الاثنين، 18 أبريل 2022

نص نثري تحت عنوان{{تنهيدة}} بقلم الكاتبة الأردنية القديرة الأستاذة {{أحلام محمد الملحم}}


 تنهيدة

بقلم الكاتبة أحلام محمد الملحم
أخبرت نفسي ذات يوم بأنّها  حتمًا ستتحرر، وسألقي بوابلِ الألم من نافذةِ أحلامي، التي لطالمَا شاركتني بوحي وحزني، كان اليوم مختلفًا،كان الصباح به متلحفًا بأنينٍ مُبهم المعالم، وكانت نسمات هوائه لاهثة الأنفاس، وضجيج المارة كان مُدوي، لم يكُنْ في الواقع ضجيجهم؛ بل كانت أصداء مشاحناتٍ غفت في صدري، وآهات حبيسة مزقت أوردتي، كنتُ أبتسم متناسية أوجاعي، رغم دموعي السجينة في مُقلي، وذلك الألم الأخرس الذي لم يبرح مكانه في لُب قلبي، كلَّما خطوت خطوة نحو واقعٍ يبعدني عن سكاكين القهر، يرجعني الماضي برسائله وذكرياته وواقع وجوده المؤلم، فأعود حاملة حروفي المكفنة كجثةٍ على قيدِ الحياة، بأنفاسٍ مبتورة، ودموعٍ متحجرشة، راضخةٍ لمصطلحاتٍ لطالما رفضتها، توسدت فكري، ولكن مُجبرةٌ هي روحي، مكبلة بأشواقٍ سجينة خلف قضبان مقصلة حالمٍ، ما زالت لديه تلك الفراشات الملوّنة، يحلم بالإمساك بها..
نعم..
ما زالت أحلام الطفولة تلاحقني، وما زالت أكبر أحلامي مراقبة غروب شمس مدينتي، الذي يشبه ضياعي ..

ليست هناك تعليقات: