتاف، 
يحيطونك بأسم الرحمن 
موعدك قد يكون الساعة، 
ساعة افطارك
نجاحك
تحقيق أمنياتك 
 وكيف يكون،،؟ 
لا يعلم به إلا رب العباد
وداع 

عبد الصاحب إ أميري 

قصيدة تحت عنوان {{كان لي خل خلوق}} بقلم الشاعر العراقي القدير الأستاذ{{عباس كاطع الحسون}}


كان لي خل خلوق

كان لي خل خلوق وجميل
خالني قد خنت عهدي فمضى..

لم اجده منذ أن غاب وذاب
 حلم جاء بنومي وانقضى

هل يعود الحلم يوما واراه؟ 
ففؤادي بعده شوقا قضى

كان كالطائر قد فر وطار
كيف يرجى طائر جاب الفضا؟ 

أ هو هذا مايقولون قضاء؟ 
انا لا أفهم في حكم القضا

ليتني لم اره يوما وما 
قدري كان ولا الرب قضى

لي

عباس كاطع الحسون/العراق 

قصيدة تحت عنوان{{اذكرك صمتا}} بقلم الشاعرة العراقية القديرة الأستاذة {{رمزية مياس}}


اذكرك صمتا 
اسرج اسراب الامنيات..
اغوص في شذى الفصول..
اخترق عمق المتاهات..
اجتاح ضوء القناديل..
ابحث عن الوان الاعاصير في النبضات..
اتوغل في حنايا الوجدان..
اعطر الجو بنكهة الايام الماضيات..
فيطويني حلو الذكريات..
اذكرك صمتا
في فنجان القارئات..
اتحلق في سماء المشاعر والاحساسات..
ابحث عن بصيص الامل في الهلوسات..
اذكرك صمتا في محراب الامسيات..
اذكرك في الافراح في الاتراح..
وفي الاحلام الشاردات..
في الصحوة..في الغفوة..
وفي نعاس الفراشات..
اذكرك في الام فارتر والروايات..
اذكرك في دمعة جبران والابتسامات..
الغربة تقلع جذور صبري..
والبعد يغتصب الاحتمالات
يطفا الشعاع في المروج الخضراء..
وضباب الصمت يصعد الى السماء..
اشكوك صمتا لعيون السحابات..
فتصحو وتمطر لاليء ناصعات..
اذكرك في عيون الشهب اللامعات..
فتسخر وتتراكض نحو الاقمار الساهرات..
اذكرك صمتا بالاهات..
فالجاءالى  منافذ فردسك..
فاجدها مؤصدة الاقفال
وطيفك يزهو سارحا في دنيا الحنين..
فتختنق الصرخة بالشهقات..
يجتاح الالم رحاب الرؤى 
ومدى الاغتراب..
يجرف حصادالسنين
وياجج بكان الصمت في بعد المسافات..
يشتت الامال على الشناشيل..
يحاور نجمة السحر وشمس الاصيل
يوقظ الحلم من عمق السبات..
استفيق من الغفوات..
اغترف الصحارى والطرقات...
افترش صمتي..
اقلع الجراح من الجذور..
اجمع من مكامن المحال خيوط النور..
اكسر الاقلام..واحرق القصاصات..
تنفذ خزائن العبارات..
اتقوقع مع ارتعاشات الخريف ..
اكتب باناملي على رخام الشرفات..
وعلى الذكرى بصمت اضم الحدقات..
وبمضض اطوي الصفحات......

بقلم...رمزية مياس كركوك العراق 

قصيدة تحت عنوان{{أوراق لامعة}} بقلم الشاعر السوداني القدير الأستاذ{{السيد نجيب العربي}}


{ أوراق لامعة }  
                  

صراخ أوراق 
اقتربت كثيراً من أوراقي 
رأيتها لامعة وتثير غيرة أعدائي
بسرعة قررت حرق أوراقي فأحرقتها   
ولعلّ تلك في حرقها امحى امحى  
وبالفعل أحرقتها ولم أمح 

كتبت رسالة اهديتها لأعدائي
ربما كانت تلك آياتها آيات شيطانية  
كثيراً تشاءموا ولم يترددوا فأبلغوا
 إبليس وذاك وقرروا قتلي 
ذاك إبليس اللعين وتلك الروح روحي 
وجنتي هي حروفي وكل قصائدي 

ذهبت لشيخي أشكو له همومي
وعظني عندما أحس ّبالألمِ 
          ومن ثم ابرّد ناري
وقال لي أكتب شيئاً وقم انهض معي 
كتبت أشياء ثم نهضت ولكني 
نسيت بعض كتاباتي 
أبلغته وأردت عودتي 
أراجع نفسي مرة ثم أحفظ
 بعض خواطري
فاستأذنته مودعاً   

ولكنه زجرني ثم قام بضربي 
فسال الدم من فمي... آه من الوجع 
اذعنت وخضعت له....  ليته ما ضربني 
وكم تحليت بالأدب والصبر والحلم أمامه
فهو معلمي وقدوتي وإمامي

تقدمت كثيراً وتسارعت بلا شك  
صبرت وصبرت وأفتقد روحي
أردت العودة وليته عاد معي
قال لي أذهب فترددت كثيراً 
وتردد بصري كما تشتت أفكاري  
أخيراً قررت ....ولم أذهب ...ولن
فأعلنت توبتي وأغلقت فمي 

بقلم : السيد نجيب العربي
بتأريخ 18/4/2022

السودان 

قصيدة تحت عنوان{{حكايتها}} بقلم الشاعر اليمني القدير الأستاذ{{صلاح محمد المقداد}}


حكايتها !!..

حكايتها , ابْتَدَاءَُ , لإبْتَهَاجِيْ
وبالمضمُون تعني كُل سُعدِيْ.

وما تَعنِيهِ , يسمُو بي كثيراً
أتَتنِيْ كالسُؤال , وذَاكَ رَدِيْ !.

حكايتها , ابتَداءَُ , لا إنتَهاءٍ
لما اشتملتهُ مِنْ حُبي ووديْ.

حكايتها , شَجَا قلبٍ وشوقَُ
بما تعنِيهِ في قُربي , وبُعدِيْ.

حكايتها , الغرام , وكل , شيءٍ
يُفْضِيْ بيْ إلى عهدِيْ ووعدي.

حكايتها الجمال وسحر أُنثى 
وأنفسُ دُرة , نُظِمَتْ , بعقديْ

حكايتها السرور لقلبِ صَبٍ
وبحرَُ جَزْرَهُ , ضِداً لمَدِ !.

أذُوبُ في هواها لستُ أخشى
ما ألقَاهُ مِنْ , خَطَرٍ  لفُقْدِيْ .

ولا أخشى على , نفسي مُهيلاً
ولو أصبحتُ مِنْ ذا الحب مَردِيْ.

وقد أيقَنْتُ , أنيْ في هواها
سألقى الهَزْلُ فيهِ غير جِدِيْ .

تُمَنِيْنِيْ بما أرجُوهُ , منها 
وقد مَنََيْتَها , بتمامِ وعديْ.

لها حُسنٍ بديعٍ , قد سبانِيْ
لا يقوى عليهِ قَطْ جَهْدِيْ .

أطاحَتْ بالوقارِ وما كفاها
ماانتَهَبَتْهُ مني , بغيرِ يَدِ .

بسحر أنوثةٍ , ليسَتْ قليلَُ
وطرفَُ ناعسَُ لاشكَ يُردِيْ.

تُيدِيْ لهفَةً للوصلِ جَذْلى
مما قد , يُعيقُ وأي سَدِ !.

لقد بعثتْ إلى قلبي رسُولاً
طيف مِنْ لديها بَاتَ عنديْ .

قالت : يافتى الأحلام خدي
يُناديكَ , لكي تقطفُ ورديْ .

وإني هَيْتُ لكْ ,فأجنِي ثماري
وقد طابتْ على صدري ونهدي.

خُذْ ماشِئتُ , مِنْ عيني ,ومني
فإني قد , مَدَدتُ , إليك يديْ.

سيحمُلكَ الحنين إلى ,بعيدٍ
ويُرجعكَم , إلينا , صدق وديْ.

امنحني الحنان ودفئ حُضْنٍ
فروحي والفُؤاد , إليك أُهدِيْ.

وما كُنتُ  لأكذبكُمْ , حديثاً
ولا أعنيْ بهِ , يوماً , تَعَديْ .

وما حبي لكم , والود وهماً
ولا جاوزتُ بالأشواقِ حَدِيْ .

فإن كُنتُ الحكاية , غير أني
لستُ بها , أنا , حَتْماً لوحديْ.

فأنتَ , حاضرَُ فيها , كمعنى
سَمَا بالحُبِ يامقصُود وديْ .

وأنْتَ حكايتي , في كُلِ حينً
وأجملُ ماوجدتُ وصار عندي !.

صلاح محمد المقداد 

 17 إبريل 2022م -  صنعاء - 

الاثنين، 18 أبريل 2022

قصيدة تحت عنوان{{غبار الروح}} بقلم الشاعر اللبناني القدير الأستاذ{{علاء الغريب}}


{ غبار الروح } 

أطحنيني
يا طواحين سنيني
فـإني  بشموع العمر 
                  ما عدت أبالي
وما عادت ترهبني 
              عتمات الليالي
وينابيع الحياة 
لم تعد ترويني وتعنيني
فأنا من ندهت 
ألف ألف صوت 
للموت 
سرًا وجهرا 
فخذلني وولَّى مُدبرا 
وخاف أن يأتيني
نهرته 
   لاحقته 
          عاتبته 
              استفزيته 
شددت جلبابه وعرَّيته
ورميت عمامته 
داخل جبَّ رغبتي
كي يحملني وبها يرميني
ومشقت بوجهه سيف عزتي  
فلم يأبه بي 
ولم تهتز رايته
أمام عنفوان رايتي
أو تتعالى هامته
أمام قمَّة هامتي
ولم يلتفت صوبي 
  مصوبًا نصل سكين 
                        ليأتيني 
                      بنهاية ساعتي
           ويخطف روحي قبل الأوان

...2
يا جرحي المكدَّس 
على شواهد ألحان الموت المنتظرة
المنمنمة بزبد الطين والخزف
يا عرسي المترف
المغسول بماء الطوفان
ألم تأتي ساعة النزف 
وتبدأ أشرعة الروح  بعزف
آخر أناشيد الريح قبل الغرقان

...3
يا موج الموت المنجرف
اِقترب
كاقتراب العين للهُدب ولا تخف
فإن سندباد عنادي
أمام بحور الخذلان 
قد رفع راية الإستسلام
اِقترب واخطف غبار الروح 
فما هي إلا زوبعة
 تفوح داخل فِلجان 

              •علاء الغريب / كاتب صحفي 

ج(الخامس) من قصة {{عزرائيل}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرالمغاصبه}}


"عزرائيل"

قصة مسلسلة

بقلم :

تيسيرالمغاصبه 

-------------------------------------------

    -٥-

،،لن أعيش بدونك،،


تابع بلال حديثه :


-لقد كانت أصغرهن عمرا ،كانت  صغيرة..فإكتشفت علاقتها  بإبن الجيران بطريقتي  ..مستحل أن يحدث أي شيء في بيوتي جميعها دون أن أعلم به حتى وأنا بعيد..لقد كان الشيطان نفسه يخشاني ههههههههه أنصحك أخي ثائر بأن لاتتزوج من فتاة صغيرة لإنها حتما ستعشق غيرك ،ولابد أن تخونك إسأل خبير بالنساء؟


-ليس جميع النساء أخي بلال.


-أغلبهن،صدقني؟


بالرغم من الصداقة وعهد الإخوة التي نشأت بين ثائر وبلال ،ومحبة ثائر لبلال إلا أن ذلك لم ينسيه حزنه..فهو دائم الحزن ،وكذلك البكاء في خلوته ..أن دموعه لاتجف أبدا عن وجنتيه وقد إتخذ مجراها لونه الأحمر،

كان ثائر قد إستأجر منزلا في تلك القرية البعيدة عن عمان لتبقى زوجته آيات قريبة من أهلها فيما لو حدث لها أي طارىء بسبب إشتداد نوبات الربو خصوصا في فصل الشتاء ،

فكان يمضي عندها عطلة نهاية الأسبوع ؛الجمعة والسبت،وأن ذلك البعد قد زادهما شوقا لبعضهما ، فكانا يلتقيان كالعشاق بعد فراق طويل ،كان يعود إليها محملا بما تحب وتشتهي من الهدايا والفاكهة والحلوى ،

فكانت تنتظره في منزلهما وهي مرتدية كامل زينتها ،

فيدخل ثائر إليها لتحتضنه بلهفة وشوق كالطفلة تماما، فتختفي بين أحضانه فتكاد لاتظهر لصغر حجمها ونحولها،

من جديد تخرجه ضحكة بلال المرتفعة وضربة كفه على ركبته وهو يضحك :


-بالله عليك هل رأيت مثل هذا؟


فيرد ثائر دون أن يعلم عن ماذا كان يتحدث:


-حقا شيء عجيب.


تمر الناقلة بأرض مستوية فينحدر بلال إليها ليبعدها عن الطريق..ثم يوقفها فيقول لثائر:


-لنسترح هنا للصلاة وتناول الغداء والراحة،ومن  ثم نواصل أخي ثائر؟


-جيد أنا بحاجة إلى بعض الهواء النقي بعيدا عن رائحة الوقود.


يحمل ثائر قطعة السجاد بينما يحمل بلال حافظات الطعام والماء ويبتعدان  عن

الناقلة ويفترشان الأرض ويوقدان النار من جديد،

يستمر بلال بالحديث عن حياته الماضية إثناء تناول الطعام :


-إن الإنسان يستغفر الله كلما تذكر أفعاله الماضية التي تغضب الله ،لكن بعض الذكريات تفرض نفسها عليه،بل ويكون عنده رغبة ملحة في تذكرها؟


ثم إبتسم وقال :


-خصوصا مايتعلق بالفتيات الصغيرات؟


-يبدو أنك تحب النساء حد الهوس.


-جدا جدا ..فأنا أتمنى لو عشت في جزيرة للنساء فقط.. وأن أكن أنا الرجل الوحيد فيها؟


-أريد إن أسألك سؤالا أخي بلال .


-تفضل ؟


-كيف تستطيع القيام بواجبك من تلك الناحية مع هذا العدد الكبير من الزوجات ..دون مبالغة  بالقول.


-هههههههههه ألم أقل بأنك داهية هههههههه فهمت سؤالك ..لكنك لن تصدقني ؟


-سأصدقك ..عموما وإن لم أصدقك فأن ذلك لن يؤثر بشيء.


-صدقت ..إذا كان كذلك فأنا أستطيع القيام بواجبي وأن أمر على كل زوجة قريبة في نفس اليوم دون أن أرهق نفسي؟


كان ثائر يستغرب من أحاديث كثير من الرجال بهذا الشأن ،ويندهش من تلك المبالغات الغير مقنعة،والتي لاداعي لها ،يتابع بلال:


-نعم...وإلا كيف سيمنح الله من يموت شهيدا سبعين حورية في الجنة ؟


-لكن في الجنة ،هذا إن كنا من أهل الجنة ،هناك ستكون الأوضاع مختلفة من جميع النواحي.


إبتسم بلال  وقال:


-أتتمنى الجهاد والموت  في سبيل الله أخي ثائر ؟


تأكد ثائر بأنه قد إنحرف عن الطريق السليم وأنه قد إبتعد عن الله كثيرا منذ فاجعته،

لكنه منذ أن تزوج من آيات فأنه كان قد إكتفى بها وحدها ولايريد أي حورية ،ولن يستبدلها بجميع نساء الأرض،ويريدها هي فقط في الدنيا وفي الدار الآخرة أيضا.


*   *    *    *    *    *    *    *    *    *


كان ثائر طوال حياته وكما يقال بالأمثال "يمشي الحيط الحيط ويقول يارب الستر"

وعندما كان ملتزما لم ينضم إلى أي جماعة ..كذلك لم يطلق لحيته ،ولم يرتدي "الدشاديش" ،وكان يرتدي البدلات الرسمية ،

ولم يكن الجهاد واردا في أفكاره ومشاريعه القادمة ، فلم يكن يحلم سوى ببيت وأسرة وأولاد وامرأة صالحة تحبه ويحبها،

نهض ثائر وإبتعد عن بلال لقضاء حاجة ،هناك تجول مستنشقا الهواء الصحراوي ..فكان يرى آيات في كل مكان ينظر إليه ..الجبال ..الصخور ..الوديان،

أخرج سلاحه ..أعده ووضع فوهته على رأسه محاولا إطلاق  النار على نفسه ووضع حدا لرحلة الحزن التي بدأت منذ أسابيع قليلة ،وكاد أن يضغط على الزناد ،لكنه تراجع في اللحظة الأخيرة ،

عاد إلى بلال ..لكنه وقبل أن يصل إليه سمع صوت تمتمة ..أبطأ من سيره ليراقب مايحدث ،فرأى رجلا قد أمر بلال بالسجود  على الأرض تحت تهديد السلاح ثم وضع فوهة السلاح على رأسه.


(يتبع....)

تيسيرالمغاصبه 

١٧-٤-٢٠٢٢ 

قصة قصيرة تحت عنوان{{زيارتي إلى "السايكوثيرابست}} بقلم الكاتب القاصّ اللبناني القدير الأستاذ{{ربيع دهام}}


( زيارتي إلى "السايكوثيرابست"/ ربيع دهام / قصة قصيرة)

كانت قد بدت عليّ عوارض الإنفصام. هكذا صارحني أبي. 
ووافقَته، في حالةٍ نادرة وإستثنائية، أمي. 
"ما رأيك لو ذهبتَ إلى السايكوثيرابيست بلال؟ هو يقطن قربنا في المنطقة، ويُقال إنه أمهر مَن فَرْمَلَ ....".
" فرمَلَ؟"، أقاطعه.
" نعم. وكنت سأكمل الجملةِ لو لم تقاطعني. كنتُ سأقول. هو أمهر مَن فرمَلَ شطحات الدماغ". 
" شطحات؟".
لكزني بيده كي يشدّ من أزري : " يا جبران. أتريدني أن أكذب عليك؟ نحن، أقصد نحنُ من حولك، كنا نلاحظ طوال المدة السابقة، منذ سنتين تقريباً، أنك صرتَ دائم التكلّم مع نفسك. تتشاجر معها. تؤنبها. تعاتبها...".
أقاطعه مرة أخرى: " كل إنسان يتشاجر ويتكلم مع نفسه يا أبي".
يأخذ نفساً عميقاً. كأنه يتقصّد، بالشهيقِ المديد، أن يمنع كفِّه الأيمن من الإنقضاض على خدّي. 
يرمقني بنظرةِ الآسفين ويسرد: " يا جبران. كلنا نتحدّث مع أنفسنا. نعم. لكن ليس لدرجةِ أن نجلس على الجهة اليسرى من المائدة مثلاً، أمام صحن الطبق الشهي الذي أمامنا، ثم نحمل الشوكة والسكين كي نتناول الطعام، ثم نعدل عن ذلك فجأةً، ثم نركن الشوكة والسكين جانباً، ثم نقف، نحمل الصحن، ثم نقدمه للشخص الذي على الجهة اليمنى من الطاولة، قائلين له : 
"تفضّل. كُل أنتَ. فأنا لستُ جائعاً"".
" وما الضرر في ذلك؟ وهل غريب أن تقدم صحنك لشخصٍ آخر؟
 هذه إنسانية يا أبي. وأنت وأمي من علّمني على ذلك"، أجيبه بعتبٍ ظاهرٍ.
يبلع أبي ريقه، متمنياً لو أبلعني الصحن والطاولة التي تحته : 
" يا بُنى. نعم. ليس غريباً أن تقدم صحنك لشخصٍ آخر. لكن الغريب، كل الغرابة، أن تكون أنت هو الشخص الآخر".
" كيف؟ ماذا؟ "، سألته وإشارات الإستفهام تئزُّ  كالذباب حول رأسي.
يقترب مني أكثر ويسألني متعجِّباً : " ألا تتذكّر شيئاً من هذا؟".
أجيبه بكل صدقٍ: " لا يا أبي. لا أتذكّر. ربما كنتُ ألعب وألهو مع نفسي. كما يفعل جميع الأطفال الصغار. أصنعُ بخيالي صديقاً أمامي، أحدّثه وأناوله الصحن. ما الجديد في ذلك؟ ليس هذا بجديد".
عبس في وجهي واحتد في كلامه : " عمرك ستة وعشرون ربيعاً يا جبران!".
قفزتُ من مقعدي محتجاً : " جبران؟ مَن جبران؟ لماذا تناديني جبران؟".
" مَن جبران؟! أنت جبران!"، يصفعني بصوته الجهوري.
" لا. أنا لستُ جبران!"، أردُّ له الصفعة.
يكتم أبي إحمرار خديه وازرقاق عروقه. يكزّ على أسنانه. يحاول طحنها. ثم يصرخ: " إذن من أنتَ أخبرني؟".
" أنا أبو يوسف يعقوب بن إسحق الكندي من البصرة!"، أزعق بأبي.
" نعم؟!!!"، يزعق هو بدوره.
أركّبُ "أمبليفاير" لحبالي الصوتية وأصرخ صرخةً  اهتزّت على أثرها رُكبُ البيت وارتجفت :  " إعترف. قُرّ. ماذا قال لك المأمون؟".
" مأمون؟!"، يكوِّر حاجبيه. ثم يقطن : " آه ... تقصد زميلي في العمل مأمون ضومِط؟".
"لا. أقصد الخليفة أبو العباس عبد الله المأمون ابن الرشيد"، أجيبه بغضبٍ كبيرٍ.
" نعم؟!!"، يقفز أبي من مكانه.
أزجره وأحتجُّ : " ما بك أبي؟  أنت والي الكوفة ولا تعرف من هو المأمون؟".
" والي الكوفة؟!". 
يتملكني الغضبُ والكربُ. يحملانني من ياقة قميصي ويجرجرانني إلى غرفتي. 
أدخل دورة المياه . أقف أمام المرآة. أرمقها. 
يرمقني وجه أبو يوسف يعقوب بن أسحق بن الصباح بن عمران بن إسماعيل  بن محمد بن الأشاع بن قيس الكندي. 
أأسألني والشرر يتطاير من خشمي: " ما به أبوك والي الكوفة؟ أأصاب عقله الزكام؟".
وأضربُ بقبضتي المرآة وأكسّرها. ويتناثر الزجاج على الأرض، مثل حروفي في المنطق والعلم والفلسفة. حروفي التي نبذوها.
أخرج من الحمّام لأصطجع في السرير. أرى رجلين يقتربان مني. أرى خلفهما أبي.
يسحبني الرجلان بقوةٍ إلى السيارة التي أمام البيت. 
أحاول الصمود في مكاني دون جدوى. أصرخ بهما وبأبي : 
" أنتم لا تعرفون مع من تتعاملون. سوف أنتقم منك جميعاً".
" ومع من نتعامل؟"، يجبني أحده الرجلين.
" أنا فريدريك بارباروسا الأول ، إمبراطور الإمبراطورية الرومانية، ابن جوديت بن هنري التاسع، وسأنتقم منكم أيها الشرقيين".
لطم أبي خدّه بكفّه وصوّب عيناه في الأرضِ صامتاً.
وضعوني في السيارة مقيّداً بالحبال. وساقوني إلى شارع الحكمة حتى وصلنا للبناية التي فيها عيادة "السايكوثيرابيست" بلال.
حملوني إلى عيادته. استأذنوا موظفة الإستقبال، التي يبدو أنها كانت تنتظرهم.
أدخلوني إلى عيادة السايكوثيرابِست وطرحوني على الأريكة.
رمقتني الشهادات التي على الجدار. كشّرت في وجهي كأنها  لم تستلطف وجودي.
تنحنحتُ. وبعد عدة نحنحاتٍ، خرج السايكوثيرابِست بلال من جحره واقترب مني.
جلس خلف مكتبه دون أن يحدّق بي. 
أزعني قلة اكتراثه.
تنحنحتُ مجدداً وقلتُ له : " السلام عليكم".
أجابني، ونظراته في الكتابِ أمامه : " ما رأيك لو بدأت بالطقطق؟".
" طقطق؟ ماذا تقصد؟"، قلتُ له.
" أقصد حدّثني عنك. من أنت. من تكون. ماذا تحب. ماذا تكره. ماذا تفعل.
متى تستفيق. متى تنام. بماذا تحلم في المنام. ماذا تتناول من حبوبٍ طبية وطعام. أتكتئب؟ أيصيبك الأرق؟ كم مرةٍ تستفيق في الليل وتخلع عن جسدك الحِرام؟".
تنحنتُ مجدداً. وبدأتُ : 
" أنا القديسة دميانة و ......".
قاطعني الطبيب زاجراً : " أرجوك كفى! كفى! لقد قال لي أبوك كل شيء".
أجبته بتهذيبٍ ترقُّ أمامه ساحة ستالينغراد : " أرجوك أخي دعني أكمل كلامي. الحاكم الروماني دقلديانوس اضطهد أبي وأعاده بالقوة إلى الوثنية. و ..... ".
خرجتْ النار من أذني الطبيب. تمالك نفسه وقال : " أرجوكِ أخت دميانة. أقصد أرجوك يا جبران. أسكت ودعني أتكلم".
سكتتُ أنا ... الأخت دميانة.
أكمل السايكوثِيرابست بلال كلامه : " أنت يا جبران حائر. لا تعرف إن كنتَ من الشرق أو من الغرب. ساحة تكون الكندي، وساعة بارباروسا، وساعة الأخت دميانة. أتعرف من أنت؟ أو بالأحرى، ماذا أنت؟ أنت مثل تلك الحشرةٍ التي أشرعوا لها الشباكُ من جهة الشرق، لكنها، وبعنادٍ غبيِّ، أصرت أن تفجّم رأسها بالجدار الذي من جهة الغرب".
أقاطعه بتهذيب: " لكن يا دكتور أنا لستُ .....".
حاولت أن أجيبه بأنني لستُ جبران ، لكنه قاطعني، بمقاطعة تفوق حصار الأميركيين على لبنان، وضرب بقبضته المكتب أمامه وزأر: 
" قلتُ لك أصمت. أصمت يا بلال!".
انتصبتُ على الأريكة المسطّحة : " بلال؟! أنت بلال وليس أنا"
وبسرعةِ تفوق سرعة الضوء، على عكس ما توقع أينشتاين، انتصبَ كالصاروخ الفضائي المنطلق أمامي، فطارت نظارته الطبية. واصطدمت بسقف الغرفة، ولحسن حظه، وحظي، سقطت في جيب روبه الأبيض وكأن شيئاً لم يكن. 
لم ينتبه للذي حصل، وأكمل أفراغ بأحشائي كلامه :
" أنا ستُ بلال. أنا أبو الحسن علي بن نافع الموصلي، موسيقي ومطرب عذب الصوت من بلاد الرافدين من العصر العباسي. وأنا الذي غنيتُ للخليفة هارون الرشيد:
(يا أيها الملك الميمون طائره هارون راح إليك الناس وابتكروا)".
وراح السايكوثرابست بلال يغني، ويعزف على وترٍ خفيٍ بين يديه، ويدندن بصوته الذي يشبه احتكاك الطبشورة بالصبورة.
وقفتُ أنا على قدميّ المتعبتين من النعيق، وهربت من المكتب.
 ولحسن حظي، كان الرجلان الملفان بشمطي إلى هنا، وشمط أذني عند اللزوم، نائمين. أو بالأحرى، مغمى عليهم بعد سماعهم صوت البلبل بلال وهو يغني.
ركضتُ نحو الدرج، قافزاً فوق أرقام الطوابق مثل عدائي الأولمبياد.
وهناك في الطابق الأرضي، وأمام باحة المدخل، رأيت كهلاً يتعكّز على الرصيف.
يغطّي جسده بلحيته الكثّة الشائبة البيضاء.
مِن سحنته وثيابه، يبدو أنه معدم الحال. 
وكان يحمل بيده اليمنى صحناً بلاستيكياً فيه بقايا طعام. وفي يسراه ورقة مبتلة يبدو أن عليها بقايا سندويش مرمي.
سألته : "يا عَم. ماذا تأكل؟".
أجابني بشفتيه اللتين مضغتهما الأيام حتى اهترأتا : " كنتُ أبحث يا إبني في برميل النفايات عن ما تيسرّ من فتاتٍ طعامٍ أسد به جوعي الكافِر".
كلامه المؤلم ، كمقص الأظافر، راح يقضم الدمع من عيني ويرميها على الأرض. حزنتُ لحالته. لمنظره. حزنتُ لحزنه.
اتكأت على الجدار خلفي وجلستُ إلى جانبه.
سألته: " من إسمك يا عم وأين تسكن".
لحس بلسانه الورقة مراراً وتكراراً ، محاولاً  رشف بقايا ما عليها. 
ثم، بشفنيه المرتجفتين، راح يلحس أيضاً بقايا الطعام على أصابعه.
ولّما لم يتبقّ ذرّةَ طعامٍ في أصابعه وفي الصحن البلاستيكي، ولفة الساندويش، 
حدّق بي، بعينيه المتلألئتين بالدموع، وأجابني :  " أعيش في وادي الطحالب يا إبني".
" وادي الطحالب؟ لم أسمع بها. وما إسمك يا عم؟"، سألته.

حدق في الأرضِ. أغمض عينيه وأجهش: " أنا.... أنا جبال الصوّان". 

قصيدة تحت عنوان{{حبيب الروح}} بقلم الشاعرة الجزائرية القديرة الأستاذة {{أسيا حملاوي}}


حبيب الروح

ياصديق لعمري،،،
وياحبيب لروحي،،،
ياجليس لوحدتي،،،
ورفيق عتمتي،،،
أنت ياكتابي،،،
كم قضيت معي ليلتي،،،،
وبين صفحاتك كنت ابكي،،،
كان عنوانك يحدد ملامحي،،،
وبفهرسك كنت اسافر وانسى،،،
كل همي وتعبي،،،،
واتوه بين سطورك ويسعد قلبي،،،
يامنهل علمي بك ارتوي،،،
وكنت اغير عنوانك كلما مرت سنيني،،،
عن الحب قرأت للمنفلوطي،،،،
وكم كنت احس بالغزل،،،
وحفظت اشعار قباني،،،
وعشقت اني خيرتك افاختاري،،،
وكم لرسائل خليل جبران كتبت
بعطر من ورود قلببي رششتها
وكم استهوتني مي زيادة،،،
في مراوعتها للحروف 
وهمت مع طه حسين،،،،
في كتاب الايام،كل حين
بحروفك شربت حلاوة القراءة،،،
وارتشفت معاني الكلمات بفنجانك،،
ورقصت رقصة البجع لجمالك،،،
انسى  واكتفي،،،،،،
بجلوسي بين احضانك،،،،،،،،
وكم أدمنت رائحة اوراقك
وكم بين طيات. سكنت،،،
ورود الحب ك تذكاري ،،،،
فوجودك رفيقي بدربي،،،،
وهون صعوبة حياتي،،،،
وكنت الحبيب لروحي،،،
وكم حلمت معك،،،،
اميرة حكايتك ،،،،،
 حبيب الروح ياكتابي،،،
فبحبك تركت بصمة في،،،
حروفي وأشعاري ،،،،

زهرة الحروف

أسيا حملاوي 

قصيدة تحت عنوان{{بينَ الشعر والناس}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


بينَ الشعر والناس
________________________________________________

 ومَضَيتُ أبحثُ عَن نَفسي...  في كُلِ الطُرُقَات
وكُلمَا التَقيتُها تهربُ وترفُضني ... مرَاتٍ ومرَات
أغتربُ ولاَ أعرف في أيِّ بلادٍ ...لاَتُقتلُ الأمنيَات
وأىُ بشرٍ يَاتُرى ؟لاَزَالوا يُؤمِنون..بِالشِعرِ والكَلمَات
وفي أى عيونٍ أجدُ السطرَ المحذوفَ مِنَ القِصص
              مِنَ القِصصِ والحكَايَات؟
وعلى أي صدرٍ أُلقِي بِرأسِي وأصُبُ..حُزني والآهات
وفي أي سمَاءٍ أسمعُ طيرَ لايشدو ..بِحُزنِ النَايَات
وأي دربٍ أسلُكهُ ولا ألتَقِي يَومًا...بِالذكريَات
مضَيتُ أبحثُ وظلَ البحثُ يَأكُل أيامَ عُمري ويَأكُلُ
                      السنوات
كَتبتُ الكثيرَ ولَم أعرفْ أينَ نفسي في أي سَطرٍ
في أي سطرٍ يَاتُرى وفي أىً صفحةٍ مِنَ الصفحات
بِي منَ الألمِ مالاَيتحمَلهُ بشر فَالحُزنُ بِدَاخِلي هوَ
                أكثرُ وأولُ الإحتمَالات
منْ منَ الناسِ شاركني ألمِي ومنْ مِنهُم تَغَاضى 
                 يَومًا عَنِ الزَلات
شَكوتُ للناسِ مَابِي عَلني أجدُ منْ يسعني ولو
                 ولَو لِسَاعات
فلاَ كانوا مسحةَ شِفاءٍ ولاكَانوا فوقَ العُريُ مظلات
قَالوا عني شَاعرا ورساما أرسِمُ النِساءِ لوحَات
كتبتُ الشعر على الشمسِ على الصخرِ وعلى
وعلى صفحَاتِ البحرِ نظمتُ شِعري والأبيات
والشاعرُ في هذا العصرِ فَاجرٌ وتخطُ يداهُ الذنُوبِ
                 الذنُوبِ والمُوبقات
                       يَاقَارئي
الشاعر ليس موسى في دعواهُ ولا هو عيسي ولا هوَ
                 نَبيٌ يَصنعُ المُعجزات
الشَاعرُ قضية، وكلمتهُ في صرخةِ الكَائِنات
يكتُبُ ماتُحبوا أن تعيشوهُ سِرا وعَلناً تقولونَ عَنه
                 رسولُ المُحرمات
فَحينَ أرسِمُ النساءَ لوحاتٍ في أشعاري وأتَغَزلُ
وأتغَزلُ في النَهدِ وفي الرُمانِ وفي الخصرِ 
          وفي الهِضَابِ البارِزات
ليس عُهراً وإنما هو صوتُ من زنازينِ  المسجُونَات
في وهمٍ مورُوث إسمهُ التقاليدُ والعادات
حَاربتُ في ألف جبهةٍ وأنا الأضعف حاربتُ عقولٍ
مريضةٍ حاربتُ عُهر حُكاما وزيفَ العروبةِ والوحدة
             ووهمِ التمَاسُكِ والشِعَارات
ثمَ يأتي من لايعي ولايفهم يٓخطُ نِفاقا ومديحا
في حُكامنا ويُطفىءُ في الصدورِ لهيبُ الثوارَات 
ليبقي هوَ الشاعر الموهوب ويُقلدوه القِلادات
أيقنتُ أنَ الكل يريد تهميشي وإبعادى عنِ المشهد
لأني أقولُ الحق وهذا ليس عصرَ حق ولا هذا
               عصرَ المُعجزات
حتى القارىء يُريدُ أن أكتُب مَايروقُ لهُ هوَ بِالذات
ياَقَارئي أنا لستُ ملاكا ولا أزعُمُ أنَ أبي كانَ إماما
       ولا أُمي كانت داعيةً منَ. الداعيات
 ياَ قَارئي لمَ تُردْ أن أتنصلَ من طبيعتى البشريَة
وأدعي أني تربيتُ في كَنفِ قديسا والملائكة كَانوا
          رِفقتي دائما على. الشُرُفات
 ياَ قَارئي إستيقظ فَالعُهر ثابتا في الأيام وإن كانَ 
                    وإن كانَ منبوذا
 ومُدعي الفضيلة يتأرجحُ فمالهُ من ثبات
  إن كانَ شِعري قولُ إفكُ فأتيني بشعرٍ أبياته
                     أحاديثا وآيات
 لازَالَ بحثي وسيبقى إلى حيثُ الكَفن والنهايات
 فالوطنُ ليس وطني والعصرُ ليس عصري وشعري 
                     مُتهم بِأبشعِ الاتهامات
 وقلمي منبوذا إذ يُعريكُم القلم فهو ملعونُ فى الحياةِ
                             وفي الممَات
_____________________________________________

حسام الدين صبرى/ديوان/قال لي سنلتقي 

نص نثري تحت عنوان{{تنهيدة}} بقلم الكاتبة الأردنية القديرة الأستاذة {{أحلام محمد الملحم}}


 تنهيدة

بقلم الكاتبة أحلام محمد الملحم
أخبرت نفسي ذات يوم بأنّها  حتمًا ستتحرر، وسألقي بوابلِ الألم من نافذةِ أحلامي، التي لطالمَا شاركتني بوحي وحزني، كان اليوم مختلفًا،كان الصباح به متلحفًا بأنينٍ مُبهم المعالم، وكانت نسمات هوائه لاهثة الأنفاس، وضجيج المارة كان مُدوي، لم يكُنْ في الواقع ضجيجهم؛ بل كانت أصداء مشاحناتٍ غفت في صدري، وآهات حبيسة مزقت أوردتي، كنتُ أبتسم متناسية أوجاعي، رغم دموعي السجينة في مُقلي، وذلك الألم الأخرس الذي لم يبرح مكانه في لُب قلبي، كلَّما خطوت خطوة نحو واقعٍ يبعدني عن سكاكين القهر، يرجعني الماضي برسائله وذكرياته وواقع وجوده المؤلم، فأعود حاملة حروفي المكفنة كجثةٍ على قيدِ الحياة، بأنفاسٍ مبتورة، ودموعٍ متحجرشة، راضخةٍ لمصطلحاتٍ لطالما رفضتها، توسدت فكري، ولكن مُجبرةٌ هي روحي، مكبلة بأشواقٍ سجينة خلف قضبان مقصلة حالمٍ، ما زالت لديه تلك الفراشات الملوّنة، يحلم بالإمساك بها..
نعم..
ما زالت أحلام الطفولة تلاحقني، وما زالت أكبر أحلامي مراقبة غروب شمس مدينتي، الذي يشبه ضياعي ..