"رؤى في سِحرِ النّظرِ "
رأيتُكِ صُبحًا في خيالٍ مُزهَّرِ
فهاجَ فؤادي وانتشى بتذكُّرِ
بريقُكِ كالأحلامِ يغزو مسمعي
ويغمرُ وجداني بظلِّ الأساريرِ
دخلتِ فؤادي مثلَ نجمٍ مباغتٍ
فأوقدتِ نارَ الشوقِ دونَ تُذرِّرِ
ضحكتِ، فأزهرتِ الدُّجى في خاطري
كأنّكِ نجمٌ لاحَ في ليلٍ أزهرِ
رويدكِ، إنّي في هواكِ مُتيَّمٌ
أطاردُ ظلَّكِ في دروبِ التذرُّرِ
خطاكِ نداءٌ في السكونِ يُرَقْرِقُ
بأحلامِ روحي كالرحيقِ المُعطَّرِ
كأنّكِ ماءُ الروحِ يجري طَهورَهُ
يُطهِّرُ وجدي من غبارِ التكدُّرِ
إذا ما تغنّيتِ ارتقيتُ قصيدةً
تعانقُ سمعَ الكونِ مني وتفخرِ
وإنْ مرَّ طيفُكِ فوقَ جفنِ تأمّلي
تسامى خيالُكِ في سماءِ التنوّرِ
أُحبُّكِ حبًّا لا تراهُ المرايا
ولا تستبينُه الليالي لمبصرِ
نسيتُ الأمانَ وكلَّ ميثاقِ عاشقٍ
وسرتُ إليكِ بلهفةِ المُختمرِ
وكم قلتُ إني سوف أهدأُ مرةً
فأخذتِني عيناكِ نحو التبعثُرِ
غفوتُ على وهمِ اللقاءِ وأنتِ لي
كسربِ سحابٍ راوغتني لتغدرِ
تبسُّمُكِ المختالُ يخدعُ مهجتي
كغمامةٍ تهفو وتُخفي وتزهرِ
أحنُّ إليكِ الآن رغم تباعدٍ
كأنيَ طفلٌ قد بكى دون مأزرِ
وإن ضحكتْ ذكراكِ في عمقِ خافقي
بكيتُ، وصار الليلُ جفنَ المدبَّرِ
فيا زهرةً نادتْ على شرفِ المُنى
رمتْ مهجتي بسهمِ سهدٍ مُحذِّرِ
فإن كنتِ تدري ما بعينيَّ من نوى
فعودي إليَّ، فقد سئمتُ التكسُّرِ
وإن كنتِ لا تدرين، تلك مصيبتي
أقاسي اشتعالي في جنون التحيُّرِ
فما ليَ غير الذكرِ أطويه دافئًا
وأبكي هواكِ بكاءَ طفلٍ تجبَّرِ
✍️بقلم الاديب الدكتور أحمد الموسوي/العراق
جميع الحقوق محفوظة للدكتور أحمد الموسوي
بتأريخ 05.22.2024
Time:05:00 pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق