الاثنين، 24 نوفمبر 2025

قصيدة تحت عنوان{{نُحَمحِمُ للشّعير}} بقلم الشاعر المغربي القدير الأستاذ{{محمد الدبلي الفاطمي}}


نُحَمحِمُ للشّعير

أَلا ثوروا فقَدْ كَثُرَ الفُجورُ
وفي زَمَني تَأَنَّثَتِ الذُّكـــــورُ
ألا ثُوروا على التَّقْصيرِ فينا
فَنَحْنُ على الرَّحـى دوْماً نَدورُ
نُحَمْحِمُ للشّعيرِ متى نَراهُ
وَنَعْبِسُ إنْ تَقَهْــــــــقَرَتِ الأُجورُ
تَلَوَّثَ كُلُّ شَيْئٍ في بِلادي
وفي لُغَتي تَخَلَّــــــــطَتِ الأُمــورُ
أُعَلِّلُ بالمُنى قَلْباً عَليلاً
كَأَنَّ العَقْلَ أَحْرَقَهُ الشُّـــــعورُ
                               
نَكادُ نَكونُ أَشْبَهَ بالجَمادِ
على أَيْدي أَباطِرَةِ الفَـــــــسادِ
فما للْوَعْيِ في وَطَني نَصيبٌ
ولا التَّفْكيرُ يَرْغَبُ في الرَّشادِ
وفي لُغَتي وَجَدْتُ الحَرْفَ سَهْماً
يُصيبُ بِرَمْيِهِ نُخَبَ الجَمادِ
يُسافِرُ في البَلاغَةِ بالمَعاني
فَيأْتي بِالبَيانِ مِنَ السَّــــوادِ
بِذلِكَ تُبْدِعُ الأَقْلامُ سِحْراً
فَتَبْدو في التَّنافُسِ كَالجِـــيادِ
                              
أَرَدْنا أَنْ نَقومَ فَما اسْتَطَعْنا
وفي حَرْبِ الوُجُودِ قَدِ انْهَـزَمْنا
نُجَعْجِعُ في الكَلامِ بِلا طَحينٍ
وَنَنْهَقُ كالحَميرِ وما انْتَهَــيْنا
تَأَخَّرْنا بِأُمَّتِــــــــــــــنا قُروناُ
ومازالَ الجُمودُ وما اهْتَدَيْنا
يُعَيِّرُنا العِِدى بِالجَهْلِ جَهْراً
لِأَنّا للطَّلاحِ قَدِ انْحنَـــــيْنا
 وَلَوْ شِئْنا الصُّعودَ إلى الأَعالي
بِتَنْشِئَةِ المَواهِبِ لرْتَقَيْنا
                            
بِقَدْرِ الكَدِّ تَزْدَهِرُ المُيولُ
فَتَرْكُضُ نَحْوَ غايَتِها العُقـولُ
تُناديها المَواهِبُ مُقْبِلاتٍ
وَمِنْ أَفْلاكِــــــــها رَحَلَ الأُفولُ
فَتَحْنو قاصِراتُ الطَّرفِ عِشْقاً
وَتَتَّضِحُ المَسالِكُ والحُلولُ
ولولا الوَعْيُ والتَّنويرُ ما
تَخَلّى عنْ تَخَلُّفِهِ الجَهـــــــــولُ
فَهَيّا يا شبابَ العَصْرِ هَيّا
فَإِنَّ المَجْدَ تَعْكِسُهُ الطُّلـــولُ
                            
سَنَنْهَضُ إنْ عَرَفْنا ما نُريدُ
لِأَنَّ النَّارَ يَرْهَبُــــــها الحَديدُ
عَلَيْنا أنْ نُعَلِّمَ بِاجْـــــــتِهادٍ
وَمَعْـــــــرِفَةٍ يَشِعُّ بِها الجَديدُ
فَنَحْنُ اليَوْمَ في عَصْرٍ طَموحٍ
تُسَلِّحُهُ العُـــقولُ بِما يُريدُ
وَنَحْنُ كما تَرانا لا نُبالي
كَأَنّا في مَواطِنِنا عــــــبيدُ
وما أَدْري لَعَلَّ الفَجْرَ آتٍ
وَوَقْتَئِذٍ سَيَقْتَرِبُ البَعـــــيدُ

محمد الدبلي الفاطمي 

ليست هناك تعليقات: