الأحد، 6 مارس 2022

قصيدة تحت عنوان{{آسف… ..أعتذر }} بقلم الشاعرة القديرة الاستاذة {{غادة يحيى}}


 آسف… ..أعتذر 
وماذا بعد؟
أشتهي ودًا
نأسف
لماذا؟
رصيدكم من الود منهار 
وهل هناك من خيار ؟
لا، وماذا تنتظر ؟
أقترض الود من الزمان 
يا لك من أبله، 
وهل هناك ادخار 
من يعلم؟ !
وقف بمنتصف  كالمجنون يقطع الطرقات، يوقف السَيارة والمارة، يهتف بأعلى صوته:
أعتذر منك ومن تلك السنوات 
تبًا  لك لم يفد أي اعتذار ،
ماذا تفعل؟ يا لك من مجنون ،
ها قلتها مجنون ،فلن يحاسبني بعد الآن قانوناً،
فلتسمعوا يا سادة هذيان مجنون 
منذ أعوام هَجرت وهُجرت،
أسأت المنطق ظَلمت وظُلمت،
وتهت ببقاع الأرض وانكسرت ،
كسرت بالحنين ونداء القلب
استوقفني الزمان ذات مرة وسط الضجيج، 
فقد نال مني الكبرياء فضعفت واستسلمت، 
فرغم كبريائي استوحشت الزمان وعدت
لكن الديار ما عادت تشبه ديارنا ،حتى الهواء منه استغشيت
فاستنكرني وقفت على أعتاب الحيرة ماذا بعد؟
أبعد كل هذا أأخطأت؟
دنوت من إحدى عجائز الطريق ،أمسك يديها وتشبثت بها ،قولي لي كيف يكون الاعتذار يا جدتي ؟
قل لي أنت كيف يكون الغياب جائرًا، وكيف يموت الشوق وتدفن المشاعر ؟
صفعتني بشدة 
أتألمت؟ آسف أيؤلمك كفي الهزيل ،فما بالك بصفعة الأيام وخيبة الضمير ؟ فما تعلمته من صفعات السنوات لم يفِ يومًا باعتذار ،فلا تكن سخيفًا ،لملم مياه وجهك واغرب عن وجهي .
سقطت دموعي كشلال منهمر غاضب لا يعرف غير الهطول الممل من أعلى المنحدر ،لتدنو مني 
وهل عرفت معنى الانكسار؟  فهكذا كانت تلك الصفعات ،كرصاصات اخترقت مني الوريد، وأتلفت الإحساس فعذرًا منك يا… ..
لقد أُهلكت مع الانتظار ،

فلتسمعوا يا سادة إنها أنا تلك الديار، 
تلك التي كانت تنتظر  دون استسلام 
حتى فاض منها الانتظار ،فرسائل البريد 
المحملة باشتياق كانت تعاود الديار
مغلقة بختم الشمع الأحمر ،
تعاود دون أن تنبش ،
فهي حروف خطي بغلاف أسود من الخارج 
فهل من جواب ؟
أيعود الزمان معتذرًا، محملًا برغبة الاستسلام 
لقد نال مني الانتقام 
فلا سلام ولا ألف اعتذار ،
فليفض ذلك الحوار اللعين، 
فلا غير دموع الأنين كانت رفيق،
حتى الليل كان من شدة ظلمتي 
يخشى أن تنبض نجومه بتلك الأنوار، 
فالقمر كان يلتحف بالغيمات خجلًا 
فكيف لي أن  أقبل ذلك الاعتذار؟
آسف، فلتعذر  مني  الكبرياء.

                غادة يحيى


ليست هناك تعليقات: