الأحد، 6 مارس 2022

نص نثري تحت عنوان{{ الخلاص }} بقلم الكاتبة البلد القديرة الاستاذة {{فِداء أحمد عيروط}}


 "الخلاص"

في الليلة الأولى من انفصالنا :
انتابني شعورٌ حارقٌ جدًا..
شعورٌ لا يُمكن لأيّ مفردة أن تَصفه..
بكيتُ جِدا حتّى أُغلِقت عيوني من التّعب ؛ بكيت للحدّ الذي شعرتُ به أني سأفقدُ بصري ؛ جُل أُمنياتي كانت تلك الليلة هي ألا أستيقظ ..
أغمضتُ عينيّ بصعوبةٍ و بعد بُكاءٍ طويل
ورجوت  الله أن تكون نومةً أبديّة لا أصحو بعدها في دنيا خالية منك..  
بعد عدّة أسابيع من انفصالنا :
كُنت في صدمة ؛ وكُلّما تخيّلت أنّك غائب للأبد ؛ تسيلُ دموعي وتنهمر عرض وجنتيّ .. 
شعرتُ أنني أسيرُ إلى الموت بإقدامي.. 
هُناك شيء فيّ كان يأبى أن يودّعك .. 
لم أكُن أتمنّى حينها سوى أن يكون هذا مجرّد حُلم وينقضي وأن تبقى هُنا بجانبي ولا تمضي .. 
انتابني شوقٌ كبير لرؤية وجهك؛ ولسماعِ صوتك لم أكُن قادرة على منع نفسي .. 
كيف يخفي المرء حنينًا  في عينيه؟ 
عِشت أياما متتالية أغفو بها على أملِ العودة .. 
كرّست كل وقتي وأنا جالسة أراقبُ حسابك الشخصيّ في الخفاء لألملم الأخبار وأربطها ببعضها لأستنتج من كل ذلك أتُراكَ تشتاق إليّ أو تحنّ أم أنّي هُنت عليك ؟ كان هذا همّي الوحيد .. 
ظلّ اسمَك يترأس قائمة البحث لديّ لفترةٍ لرُبّما طويلة ..
كنت كل يوم أتخيّلنا في الأماكن التي خططنا لزياتها وكُلما أشاهدها وهي خالية مِنّا أبكي .. 
انتظرتُك.. 
انتظرتك جدا.. 
انتظرتك مع انعدام الاحتمالات في العودة .. 
ظللت عدة ليالٍ استيقظ من وهلة نومي وأفتح الهاتف لأتفقّد الإشعارات هل بينَها اسمك أو أيّ رسالة منك ؟ 
لكنّك اخترت الصمت ؛ اخترت وداعًا أبكم.. 
بعد شهور فقط من انفصالنا : 
استقبلتُ دعوة زفافك.
حينها شعرت أن أحدهم صفعني على وجهي بكل قوّته.. 
صُدمت جدا ..
تحسّرت ليس عليك وإنما على مشاعري التي تدفّقت لوجهة خاطئة..  
شعرتُ ما معنى أن يُكسَر شيء في الرُوح !
بكيت؛ كانت صدمة عجزت اللغة بأكملها أن تصفها بحقّ .. 
ما كان بيدي سوى أن أضع قلبي تحت قدميّ وأدهسهُ بكُل ما أملك من قوّة وكأنّه حشرة!
رميتُ حنيّتي التي عاملتك بها في قعر الجحيم وتخلّيت .. 
بدأت أتقبّل الأمرُ نوعًا ما ؛ و
تجاوزتُ رغبتي الضارمة في احتضانك والبكاء في حضنك معاتِبة!
انتابني القرف لكل شيء يخصّك.. 
بدأتُ ابتعد قليلًا وأحذفُ الصور المتبقيّة منّا .. 
بدأتُ أدرك أنّك لستَ لي وسُعدت بذلك .. 
ظللت أراقبُ حسابك الشخصيّ لكن بشكلٍ بسيط جدا،  لم يعد هذا همّي.. 
حذفتُ اسمك من قائمة البحث خاصّتي..
لم يعد يهزّني أن يذكر اسمك في الكلام.. 
التفتّ لنفسي؛ وضعتها أوّلا قبل أيّ شيء ..
توقّفت عن البكاء حينما أدركت أنّي أمتلك أجمل عينين  في هذا العالم الكبير ..
وحينما عرفت أن الحياة لم تتوقّف ولا حتّى لحظة واحدة حينما نذرف الدموع أو حتّى تقيم لنا عزاء من أجل أحزاننا..  
داويتُ روحي الّتي حُرِقت بين يديك .. 
عانقتني من جديد كمل مرّة ؛ و  لم أكُن متلهّفة لأفتح هاتفي وأتفقّد أخبارك ..
لم يعد لديّ رغبة شديدة بأن تصلني رسالة  منك تتضمّن اعتذارا لنعود بل كل أعذارك الكاذبة حفظتها عن ظهر غيب .. 
استقبلتُ الصباح بابتسامةٍ وقُلت ألف مرّة  لنفسي أن المحِب يخلق ألف سبب للبقاء ؛ ولو سُدَّ الطريق يخلق طريقًا آخر ويسلكه للوصول وأنت لم تكُن تملكُ الشجاعة الكافية لتحبني .. 
تخلّيت لأنّي لا أستحقّ هذا العذاب.. 
ولأنّ هدر  عاطفتي على من لا يستحقّ؛ خسارةٌ فادحة.. 
لأننّي أستحق شخصًا يراني إنجاز وليس شخصًا يخبئني عن الجميع وكأنّي خطيئة .. 
بعدما كان حُلمي أن أنام بين ذراعيك للأبد الآن لا يشرّفني أن ألمس كفّ يدك حتّى ، تخيّل؟  
طابت نفسي منكَ ومن كُل شيءٍ يعنيك، ولو كنت  أدري أن الخلاص سيكون بفراقك لكنتُ اخترت فراقنا منذ البداية .. 
ولو خيّرتني الحياة بينك وبين فراقنا لاخترت أن نفترق .. 
صدّقني لو أتيت حاملا الأرض على كفّيك..
لن أعود..🦋

فِداء أحمد عيروط


ليست هناك تعليقات: